محمد عساف: ملحم بركات حذّرني من الغرام!
رغم أنّ "محبوب العرب" محمد عساف لم يكمل عامه الـأول في عالم الفن، الا أنّه منذ إطلالته الأولى في برنامج "أراب آيدول2"، استطاع أن يصبح حديث الناس ويكون نجم عام 2013 بامتياز. ولعلّه حطّم الرقم القياسي بعدد الحفلات التي أحياها رغم أنّه لم يصدر بعد أي ألبوم، وحقق في جولته الأميركية ما عجز عنه كبار الفنانين العرب.
الفنان الفلسطيني يؤكد أنّه حتى الآن لا يصدق ما يحصل معه ويردد كثيراً عبارة "الحمد لله. كل ما أنا عليه هو توفيق من الله"، ويؤكد أنّه لم يصب بداء الغرور. ورغم صغر سنه، إلا أنّه يملك الكثير من الأفكار والأمنيات الفنية التي ينوي تحقيقها لكنّه يحتاج إلى "الوقت والصبر والراحة" لأنّ جدوله حافل بالنشاطات والحفلات منذ أن تخرّج من البرنامج.
"أنا زهرة" التقت بمحمد عساف في بيروت حيث كان يسجّل مجموعة من أغنيات ألبومه الأول:
- بداية، كم عاماً تشعر أنّك كبرت منذ أن التقيناك للمرة الأولى في "أم. بي. سي" عندما أتيت لتشارك في البرنامج؟
(يضحك طويلاً) "حلو السؤال". سأكون صادقاً معك. لم أتوقع يوماً ما يحصل معي، فالأمور تسير بسهولة لا أصدّقها. الحمد لله، قدمت جولة في الولايات المتحدة الأميركية ولا أريد أن أمدح نفسي لكن ما كتب في الإعلام وما قيل لي شيء لا يصدّق. لم يحدث لفنان عربي أن جمع كل هذه الأعداد من الحضور في أميركا. كنت أتوقع حضوؤ 200 شخص أو 300 و500 كحد أقصى، ولكن هناك حفلات حشدت 1500 ووصل العدد الى ألفين وثلاثة في سان فرانسيسكو.
(يتوقف قليلاً ثم يضيف) ربما لا أعرف كيف أوصل الفكرة إليك. هذه الأمور حصلت معي في فترة قصيرة، في حين يحتاج آخرون ربما إلى سنوات لتحصل معهم. ولكن الأمر لم يكن سهلاً لأنّها كانت أشهراً من الضغط والعمل والتعب. لكن الحمد لله، مرت على خير.
- هل أفقت من الحلم أم ما زلت تحت تأثير المفاجأة؟
حتى الآن، لم أستوعب ما يحصل معي "والله ما بكذب عليك". أن أصل إلى الأمم المتحدة وألتقي ببان كي مون وأغني في مقر الأمم المتحدة. هذه الأمور لم تحصل من قبل مع أي فنان. وعندما أعود إلى نفسي، لا أصدّق وأقول: يا ربي ما الذي يحصل معي؟ أنا انسان مؤمن بربّ العالمين سبحانه وتعالى، وبحكمته في تغيير الأمور. وتلك مسؤولية كبيرة جداً أن يعلّق الناس آمالهم عليك "ومش معقول أخذلهم" لأنّهم هم الذين أوصلوني إلى ما أنا عليه.
عندما أتابع الاستفتاءات التي جرت في 2013 والمراتب التي حصلت عليها وغوغل التي صرّحت أنّي من بين أهم خمس شخصيات في العالم و"يوتيوب" الذي حصدت عليه 75 مليون مشاهدة، أقول في نفسي إنّ ذلك يفوق الخيال. لكن الشي الذي أحسّه أنّني لم أتغيّر من الداخل "صدقيني ما اتغيرت"
- أي شخص يحصل معه ما حصل معك يساوره الغرور ولو قليلاً. هل تخشى إصابتك بالغرور؟
ما يحصل معي "مش طبيعي". هذا التسارع في الأحداث والشهرة وحبّ الناس تجعلني لا أصدق. حتى أنّني عندما التقيت بالملحّنين، قالوا لي إنّهم يتابعونني وأثنوا على نشاطي وحفلاتي. هؤلاء أشخاص ذوو باع طويل في عالم الفن سواء كانوا ملحّنين أو شعراء.
