رئيس طهاة فندق ميلينيوم أبوظبي، الشيف الإيطالي كارلو تشيرونا، جاب العالم قبل أن يستقر في أبوظبي ويرأس مجموعة مطاعم الفندق التي تشمل المطعم المغربي والإيطالي. في حوار خص به "أنا زهرة" أخذنا إلى أروقة المطابخ العريقة وعرفنا على بعض أسرارها.
- ما هي أهم محطات عملك كطاهٍ؟
عملت طاهِ في العديد من الدول، فمن بعد تخرجي من كلية الضيافة والطبخ في إيطاليا عملت سنواتي الأولى في إيطاليا، ومن ثم فضلت السفر لتعلم خبرات أخرى من مطابخ العالم لأكون ملماً بها، لذا سافرت إلى إسبانيا وبودابست والقاهرة، وشغلت مناصب عديدة بإدارة مطاعم فنادق الدرجة الأولى، فعملت 4 سنوات في روتانا دبي، ومن ثم أنتقلت إلى مطاعم فندق إنتركونتينينتال بودابست، وأخيراً أستقر بي الحال رئيس الطهاة لمطعام ملينيوم أبوظبي لأربع سنوات الآن، ليكون رصيدي في العمل 20 عاماً.
كيف ترى تطور عالم الطبخ على مدى خبرتك الطويلة في العالم؟
أصبح الناس أكثر وعياً اليوم بشأن طعامهم الصحي، فباتوا يسألون عن المكونات ومصدرها، وبذلك أصبح الطهاة يحرصون على وضع مواد صحية وتقليل كمية السكر والزيوت في الأطباق، بالطبع، مازال السكر موجود في الوصفات لكن بطريقة أكثر حذراَ، وكذلك الإكثار من الخضار واللحوم الطازجة في الوجبات.
- هل تعتمدون على السوق المحلي في تحضير أطباقكم؟
نعم، نحن نحرص على التبضع من السوق المحلي، لكننا بالتأكيد نعمل على إستيراد بعض المنتجات خصيصاً لمطبخنا من مصادرها، ومن أفضل الأماكن في العالم التي تشتهر بها، بما يخدم الطعم وكذلك الكلفة.
- أين وجدت أسواق الأطعمة الأفضل خلال عملك في بلدان مختلفة؟
حسنا، لقد تذوقت أفضل بطيخ في حياتي في الأسكندرية في مصر، مازال طعمه الحلو في فمي، وهو جزء من سوق الخضار والفواكه الطازجة المتنوعة في مصر التي تغني المطبخ المصري. أما السوق الآخر المفضل لي فكان الإسباني، وذلك لتوفر المواد الغذائية من اللحوم والأسماك والصلصات والخضروات المتنوعة القريبة من المطبخ الإيطالي.
- هل من برامج خاصة بالطعام تعملون على تقديمها في الفندق؟
بما أن شبكة فنادق ملينيوم منتشرة في العالم وقد تعددت الآن لتصل إلى 118 فندقاً، تنوعت بين الفنادق السياحية والتجارية في العالم، وهذه ميزة تجعلنا نتبدل الخبرات والمهارات التي يتمتع بها طهاة سلسلة المطاعم في العالم، فنحن نستضيف بين فترة وأخرى طهاة من تايلند وغيرها من البلدان، كما أننا نرسل أمهر طهاتنا لتنقل المطابخ الشرقية إلى الجهات الأخرى من العالم.
- ما هم ضيوفكم الدائمين في مطاعم الفندق؟
ضيوفنا مختلفين، بالطبع المحبين والمتذوقين للطعام المميز، ويغلب على زبائن المطعم المغربي الطابع العربي من الإماراتيين والعربي، كونه يقدم نكهات شرقية مألوفة ومحببة لديهم، أما المطعم الإيطالي فهو محبب أيضاً للجميع، فغالبية الناس الآن تفضل تناول الباستا الطازجة والبيتزا وغيرها من الأكلات الإيطالية الشهيرة.
- ما هي حصة الضيوف من الأطفال في مطاعمكم؟
لا ننسى أيضاً أهمية وجود الأطفال مع عوائلهم خاصة أيام العطل والأعياد، فنحن نحرص على أن تقدم لهم طعاماً يحبونه، أو ما أقول عنه "يلعبون به"، فنعد لهم السباغيتي وكرات اللحم وغيرها من الأطباق المحببة لديهم بالطعم والشكل.
- هل تعمل على تقديم الوصفات التقليدية أم الحديثة في أطباقك؟
أنا أحرص دائماًعلى أن لا نصيب الزبائن بصدمة في الطعم، ذلك أن المطابخ الحديثة تعلم على تحديث الوصفات بشكل جذري، وهذا ما أخشاه، فنحن نلتزم بالوصفة التقليدية والمكونات الأساسية، لكن نضفي عليها تغييراً حديثاً من حيث الشكل والتقديم، وبذلك يكون المتذوق راض ومستمتع بوجبة لذيذة وجميلة.
- ماذا عن كميات الطعم في الطبق؟ هل تعتمدون الكميات القليلة كما هو الحال الآن في مطاعم الفنادق الراقية؟
نحن نعتمد على الكميات القياسية العالمية، فنقدم للشخص وجبة مشبعة ومتنوعة، فحجم ووزن قطعة اللحم أو الدجاج تكون محسوبة وكافية للشخص الواحد، ويبقى الأمر بحسب رغبة الضيف، فأحياناً يكتفي بطلب طبق سلطة مع الطبق الرئيسي، وأحياناً يطلب سلسلة من الأطباق التي تشبع تجربته في المطعم، والتي تشمل أطباق مقبلات وأطباق جانبية ورئيسية وحلويات، وخاصة في أوقات الأعياد التي نحرص أن نقدم فيها برنامجاً خاصاً لقائمة الطعام.
- ما هي البرامج التطويرية التي تقدموها للشيف في الفندق؟
نحن نعمل على وضع الطهاة في برنامج تدريبي وتعليمي يضمن إندماجهم في أساسيات العمل للفندق والذي يتبع سياسة سلسلة فنادق ميلينيوم، فبالإضافة إلى تدريبهم على أساسيات المطابخ، فإننا نلتزم أيضاً بتعليمهم على الحفاظ على النظافة والتنظيم بحسب النظام العالمي المعتمد للمطابخ العالمية ACCP ، وهو نظام يضمن للزبون مقاييس عالية من الجودة بدءاً من وصول الضيف إلى الفندق وتناوله وجبته وحتى تفاصيل المطبخ الذي يقدم له وجبته. فيجب أن يراعي الطاهي عوامل النظافة ونوعية المواد الغدائية وتواريخ الصلاحية والتي يتم خلالها التأكد من جودة الأطعمة التي تفحص بشكل دقيق يصل إلى قياس درجة حرارة الطبق.
المزيد:
الشيف وفائي يقدم طعامه على صوت هدير سيارات F1
الفائزة ببطولة دبي للضيافة: “أطمح لتعليم بناتنا الطبخ في المدارس”