على شاطئ جزيرة المارية، ومع تدشين المطعم الأوربي الجديد ذو اللمحة الفرنسية "بنتلي" Bentleyفي مركز الغاليريا، تبرز قائمة طعام مميزة بنكهة أوربية ولمسة شرقية، تخرج من بين يدي شيف مغربي شاب نال من النجاح والشهرة وطراً كبيراً وهو لم يطرق بعد أبواب الثلاثين من عمره. وفي حوار لـ "أنا زهرة" على أنسام نهار ظبياني شتائي مشمس، تعرفنا على الشيف النجم عن قرب.
- متى بدأت مشوارك المهني، وما هي أبرز محطاته في حياتك؟
- من بعد إكمال دراستي الأكاديمية في إدارة الفنادق، بتخصص فن الطبخ، حرصت أن أعمل بعض الوقت لتوفير المال من أجل دراسة علوم التغذية الصحية في فرنسا، وعلى الرغم من صعوبة المعيشة والدراسة في فرنسا، إلا أنني نجحت بتحصيل شهاتي من خلال الدراسة في فرنسا في البداية، ومن ثم إكملتها بالمراسلة عن طريق الدراسة عبر الإنترنت.
ومن أبرز محطاتي المهنية فكانت مشاركتي في برنامج الواقع توب شيف 2012، حيث كنت الوجه الإعلامي للبرنامج الذي عُرض على قناتي LBC وMBC مصرية في العام 2013، حيث وصلت من بعد التصفيات التي شملت إختيار مجموعتنا الصغيرة المكونة من 27 شيف من كل الوطن العربي، من بعد أن تقدم 4000 شيف للمشاركة في المسابقة. وقد نجحت في الوصول إلى المركز الرابع في المسابقة التي أستمرت 4 أشهر.
- كيف ساعدتك دراستك لأصول علوم التغذية في مهنتك؟
- مع إزدياد الوعي الصحي لدى الناس بشكل ملحوظ في العشرة سنوات الماضية، أصبح من الضروري دراسة كميات الوحدات الحرارية والمواد الصحية والفيتامينات الداخلة في الأطعمة التي نقدمها لزبائننا، بالإضافة إلى تقديم الأطباق المناسبة للذين لديهم حساسية من أطعمة محدودة مثل البيض والحليب وغيرها. لذا حرصت جداً على أن أُغني رصيدي من المعلومات في هذا المجال، كوني شيف فأنا بحاجة لمعرفة كيفية التعامل مع المواد الغذائية المقدمة على طبق الضيف الواحد، فمثلاً طبق سمك السلمون يعتبر من أكثر الأطباق صحية، كون السلمون يحتوي على الزيوت الصحية التي تحمل الفيتامينات المفيدة للجسم مثل فيتامين D، مع ذلك يُعد من الأطباق الدسمة، لذا أحرص على أضيف له بعض الخضروات مثل الكوسا والجزر لتكون الوجبة متكاملة تشمل معضم العناصر الغذائية الضرورية في الوجبة.
- ما مدى تأثير الشكل والتنسيق الجميل للطبق على ضيوف مطعمك؟
- هنالك حقيقة علمية تشير إلى أن هنالك ثلاثة عروق في العين، تعمل إحداها، وبالتأثير المباشر للنظر إلى الطعام الشهي، على فرز إنزيماً خاصاً يؤدي إلى إفراز سائل في الفم وتحديداً في اللثة، وهذا ما تمثله شهية العين. وهذا أمر مهم جداً نحاول التركيز عليه في عملنا. وبشكل عام فإن تقديم طعاماً لذيذاً جداً بطريقة غير لائقة، لن يثير الشهية أبداً، بل ربما يعزف عن تناوله الشخص وإن كان طعمه لذيذاً، وبالمقابل فإن التقديم الجميل المبهر للعين والذوق يحفز الشخص على تناول الطبق الذي أمامه، وربما يتغاضى عن جودة الطعم.
- ما هي أهم تجربة مررت بها في حياتك المهنية؟
- بالإضافة إلى تجربة "التوب شيف"، كانت لي تجربة أعتز بها كثيراً، وهي مشاركتي ضمن 10 طهاة من المغرب في كأس العالم للطبخ التي أقيمت في فرنسا في العام 2013. وهي عبارة عن مسابقة تقام على مستوى العالم لتقديم فرق من الطهاة من جميع أنحاء العالم للفوز بكأس العالم للطبخ، وكانت هذه هي المشاركة الاولى لبلد عربي في المسابقة. وقد عملنا على تقديم الأطباق المحلية التراثية المغربية بطريقة عصرية، وكان أبرز طبق عملت عليه، هو طبق فيليه اللحم الملفوف مع اللوز والبرقوق.
- من هو مثلك الأعلى في الطهي على مستوى العالم؟
- إنه الشيف العالمي الفرنسي تيري ماركس، الحائز على نجمتي مشلن، وقد نلت شرف مقابلته شخصياً عند مشاركتي في "توب شيف"، ولم تكن مجرد مقابلة، بل عملنا سوية وقد أثنى على عملي كثيراً، وهذا ما أعتبره حلماً تحقق لي، وكنت سعيداً جداً به.
- خبرنا عن أصعب موقف نجحت في تخطيه أثناء عملك.
- حسناً، هنالك موقف لن أنساه، وكان أثناء مشاركتنا مسابقة "توب شيف"، حيث كانت في إحدى المراحل المتقدمة من المسابقة، أن أطهو طبقاً يكون من سمك السلمون، وبالمقابل، قام الفريق المقابل بشراء جميع كمية السمك السلمون المتوفر لتفويت الفرصة علي بالفوز. فما كان لي إلا أن استعمل حيلتي التي تعلمتها من شيف إسباني في قطر، بأن أطهو سمكة عادية ليكون طعمها مشابهاً تماماً لطعم سمكة السلمون. وقد أنطلت حيلتي على حكام المسابقة المشاهير، والذين يحملون نجمة أو نجمتين مشلين. وكانت هذه هي الضربة القاضية للفريق المقابل.
المزيد:
الشيف وفائي يقدم طعامه على صوت هدير سيارات F1
الفائزة ببطولة دبي للضيافة: “أطمح لتعليم بناتنا الطبخ في المدارس”