أعزائي القراء، لقد كان ملفتا للنظر ولأول مرة أن أجد هذا الشهر ازدياد نسب الطلاق بسبب العصبية بين الزوجين بنسبة 80 % من إجمالي حالات الطلاق.
فكل عشر حالات تم فيها الطلاق كان منهم ثماني حالات بسبب العصبية. مما أستوقفني كمتخصص لأتساءل ما السبب وراء ارتفاع تلك النسبة؟ ولماذا العصبية بالذات هي السبب الرئيسي لكثرة حالات الطلاق ؟
وتبين لي من خلال دراسة الحالات أن هناك عدت أسباب للعصبية منها : استفزاز الزوج عندما تتعامل مع زوجها بكبر، أو تتعامل بجهل بطبيعة هذا الزوج. وغالبا ما تشعره الزوجة المستفزة إنه طفل كثير الأخطاء أو غلام متمرد ويجب السيطرة عليه بالكلمات القاسية وأسلوب التئنيب. كتعليق أحدهن أثناء النقاش بقولها ( أنت مش فاهم حاجه .......... أنت مابتفهمش ...أنت إمعة أو شو فهمك أنت أو بعدم الرد أو التحاور وتطنيش الزوج.
ومن الأسباب المؤدية للعصبية أصرار الزوجة على النقاش والحوار في وقت الزوج غير مستعد فيه لذلك. بل ويطلب منها أثناء هذا الوقت أن تتركة بعض الوقت، لكنها تصر فيستفز ويتعصب وتبدأ المشاكل .
يضاف إلى ذلك تذكير أحد الطرفين الأخر بأخطائه وغلطاته وزلاته فى كل وقت وحين. مما يولد طاقات سلبية وكبت وقلق داخل الطرف الأخر فيتفجر داخلة بالغضب والعصبية .
وربما يقود إلى عصبية الزوج عدم أحترام شريك الحياه وأهانتة أمام الأخرين، خاصة أمام الأهل أو بالأماكن العامة مما يدفع الطرف الأخر إلى الاستفزاز والعصبية والرد سواء بالقول أو بالفعل.
من أسباب العصبية أيضا الكذب المتواصل والمتكرر لدى شريك الحياة، مما يجعل الطرف الأخر يشك فيه ولا يثق بكلامة ويمتلئ بالعصبية كردة فعل أمام مسلسلات الكذب والنفاق.
ومن الأمور التي تقود إلى العصبية والانفعال عدم حرية الطرف الأخر فى تعبيرة عما بداخله، سواء كان سلبيا أم أيجابيا. فكل طرف يحتاج أن يخرج ما بداخلة للطرف الأخر حتى وإن كان ما سيفضفض به سيضايق الطرف الأخر. فهو فى حاجة لإخراح هذه الشحنات السالبة فإن لم يستطع أن يخرجها بسبب الخوف أو الأحترام الزائد أو القلق من رد فعل شريك الحياة، فمن الطبيعي أن تخرج تلك الشحنات السلبية على شكل عصبية لا تعرف لها أسبابا.
أخي الزوج أعطِ الفرصة لزوجتك أن تحاورك واستمع إليها. وأستمعي أنتِ له وأياكِ ومقاطعته حين يتحدث بما بداخله. أو إصدار الأحكام قبل أن تستمعي لكل حديثه، فالحوار وحسن الإنصات أساس ونجاح كل أسرة تبحث عن السعادة.
اقرأي أيضا: