يشهد عالم الأثاث والديكورات الداخلية حالياً ظهور اتجاه جديد يعتمد على استعمال التريكو في تصاميم قطع الأثاث، بعدما كانت هذه الطريقة قاصرة في الماضي على تصنيع الجوارب والقبعات والأوشحة.
وقد أعاد مصممو الأثاث اكتشاف هذه الطريقة في حياكة الملابس، للحصول على قطعة فنية منسوجة سواء من خيوط الصوف أو الكابلات الكهربائية أو الورق المستعمل. ويتم الاعتماد على طريقة التريكو حالياً في إنتاج مقاعد أو مصابيح أو ملابس جديدة.
?المقعد «Cushhh»
?يقول الخبراء إن منتجات التريكو بدأت تظهر بشكل متزايد خلال هذا العام في معارض الأثاث العالمية. وحول طريقة التريكو تقول لينا ياكوبزونه من مكتب التصاميم «Sampling» :”لقد تعلمت طريقة التريكو من أمي في مرحلة الطفولة، وبعد ذلك كنت استخدمها من وقت إلى آخر، أما الآن فقد اعتمدت على طريقة الحياكة هذه لأول مرة في تصميم المقعد «Cushhh»”.
?وفي هذه القطعة الفنية قدمت مُصممة الأثاث اللاتفية مقعداً مصنوع من خشب البلوط مُجهز بوسادة منسوجة من الصوف بطريقة التريكو بالإضافة إلى استعمال خيوط الكتان المنسوجة بطريقة الكروشيه.
?وأضافت لينا ياكوبزونه :”يذكرني هذا التصميم بالأجواء الدافئة والمريحة التي كانت تنبعث في النفس، عندما كانت الجدة تقوم في الماضي بحياكة بعض قطع الملابس الصوفية بطريقة التريكو أثناء فصل الشتاء”.
ويعول هذا الاتجاه بالتحديد على الأجواء المريحة التي لا تنشأ في المنازل بسبب التجهيزات والمفروشات العصرية، لكنها تظهر نتيجة لوجود توليفة متفردة تعكس الرغبات الشخصية من خلال الجمع بين قطع الأثاث والإكسسوارات المصنوعة من خامات مختلفة. لذلك فإن مصممة الديكور مايرا كلوزا من شركة MYK تُعلي من قيمة التفرد في التصميم.
?
?سلال «Nubi»
?وتعتبر يوتا فيرنير من مكتب التصاميم «نوماد» بمدينة هامبورغ الألمانية من أوائل المصممين، الذين قاموا بالجمع بين الحرف اليدوية وتصميم الديكورات الداخلية للمنازل، حيث إنها اعتمدت على أناملها منذ عدة سنوات لتصميم سلال ومزهريات وأطباق منسوجة من الصوف السميك بطريقة الكروشيه.
وقد اعتمدت المصممة الألمانية في تصميم السلال، التي تحمل اسم «Nubi»، على وعاء داخلي صلب مصنوع من اللدائن البلاستيكية ومغطى بكسوة من التريكو. ومن المتوقع ألا يزيد عدد هذه السلال على 50 قطعة فنية، وتعلل صاحبة مكتب التصاميم الألماني ذلك بقولها :”أفضل عدم إنتاج هذه السلال بأعداد كبيرة، حتى يتمكن المرء من إضفاء طابعه الشخصي عليها”.
المقعد Vintage
?وقد قامت مايرا كلوزا بالتعاون مع فريق عملها بإعداد مقعد Vintage المختار بعناية فائقة، حيث تم تجهيزه بثوب مزركش ينطق بأجمل عبارات الأناقة والرقي. وتقول مصممة الأثاث :”بعد أن عملت لسنوات طويلة في تصميم الأزياء، شعرت بعاطفة قوية تجاه تصميم الأثاث والديكورات الداخلية للمنازل، ومن هنا ظهرت لدي أفكار للجمع بين الاتجاهين في بوتقة واحدة”.
المقعد «Paper Planet»
?وعلى الجانب الآخر فقد انصبت أفكار فريق التصميم بشركة hettler.tüllmann على الاهتمام بالجوانب البيئية بشكل خاص، حيث قدم فريق التصميم، الذي يتخذ من العاصمة الألمانية برلين مقراً له، من خلال مفهوم «Paper Planet» تشكيلة من المقاعد ذات سطح جلوس بمظهر التريكو لكنها مصنوعة من الورق المُعاد تدويره.
وأوضح كل من يولا تولمان وكاتيا هتلر، مؤسسي الشركة الألمانية، أنه يتم الاهتمام مع كل مشروع جديد بجوانب الاستدامة والحفاظ على البيئة بصفة خاصة، وتقول المصممة الألمانية :”الورق المُعاد تدويره يتناسب مع مقاعدنا بشكل مثالي، حيث يتم تقطيع الورق وطيه ونسجه مع بعضه البعض، وعندئذ يتمتع سطح الجلوس بالثبات والمتانة”.
المقعد «Judith»
?كما ساهمت المصممة البرازيلية نيكولا تومازي عن طريق المقعد «Judith» في باقة التصاميم Granny التي أطلقتها شركة WA.DE.BE في العاصمة الفرنسية باريس. ويعتمد الهيكل الصلب لهذا التصميم الفني على مقعد خشبي مربوط بحبل خشن ومصنوع من الخامات المُعاد تدويرها.
وأوضح غيرارد فانتز، أحد شركاء الشركة الفرنسية، أن هذا التصميم يُشير إلى «الجدات»، أو السيدات العجائز في العاصمة الفرنسية باريس، اللائي كن يعانين من الفقر المدقع ولم يكن لديهن ما يكفي للعيش حياة كريمة.
المصباح «K?te»
? أما بيير كراخت وكاترين فوسير من مكتب التصاميم «فريمدفورم» بمدينة دورتموند الألمانية، فقد انطلقا إلى أبعد الحدود فيما يتعلق باستخدام فكرة التريكو في تصميم الأثاث والديكورات الداخلية؛ حيث يقدمان مصباحاً يحمل اسم «K?te» يكتسي بثوب منسوج من التريكو أو الكابلات الكهربائية السوداء. وقد تم استخدام كابلات التطويل كعنصر تصميمي على الرغم من احتفاظها بوظيفتها الأساسية في نفس الوقت.
?ولا يتم تقديم المصباح «K?te» كوحدة إضاءة جاهزة للاستعمال، لكن يمكن توفيره كوحدة تركيبية منفصلة لهواة الحياكة بطريقة التريكو الذين يرغبون في إضفاء بصماتهم الشخصية على هذا المصباح.
المزيد:
تصاميم 4 كراسي تُدفئكِ في برد الشتاء