لا أخفي عليك أنّني أخشى بلوغ مرحلة أشعر فيها بالغرور، لكنّني أحاول دوماً أن أكون محمد. لا أريد أن أتكلم عن نفسي "مش حلو الواحد يحكي عن حاله"، لكن بيني وبين نفسي أقول: يالله لو كان أحد مكاني "شو كان عمل". بين ليلى وضحاها، صرت أتعامل مع كبار الملحنين مثل الموسيقار ملحم بركات وأسماء كثيرة. المهم الآن كيف أحافظ على المكانة التي بلغتها، وهذا هو التحدي الكبير لي لأنّ الاستمرارية شيء جميل وضروري.
نصيحة الموسيقار
- لنتحدث قليلاً عن الألبوم المنتظر؟
سأكون صريحاً الآن. أنا في مرحلة الاستماع والاختيار لأنّ الكمّ المعروض كثير وكله جميل جداً. مبدئياً، سجلت أربع أغنيات من ألحان زياد برجي: ثلاث باللهجة اللبنانية وواحدة باللهجة المصرية. أنا متفائل بزياد برجي والأغنية "حلوة كثيراً". وسيضم الألبوم من 10 الى 12 أغنية وسأتعاون مع رامي عياش في أغنية من ألحانه ومع سليم عساف، وياسر جلال في أغنية عراقية. كذلك، حدثني صام كمال عن أغنية جزائرية من الفولكلور، سنعيد توزيعها بطريقة جديدة. سيفاجأ الناس بالألوان التي سأقدّمها لأنهم لا يتوقّعون ذلك. وهناك أغنية من ألحان ياسر جلال "راح اجن اذا ما أخذتها".
- هل أعطاك زياد برجي الاغنية التي كان لحنها لجورج وسوف؟
نعم أغنية " تعا نقعد مع بعض شوية" (كلمات أحمد ماضي وتوزيع بلال الزين).
هل سيكون هناك تعاون بينك وبين بلال الزين على صعيد الألحان عدا التوزيع؟
سمعت منه ألحاناً، لكن ما زلت في مرحلة الاختيار. سمعت أغنيات كثيرة وجميلة ووقعت في حيرة الاختيار.
-هل سيكون الدويتو مع شيرين ضمن الألبوم؟
كلا، فقد تأجّل قليلاً. كما قلت لك، أعاني من ضغط كثير وعروض أكثر.
ماذا عن التعاون مع الموسيقار ملحم بركات؟
"خطير هالزلمة". يشرّفني التعامل مع فنان كبير مثل ملحم بركات. سمعت أغنيتين من ألحانه، ووكّلت نزار فرنسيس، وصراحة، أنا حائر، فقد آخذ الأغنيتن.
ما النصيحة التي قالها لك ملحم بركات؟
قال لي "أوعى تنغرم" وشدد كثيراً على هذا الموضوع وقال لي "بتفوتك بالحيط". الآن، انتبه فقط إلى عملك.
- أنت مغرم حالياً؟
لا، لست مغرماً حتى الآن
- أغنية راغب علامة "يا ريت فيّ خبيها" هل ستكون ضمن الالبوم؟
أجواء أغنية راغب علامة مختلفة عن الألبوم. أفكر في ضمّها إلى الألبوم الثاني. سمعت أغنيات رائعة "انخوتت". ربما ذوقي يختلف عن الآخرين. مثلاً، كريم العراقي أسمعني أغنية "مش طبيعية شي خيالي". الشيء الجميل الذي لاحظته أنّ كل الملحّنين كانوا يقولون إنّني شيء خاص، لا أستطيع أن أقول لك كم كان ياسر جلال سعيداً عندما سجّلت أغنيتين بصوتي. كان متأثراً جداً إلى درجة أنّه أدمع وقال لي "دخيل الله"
- هل لديك الحرية الكاملة في اختيار الأغنيات أم أنّ هناك تدخلاً من قبل عصام كمال أو شركة "بلاتينيوم"؟
أنا أختار وهم يقرّرون ويقدّمون لي النصح بما أنّ لديهم خبرة. ويضيف ضاحكاً "بس في كم أغنية إذا ما اخدتها راح انجن".
- منذ فترة، أطلق محبوك ومحبّو نجوى كرم حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "نريد دويتو بين نجوى كرم ومحمد عساف" ألا تفكر في ذلك؟
أكون سعيداً جداً لو قدمت دويتو مع نجوى كرم، لكن لا أخفي عليك أنّني أملك تحفظاً على فكرة الدويتوهات لأنّ البعض قد يقول إنّه يلجأ إلى الدويتو بهدف الصعود على أكتاف فلان، خصوصاً أنّك تتحدّثين عن نجمات الصف الأول في العالم العربي كنجوى وشيرين. لكن أقول إنّه يجب العمل على إثبات نفسي أولاً قبل الدويتو.
