النجدة أنقذوني من شخير زوجي!
يُصدر المصاب بالشخير أثناء النوم أصواتاً مزعجة تقض مضجع شريك الحياة ليلا. وتستمر هذه الأصوات التي تشبه الأزيز والصرير وصوت المنشار ليلة بعد ليلة، الأمر الذي قد يكون له تأثير سلبي للغاية على العلاقة الزوجية؛ حيث تُقلق أصوات الشخير العالية منام شريك الحياة، فيتقلب في الفراش يميناً ويساراً.
ويقول أليكساندر بلاو، الخبير بمركز طب النوم بالعاصمة الألمانية برلين، إن الطرف الذي يئن تحت وطأة هذه الضوضاء غالبا ما يدفع شريك الحياة في وقت من الأوقات إلى البحث عن الأسباب الرئيسية للشخير. والسؤال الرئيسي هنا هو: هل الشخير مجرد أصوات مزعجة أَم أنه مؤشر على خطر يهدد الصحة؟
ويجيب بلاو على هذا السؤال قائلا: "ليس كل مَن يعاني من الشخير يكون مريضا". ويرجع ذلك إلى أنه من حيث المبدأ هناك نوعان من الضوضاء الليلية التي تحدث بسبب الذبذبات في المواضع الضيقة بالحلق؛ أحدهما نوع غير ضار والآخر يشكل خطرا على الحياة في أسوأ الحالات. وبين هذين النوعين توجد – بحسب بلاو– أشكال مختلطة، حيث يمتد المجال من شخير صحي مرورا بصعوبة في التنفس مصحوبة بضوضاء وصولا إلى انقطاع تام للنفس أثناء النوم. والحالة الأخيرة هي عبارة عن اضطراب تنفسي يتعلق بالنوم يمكن أن يسبب مشاكل سواء أثناء النوم أو اليقظة، وذلك حسبما ورد في دليل المرضى الصادر عن الجمعية الألمانية لأبحاث النوم وطب النوم (DGSM).
وعن النوع غير الضار من الشخير يقول الطبيب يان لولر، عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأنف والأذن والحنجرة: "الشخير الحميد لا يسبب سوى ضوضاء وتوتر عصبي". وقد يرجع سبب هذا النوع من الشخير إلى الوزن الزائد. وهنا يكون العلاج بسيطا إلى حد ما؛ فبما أن دهون الجسم تترسب في الرقبة والحلق أيضا، فقد لا يجد هواء التنفس المتدفق مكانا كافيا أثناء النوم، وفي هذه الحالة يكون إنقاص الوزن أول نصيحة يمكن إسداؤها لمَن يعاني من الشخير.
وبالإضافة إلى ذلك تنصح جمعية (DGSM) باتباع إيقاع نوم واستيقاظ منتظم مع الحرص على النوم الصحي؛ نظرا لأن من يذهب إلى الفراش في أوقات غير منتظمة، يكون معرضا لخطر الإصابة بالشخير.
وينصح بلاو المصابين بالشخير بضرورة استشارة الطبيب عند حدوث فترات توقف، أي عندما يحدث الشخير بشكل غير منتظم وأن يكون صوته بالإضافة إلى ذلك عاليا. كما أن الإحساس بعدم النوم بشكل هانىء ومريح والشعور بإرهاق شديد في النهار يعتبران مؤشران تحذيريان على ما يصفه لولر «بالشخير الخبيث» والذي يعرف علميا باسم انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم. وقد يشكل هذا النوع من الشخير خطرا شديدا على مرضى القلب والأوعية الدموية، المصابين مثلا باضطرابات نظم القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
ويحدث انقطاع النفس الانسدادي النومي عندما ترتخي عضلات الحلق أثناء الليل أكثر مرة لدرجة يمكن أن ينسد معها الحلق بالكامل وبالتالي ينقطع النفس لمدة تصل في الغالب إلى 30 ثانية، حيث تنخفض نسبة الأكسجين في الجسم وترتفع نسبة ثاني أكسيد الكربون ويصبح النبض بطيئا، الأمر الذي ينقل المخ في كل مرة إلى وضع التأهب والذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومعدل نظم القلب والشد العضلي. وتكون النتيجة حينئذ تنفس عميق غير مألوف وشخير بصوت عال. وفي صباح اليوم التالي يشعر المريض أنه خائر القوى.
طرق العلاج
وعن طرق العلاج يقول بلاو: "توجد طرق علاج كثيرة، إلا أن الكثير منها لم يتم التحقق من جدواها علميا". وهناك طريقتا علاج أساسيتان تتمثل أحدهما في ارتداء قناع تنفس أثناء الليل يعمل على فتح الحلق المسدود عن طريق الضغط الزائد. أما الطريقة الثانية فتتمثل في تركيب جبيرة إطباقية تتمثل مهمتها في جذب الفك السفلي إلى الأمام، ومن ثم تفتح المجاري التنفسية.
ويؤكد طبيب الأنف والأذن والحنجرة الألماني لولر على أهمية استيضاح الخصائص التشريحية التي قد يرجع سبب الشخير إليها أيضا. فعلى سبيل المثال قد تكون اللوزتان متضخمتين أو قد يكون الحاجز الأنف معوجا أو قد تكون عظمة الأنف السفلى متضخمة، مما يعيق عملية التنفس عبر الأنف.
وفي بعض الأحيان يكون التدخل الجراحي مفيدا، غير أن البيانات المتوافرة حاليا في هذا الشأن – بحسب لولر– ليست واضحة في الغالب. وعلى العكس من ذلك تتوافر حديثا بعض البيانات التي تثبت فائدة دعامة الأنف والتي تعمل أيضا على فتح الحلق بواسطة الضغط الزائد.