يشهد عالم الأثاث حالياً ظهور موديلات حديثة للمقاعد تبدو كأنها نطاقات للخصوصية داخل الغرفة، وتمتاز هذه المقاعد الجديدة بارتفاع جوانبها بدرجة كبيرة، وفي بعض الأحيان تعمل خامات هذه المقاعد على امتصاص بعض الضوضاء والضجيج المحيط بها. وعندما يجلس المرء على الوسادات الوثيرة والمريحة لمقاعد الخصوصية “Privacy Chairs”، فإنه يصبح منعزلاً عن بقية الأحداث التي تجري في الغرفة من حوله.
ويعتبر المقعد الوثير ذو الحجم الكبير من قطع الأثاث الكلاسيكية، حيث كان العظماء ورجال الأعمال في السابق يجلسون في هذه المقاعد ويستمتعون بتدخين السيجار الفاخر. وأوضح المصمم ماتياس ديماخر ذلك بقوله :”يوجد هذا المقعد منذ فترة طويلة، حيث يجلس المرء فيه باسترخاء ويعبر عن نفسه بكل فخر وعزة، ويبدو المرء الجالس في هذا المقعد مثل الملك”.
ولكن الوقت تغير وفقد الأشخاص الذين يدخنون السيجار الكثير من مظاهر الفخامة المألوفة مثل المقاعد الفاخرة، وظهر في الآونة الأخير نوع جديد من المقاعد يبدو أنه أكثر مناسبة للاستخدامات الحالية. ويتم تصنيع هذه المقاعد بجوانب أكثر ارتفاعاً وتوفر المزيد من رحابة الجلوس، حيث يغوص الجالس في هذا المقعد وينعزل عن التأثيرات المزعجة من حوله. وأضاف ماتياس ديماخر :”يدور هذا الاتجاه حول أن المرء دائماً ما يبحث عن زاوية مريحة ينعزل فيها بعيداً عن الضجيج”. ويُطلق الخبراء على هذا النوع من قطع الأثاث اسم مقعد الخصوصية “Privacy Chair”.
?
? مقاعد شاطئية
وقدم ماتياس ديماخر مثل هذه المقاعد من خلال التصميم «Basket» لإتاحة المزيد من أجواء الخصوصية. وقد قام المصمم الألماني بزيادة ارتفاع الجوانب والظهر لهذا المقعد بشكل كبير للغاية. ويتوافر التصميم «Basket» كمقعد لشخص أو شخصين. وأضاف ماتياس ديماخر :”عندما يجلس المرء في هذا المقعد يشعر كأنه في يجلس في أحد المقاعد الشاطئية المغطاة”.
وتجدر الإشارة إلى أن المقاعد كبيرة الحجم تم تصميمها في الأصل لتوفير الخصوصية للأشخاص في المكاتب الكبيرة وردهات الفنادق، إلا أن الأرائك والمقاعد الجديدة يمكن استخدامها في المنازل والمنشآت الخاصة كأحد البدائل المثيرة للاهتمام. وأوضحت مايكه ويلوتزكي، من شركة BuzziSpace البلجيكية، :”يحتاج المرء إلى أماكن أكثر هدوءاً في المنزل أيضاً، وليس في المكتب فقط”.
غالباً ما يعيش المرء في المدن الكبيرة أو المباني المعمارية الحديثة في مساحة واحدة مفتوحة. وقد تمثل هذه المساحات المفتوحة مشكلة للعائلة، حيث يعمل التلفاز في الخلفية بدون انقطاع، ويصدر عن الأطفال الصغار إزعاج وضجيج أثناء اللعب بالمكعبات. وهنا يظهر دور مقعد الخصوصية الذي يكون بمثابة حيز خاص داخل الغرفة، حيث يتمكن هذا المقعد من إخفاء الضوضاء المحيطة إلى حد ما، كما أنه يقوم بعزل الضجيج في بعض الأحيان بفضل الخامات المستخدمة، فعلى سبيل المثال قامت شركة BuzziSpace بتجهيز المقعد «Me» بمادة رغوية ذات كثافة خاصة، وذلك لامتصاص الضوضاء والضجيج المحيط بالمقعد.
?
? دروع واقية
وتقدم العديد من الشركات الأخرى موديلات مماثلة، فمثلاً يحيط المقعد «Pod» من تصميم بنيامين هوبيرت بالشخص الجالس كأنه درع واقٍ. كما نال المصمم ميكو لاكونين جائزة «Red Dot Award» المرموقة عن تصميمه «Aura» المزود بموضعي جلوس. بالإضافة إلى أنه يمكن تجهيز المقعد «Peekaboo» من شركة Bla Station بغطاء يخفي رأس الجالس تماماً.
وقدم المصممان الألمانيان جوليا لويفر وماركوس كيشيل المقعد الوثير «Layer» المصمم بشكل أكثر انفتاحاً، ويمتاز بجوانب مرتفعة بشكل غير عادي، لذلك تطلق عليه المصممة جوليا لويفر اسم “نطاق التركيز”. ولا يزيد ارتفاع جوانب ومسند المقعد على رأس الجالس، لذلك فإن المرء يتمتع بقدر من المرونة، حيث يمكنه تحديد ما إذا كان يرغب في أن يظهر من المقعد أو أن يغوص بداخله.
المزيد:
تصاميم 4 كراسي تُدفئكِ في برد الشتاء