الملحّن عماد شمس الدين من أشد المعجبين بك عبر تويتر، ألم تفكر في التعاون معه؟
أتابعه على تويتر، وأشكره جداً على كلامه الرائع عني. لكن أكرّر أنّني أمام ضغوط كثيرة وعروض لا تحصى من الملحّنين. ومن هنا لم أعد قادراً على التفكير. في المستقبل، سيجمعنا تعاون باذن الله.
دويتو شاكيرا
لنتحدث عن الديتو بينك وبين شاكيرا في كأسي العالم؟
عندما أعود الى دبي، سنتابع الأمر. تم الحديث عن دويتو مع شاكيرا والشركة تنتظر خطاباً رسمياً من الاتحاد العالمي للكرة "فيفا" حتى نبدأ العمل. لكن حتى الآن، لم يُحدَّد الشاعر والملحّن. سيتضح كل ذلك في آذار (مارس). الدويتو مع شاكير شيء مهم. حتى لو لم أغنّ معها، لكن أن أغني إلى جانبها في كأس العالم، فهذا أمر بالغ الأهمية.
ماذا الفيلم الذي يتناول قصة حياتك؟
مبدئياً، تمت كتابة السيناريو على يد كاتب فلسطيني مقيم في أميركا، وسيكون من إنتاج شركة بريطانية. لا أحبّ فكرة التمثيل ولكن بما أنّ القصة عني، فلا مانع من خوض التجربة. وسيصوَّر في تونس حيث سيتم بناء ديكور شبيه بمخيم خان يونس. يتمحور الفيلم حول تفاصيل حياتي ويركز على مشاركتي في "أراب آيدول" وسفري للمشاركة فيه وسنبدأ التصوير بعد شهر رمضان.
حُكي عن مشاركتك في مهرجان "هلا فبراير". هل ستقيم حفلات في المملكة العربية السعودية؟
حكوا معي من مهرجان "هلا فبراير" من أجل المشاركة، لكن لم يتم الاتفاق. أما بالنسبة إلى السعودية، فأتمنّى إقامة حفلات هناك.
هل سيكون لديك تعاون من مصر؟
طلبت من وليد سعد عملاً وإن شاء الله يُنجز قريباً.
نداء الى فناني فلسطين
هل سيكون هناك تعاون مع ملحنين وشعراء من فلسطين؟
هذه المرة الثالثة التي أوجّه فيها نداء من خلال الإعلام إلى فناني فلسطين من كتّاب وشعراء وملحنين. مَن يملك عملاً قوياً ومميزاً ومؤثراً يحمل أجواء "علي الكوفية" حتى يحبّه الناس، فأنا حاضر. وسأكون صريحاً أكثر وأقول إنّ هذا التعاون هو "بزنس" وليس مجانياً، يعني أنّهم سيستفيدون أيضاً.
- قد لا يكون نداء عبر الصحافة مجدياً؟
تكلمت مع الفنان جمال النجار الذي أنجز لي "علي الكوفية"، ووعدني بتقديم عمل وطني وما زلت أنتظر. وتكلّمت مع آخرين داخل فلسطين، لكنّ أحداً لم يتجاوب. "يا جماعة بدنا أغنيتين فلسطينيتين" في الألبوم. وهذه فرصة لننطلق بالأغنية الفلسطينية. أنا طلبت من أحد الكتّاب، وقد جهّز لي أغنية. والآن من خلال هذا اللقاء، أعود وأوجّه نداءً للكتاب الفلسطينيين، نريد أغنيات تعبّر عن فلسطين والأرض والزيتون والنساء والأطفال والأسرى. أتمنى تقديم أغنيات لفلسطين، حتى أنّني طلبت من الشاعر نزار فرنسيس أن يكتب لي نصاً من أجواء فلسطين ووعدني بأن يفعل. ولكن، أنا أريد أن أعطي فرصة لأبناء بلدي ايضاً.
- هل ستكون لديك فترة استراحة بعد الجولة الأميركية؟
كان يُفترض ذلك، لكن هناك الكثير من الأمور العالقة التي يجب إنجازها. سأصوّر حلقة مع الفنانة أصالة لبرنامجها "صولا" في 12 من الشهر الجاري. وفي 22 منه، سأعود الى فلسطين ورام الله من أجل عمل لن أعلن عنه الا في حينه. وسأذهب الى غزة إذا سمحت الظروف، وأعمل حالياً على إقامة ثلاث حفلات مجانية في غزة. حاولت أن اقوم بها من قبل، لكنّها تمّت الآن. صراحةً، وافق الاخوة في حكومة غزة على إقامة الحفلات. جاء الوقت الذي كان يُفترض أن تكون هذه الحفلات منذ البداية، لكنّ الجميع يعرف أنّ الظروف كانت صعبة، وكان الموضوع يحتاج إلى ترتيب أكثر. ربنا يسهل وتكون الظروف سهلة لأنّ الجميع يعرف ظروف غزة وأنا متحمّس للغناء فيها لأنّ الأمر مهمّ بالنسبة إليّ.
