تقنية مرسيدس الجديدة لتتحكمي ببيتك وأنت في سيارتك
من الواضح أن ثورة الاتصالات لن تتوقف في المستقبل عند حدود تواصل السيارات مع بعضها البعض؛ حيث ظهرت حالياً العديد من الأفكار الطموحة التي تهدف إلى ربط السيارة بالمنزل. وقد قدمت بعض الشركات العالمية منذ سنوات مفاهيماً مستقبلية لكيفية ربط السيارة مع المنزل، حتى أن بعضها وصل بالفعل إلى مرحلة الإنتاج القياسي.
وقدمت شركة مرسيدس الألمانية بالتعاون مع شركة "نست لابس" الأمريكية خلال فعاليات معرض الإلكترونيات الاستهلاكية " CES" بمدينة لاس فيغاس مؤخراً أحد الأنظمة المتطورة للربط بين السيارة والمنزل؛ حيث يتمكن قائد السيارة من التحكم في ترموستات تدفئة خاص في المنزل عن طريق أحد التطبيقات في السيارة، ومن المقرر أن يتم دمج هذا النظام في إلكترونيات السيارة ببعض الموديلات التي سيتم طرحها في الأسواق الأمريكية خلال هذا العام.
وأوضح توماس فيبر، مدير قسم التطوير بشركة مرسيدس، قائلاً: "لم تعد السيارة تعمل بدون أنظمة إلكترونية، لدرجة أن الأنظمة الميكانيكية الخالصة أصبحت تختفي بشكل متزايد". ولذلك فإن الشركة الألمانية تسعى لزيادة التواصل في سياراتها، ولم تعد الاتصالات قاصرة على ربط السيارات مع بعضها البعض، بل امتد الأمر حالياً إلى ربط السيارة بالمنزل. ومن المتوقع أن تتعرف السيارة على عادات وسلوكيات قائدها كأنها "صديقه القديم".
ومن أجل استعمال وظائف التدفئة في المنزل فإن قائد السيارة ليس مضطراً للجلوس في سيارة مرسيدس، حيث توفر العديد من الشركات المنتجة لأنظمة التدفئة، مثل بوديروس ويونكرز وفيلانت وفيسمان، حالياً إمكانية التحكم في أنظمة التدفئة عن طريق تطبيقات الهواتف الذكية. وتقدم شركة تادو ترموستات بديل مع إمكانية الاستعمال عن طريق أحد التطبيقات، وبالتالي يتمكن راكب السيارة على الأقل من تغيير درجة الحرارة في المنزل أثناء قيادة السيارة.
ويعتبر التحكم في تدفئة المنزل إحدى الإمكانيات والوظائف العديدة التي توفرها تقنيات التواصل الحديثة. وهناك العديد من الأجهزة الكهربائية الأخرى، مثل الأفران والغسالة الأوتوماتيكية وتجهيزات الإضاءة والستائر الكهربائية، التي يمكن استعمالها عن طريق تطبيقات الهواتف الذكية، وليس هناك عائق أمام تطوير تقنية تتيح إمكانية التحكم في هذه الأجهزة انطلاقاً من السيارة.
المنزل الذكي
وقد ظهرت فكرة المنزل الذكي Futurelife في سويسرا قبل عدة سنوات، حيث تمكن قائد سيارة بي إم دبليو من الفئة الخامسة عن طريق نظام الملاحة من التحكم في تجهيزات المنزل المستقبلي مثل التدفئة والمقابس الكهربائية، وبعض الأجهزة الأخرى مثل الأفران والغسالة الأوتوماتيكية.
وتسعى شركة تويوتا أيضاً إلى تطوير تقنيات متطورة للربط بين السيارة والمنزل، ولذلك قامت الشركة اليابانية بتصميم وبناء منازل مناسبة لسياراتها الهجين وموديلاتها الكهربائية. وفي اليابان قامت شركة تويوتا بالتعاون مع العديد من الشركات الأخرى بإنشاء قرية Ecoful Town من الأساس والتي تضم 67 منزلاً، لتوضح كيف يمكن الربط بين السيارة والمنزل.
وأوضح ديرك بروير، المتحدث الإعلامي باسم شركة تويوتا، قائلاً: "يوضح مشروع Ecoful Town مدى إمكانية تجهيز المنازل من حيث الجوانب التقنية، فإلى جانب التواصل بين المنزل والسيارة تشتمل هذه المنازل على مضخات حرارية وبطاريات وخلايا الطاقة الشمسية وخلايا الوقود والخلايا الكهروضوئية".
نظام HEMS
وأضاف بروير قائلاً: "نهدف من خلال هذا المشروع إلى دمج الطاقة في السيارة والمنزل واستخدامها بشكل ذكي"، حيث يتم دمج بطارية السيارة بشبكة التيار الكهربائي في المنزل، ويمكن استعمالها كوحدة تخزين للطاقة، حيث تعمل السيارات الهجين في حالات الطوارئ بمثابة مولدات كهربائية. ومن المتوقع طرح نظام إدارة شبكة المنزل الكهربائية، المعروفة اختصاراً باسم HEMS، في الأسواق العالمية في غضون السنوات القليلة القادمة.
وتعول شركة بي إم دبليو الألمانية أيضاً على تقنيات نظام HEMS وخاصة في سيارتها الكهربائية i3، فبمجرد توصيل السيارة، التي سيتم طرحها في الأسواق اعتباراً من صيف 2014، بقاعدة الشحن «Wallbox Pro» المتصلة بالشبكة الكهربائية في المنزل، فيمكن استدعاء مجموعة خصائص المستخدم "البروفايل" المحددة مسبقاً، مثل إيقاف جهاز الإنذار وتشغيل التدفئة وتجهيزات الإضاءة في المنزل.
وتعتبر السيارات الكهربائية من الموديلات المثالية لتقنيات الربط بين المنزل والسيارة، وأوضح البروفيسور ديتر نازاريت، رئيس قسم معلوماتية السيارات بجامعة لاندسهوت الألمانية، أنه يمكن استعمال هذه السيارات كوحدة لتخزين الطاقة وإمداد المنزل بالتيار الكهربائي في حالات الطوارئ.
ومع ذلك يتشكك نازاريت في إمكانية انتشار هذا المفهوم على نطاق واسع، نظراً لأن وظائف المنزل الذكي Smart-Home تقوم على استعمال تطبيقات مفردة للأجهزة الكهربائية المختلفة في المنزل، وفي هذه الحالة فإن المستخدم يحتاج إلى هاتف ذكي وليس إلى سيارة خاصة.