عندما أرادت ناديا أحمد علي، الموظفة الإماراتية في القطاع المصرفي (HSBC)، اختيار جمعية خيرية للتبرع بمبلغ 10 آلاف دولار، وهي قيمة الحقيبة التي فازت بها في مسابقة للمواهب في البنك الذي تعمل فيه، لم تتردد أبداً في اختيار القافلة الوردية.

كان السبب الرئيسي الذي دفع ناديا إلى منح جائزتها إلى مبادرة متخصصة في التوعية بمرض السرطان هو معاناة والدة زوجها مع مرض مع مرض السرطان، هذه المعاناة التي كانت ناديا شاهدة عليها في بداية حياتها الزوجية، وتركت أثراً كبيراً في نفسها. وحول هذا الموضوع، قالت ناديا: "كانت تلك تجربة صعبة بالنسبة إلي، أن أعيش في ظل خسارة أحد أحبتي بسبب السرطان. ومنذ ذلك الحين، أردت أن أساهم بطريقة ما في تعزيز الوعي الاجتماعي بمرض السرطان". وقد عبرت ناديا عن سعادتها الكبيرة في تحقيق حلمها في الإسهام في قضية هامة بالنسبة إليها على الصعيد الشخصي.

تابعت ناديا قائلةً: "أثناء رقاد حماتي في المستشفى، قال الأطباء أن التشخيص كان متأخراً، وأن الأوان كان قد فات. غمرني شعور باليأس وقلة الحيلة، فلم يكن هنالك ما يمكننا فعله لإنقاذها في تلك المرحلة. كان من الممكن أن تكون حماتي معنا اليوم لو تم تشخيص مرضها مبكراً ".

وأضافت: "بسبب هذا، لم يكن من الصعب علي أبداً اتخاذ القرار حول الجمعية الخيرية التي سأتبرع بجائزتي التي تبلغ 10 آلاف دولار لها. لقد كنت شاهدةً بنفسي على الخدمات التي قدمتها "جمعية أصدقاء مرضى السرطان" ومبادرتها المميزة "القافلة الوردية" دون كلل طوال السنوات الثلاث الماضية، إلى جانب عملها الهام في نشر الوعي بمرض السرطان عموماً وسرطان الثدي خصوصاً، حيث أن الوعي بهذا المرض هو الخطوة الأولى للشفاء. وقد قمت أيضاً ببحثٍ عن الجمعية، ووجدت أن العديد من مرضى السرطان يتلقون دعماً مادياً ومعنوياً من خلال الحملات التي تنظمها".

وتابعت ناديا، التي شاركت في مسابقة المواهب في البنك عن فئة الغناء: "تعمل القافلة الوردية في جميع أرجاء الإمارات العربية المتحدة، وعلى مرأىً من الجميع. وبوجود مبادرة متخصصة بالتوعية بمخاطر سرطان الثدي ودعم المصابين به تتمتع بهذا القدر من الشفافية والتفاعلية مثل القافلة الوردية، لم يكن صعباً اختيارها لتقديم قيمة الجائزة إليها كهبة للعمل الخيري".

وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت سعادة أميرة بن كرم، رئيس مجلس الأمناء والعضو المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان: "حظيت القافلة الوردية بدعم العديد من المؤسسات التي تعمل على نشر الوعي بمرض السرطان. إلا أن الاهتمام الذي نتلقاه من افراد المجتمع يأتون إلينا طوعاً مقدمين مساهمات فريدة لدعم هذه القضية الهامة هو أمر يفوق الوصف".

"ستستمر مبادرة القافلة الوردية في بذل كل جهد لنشر الوعي بأهمية الفحص الذاتي لدى النساء كخطوة احترازية للتشخيص المبكر لسرطان الثدي والتحكم بسير هذا المرض. كما ستستمر مسيرة الخيول التي تنظمها القافلة الوردية سنوياً في رحلتها في أرجاء الإمارات العربية المتحدة، ترافقها عيادات متنقلة تابعة للحملة، وذلك لنشر الوعي بسرطان الثدي في أرجاء البلاد. وما كانت القافلة الوردية لتحقق ذلك لولا الدعم اللامتناهي من جميع الجهات، هذا الدعم الذي يزيدنا تصميماً على متابعة مبادراتنا ومشاريعنا".