- هل تفكّر مستقبلاً في إصدار ألبوم وطني خاص فقط بفلسطين؟
أكيد، وضروري. هذا الشيء من أولوياتي لكن أعود وأكرّر بأنّ انشغالاتي الكثيرة تمنعني حالياً من ذلك وأريد قبل ذلك إثبات هويتي كفنان. أتمنى أن أجمع كل الفنانين الفلسطينيين في "أوبريت" واحد. طرحت هذه الفكرة على وزير الثقافة الفلسطيني ورحّب كثيراً بها، لكنّ مشاغلي هي التي تأخذني الآن. لديّ الكثير من الأفكار لفلسطين من خلال تعييني كسفير للنوايا الحسنة. استطعت حتى الآن أن أجمع مبلغاً كبيراً من خلال التبرّعات لـ "الاونروا" التي تهتم. ولن أخفي عليك أنّها كانت مهمة صعبة. خدمة الناس مسؤولية صعبة عليّ وأعترف أنّها "شغلة مش هينة". من الصعب أن أوفّق بين فني وبين عملي كسفير للنوايا الحسنة. ولكن الأمر يحتاج إلى وقت. لذلك أحب أن أقول للناس: دعوني أثبت نفسي وساعتها سأكون جاهزاً للعمل الانساني بكل طاقاتي. هذا واجبي ومن أولوياتي القضية الفلسطينية. عندما ذهبت الى الأمم المتحدة وتحدثت عن فلسطين، كانت تلك خطوة قوية لفلسطين، وأن أغنّي لفلسطين في مقر الأمم المتحدة أمرٌ ليس بالسهل. لا يوجد فنان في العالم استطاع أن يغني في هذا المكان وعن فلسطين تحديداً. تحدثت عن فلسطين ومعاناة الشعب. كما لديّ مبادرات شخصية وفردية لا أحبّ الحديث عنها حتى لا اتهم بالاستعراض.
جمعية خيرية باسم محمد عساف
ألا تفكّر في إنشاء جمعية خيرية باسمك لمساعدة الفلسطينيين؟
فعلاً، تحدثت مع الرئيس الفلسطيني حول إنشاء جمعية خيرية باسمي. وفعلاً، تمت الموافقة على ذلك لكن أعود وأكرّر أنّ الانشغالات الفنية الحالية تحول دون تنفيذ الكثير من الأمور حالياً.
عقد زواج من معجبة
- حمّلني الجمهور سلامات كثيرة وطلب إهداءك أغنية فيروز "سلّملي عليه"، ماذا تقول له؟
أريد توجيه تحيّة لكل الجمهور الذي يتابعني عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً الجيش العسافي. لا تتصوّري مدى حبي له "بزغزولي قلبي". أشكر هؤلاء على تفاعلهم وتصويتهم لي في الاستفتاءات. أحبّهم كثيراً "ويا رب أظل عند حسن ظنكم وتظلوا انتو عند حسن ظني". واعذروني إن كنت لا أرد على رسائلهم، لكنّها الانشغالات مجدداً. اتمنى أن أريهم كم الرسائل التي تصلني يومياً ولا أستطيع الرد عليها.
- هل لديك مهووسات؟ وماذا يطلبن منك؟
هناك واحدة راسلتني قائلةً "أمانة امانة لدي امتحان، اكتب اي شي حتى يوفقني ربي بالامتحان". وأطرف ما حصل كان في بورتلاند خلال الجولة الأميركية. جاءت معجبة ومعها ورقة تريد مني أن أوقّع عليها، ثم اكتشفت أنّ الورقة عقد زواج. وهناك أخرى كانت بين الجمهور كتبت على ورقة "تزوجني واعطيك الغرين غارد" وأخرى كتبت لي "تزوجني واعطيك الجنسية". أيضاً، من الأمور التي حصلت في أميركا أنّ سيدة كبيرة قالت لي: لديّ ست بنات. اختر واحدة منهن زوجة لك. وفي لوس أنجلوس، تقدمت مني سيدة كبيرة وقالت: أنا حجة ولكن أريد أن "ابوسك". هذه الأمور تؤثر بي، وهي أجمل شيء وهؤلاء الناس هم الشيء الحقيقي.