القمة الحكومية تتناول التوجهات المستقبلية للتعليم
في إطار سعيها لتعزيز دور قطاع التعليم وتطويره بما يتلائم التطلعات المستقبلية، خصصت "القمة الحكومية" جسلة تفاعلية بعنوان "مواكبة العصر المعرفي: خدمات التعليم المستقبلية" سلطت الضوء خلالها على أهمية بناء اقتصاد قائم على المعرفة بالتماشي مع التقدم الهائل في مجال تقنية المعلومات، مما يضع التعليم في أولوية توجهات وجداول أعمال الحكومات في جميع دول العالم.
واستعرضت الجلسة التفاعلية أهم التوجهات العالمية في استخدام التكنولوجيا لتطوير التعليم، بالإضافة الى تحديد أهم الفرص والتحديات التي تواجه التعلم الذكي ليتماشى مع متطلبات العصر الحديث، وذلك لإعداد كوادر مؤهلة قادرة على تجسيد رؤية قياداتهم وترجمتها لواقع ملموس.
وشارك في الجلسة كل من معالي الدكتور مغـيـر خـمـيـس الخـيـيـلـي، مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسليم اسماعيل، السفير الدولي والشريك المؤسس في جامعة سينجولارتي بالولايات المتحدة الأمريكية، وسعادة أوليس بيتكالا، مدير عام مجلس فنلندا الوطني للتعليم، وسلمان خان، مؤسس أكاديمية خان بالولايات المتحدة الأمريكية، بحضور حشد كبير من المهتمين بقطاع التعليم.
وبدأت الجلسة بعرض تقديمي يتحدث عن مستقبل التعليم، والأثر الكبير الذي أحزه التقدم التكنولوجي خلال السنوات الأخيرة على تطور المجتمعات ومراحل تطور الأنظمة التعليمية عبر حميع المؤسسات والمنظمات في مختلف أنحاء العالم، وأظهر العرض الكثير من التقنيات الجديدة المنتشرة التي ساهمت بتغيير طريقة التفكير على جميع المستويات، فضلاً عن تعزيز التوجهات العالمية نحو التركيز على أهمية التخطيط المدروس لعملية التعليم لتحقيق أفضل النتائج على مستوى الفرد والمجتمع على حد سواء.
وتحدث الدكتور مغـيـر خـمـيـس الخـيـيـلـي، عن استراتيجية مجلس أبوظبي للتعليم التي تهدف لتطوير العملية التعليمية لبناء الطالب المبدع والقادر على الابتكار والاختراع والتعامل مع التقنيات الحديثة بمهارة فائقة، والاستفادة منها وتوظيفها بما يهدف خطط التطور التعليمي والاجتماعي.
وأكد أن عمل المجلس يتماشى مع استراتيجية أبوظبي 2030 من حيث الحرص والاهتمام بتطوير كل القطاعات التنموية في إمارة أبوظبي، وقطاع التعليم على وجه الخصوص، والارتقاء بمستوى كافة الخدمات وفق أفضل المعايير العالمية لتوفير كل أسباب الرخاء والرفاهية للمواطن، سعياً نحو جعل الحكومة المحلية من أفضل الحكومات أداءً على المستوى العالمي خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأضاف: "نسعى إلى تطوير قطاع التعليم لتحقيق استدامة رفاهية المجتمع وبناء اقتصاد قائم على المعرفة، ولا بد أن ننظر إلى المتغيرات من حولنا لكي نقدم التعليم الأمثل لأولادنا وتجهيزهم لمواجهة تحديات المستقبل".
وتحدث عن واقع قطاع التعليم في الوقت الحالي، قائلا: "نعمل على توفير أفضل التقنيات والوسائل في جميع مراحل التعليم، ودعم توجه المعلمين لاستخدام هذه التقنيات، بشرط أن يكون استخدام الوسائل التقنية عاملاً محفزاً للتطور وليس غاية بحد ذاته. ويمكننا على هذا الأساس تدعيم أن يكون التعليم الإلكتروني جزءاً من الخطة المتكاملة لاستراتيجية التعليم الذكي. حيث أنه ينبغي على الطلاب البحث عن المعلومات بأنفسهم لبناء مهاراتهم الشخصية مع الاعتماد على نظام التعليم التفاعلين ولكن في كل الأحول يجب تطوير هذه العملية التفاعلية بما يناسب الخطط والمشاريع".
وشدد الخـيـيـلـي على أن رؤية التعليم تسعى إلى توفير نظام تعليمي على مستوى عالمي، يدفع جميع الطلبة نحو استغلال كامل إمكاناتهم وقدراتهم بما يجعلهم مؤهّلين للتنافس على المستوى العالمي، وتخريج طلبة يمتلكون وعياً ثقافياً وتراثياً راسخاً، ومؤهلين لمواجهة التحديات العالمية.
وأكد على المشاركة في رسم الخطة التعليمية في الإمارة في إطار الخطة العامة للتعليم في الدولة، وتقديم اقتراحات لتطوير التعليم في الإمارة والعمل على تحقيقها بما يضمن مواكبته للتقدم في مجالي تقنية المعلومات والاتصالات، وتطوير برامج تعليمية وتدريبية ومهنية تهدف إلى تأمين احتياجات سوق العمل في الإمارة من الكفاءات البشرية المتميزة، والعمل على رفع كفاءة المؤسسات التعليمية وتقديم المساعدات والخدمات الاستشارية والفنية لها بما يمكنها من تنفيذ البرامج التعليمية الخاصة بكل منها
ومن جانبه، تحدث سعادة أوليس بيتكالا، مدير عام مجلس فنلندا الوطني للتعليم، عن التجربة الفنلندية المميزة في قطاع التعليم والتي تعتبر من الأفضل في العالم نظراً لتفردها وتميزها بتركيزها على تعزيز تجربة تعلم الطالب والارتقاء بمستوى مهاراته. وقال: "ينظر الكثير من الناس من حول العالم إلى نظامنا التعليمي بشيء من الغرابة باعتبار أننا قد لا نعتمد الأمور التقليدية والمعتادة، فنحن نولي أهمية كبيرة لتطوير مهمات المدارس ونطلب منهم التعاون مع المدرسين لتطوير المناهج بالاعتماد على الأساليب المحفزة على الإبداع والتفكير".
وأشار بيتكالا إلى الأهمية القصوى والضرورة الملحة لتطوير المناهج التعليمية بشكل دائم، والتركيز على مفهوم التعلم بدلاً من مفهوم التعليم، بحيث يتحول المدرس إلى مرشد وموجه. ورغم عدم توافر الإمكانيات لاستخدام التقنيات دائماً إلا أنه يجب بذل الجهود المطلوبة لتوفير البنية التحتية، ولا يجب أن تنحصر استخدامات التكنولوجيا في مجال الترفيه فحسب، وبنفس الوقت لا يمكن الاستغناء عن القراءة باعتبارها أقدم وأهم وسيلة تعليمية على الإطلاق.
وتابع قائلاً: "يعتبر سلوك الأهل وتفاعلهم أمراً بالغ الأهمية ويجب توعويتهم حول أهمية دعم الأطفال لتنفيذ أهداف التعلم، وتشجيعهم على التعاون مع الجهات والمؤسسات العاملة في قطاع التعليم للتوصل إلى كافة الأهداف المنشودة".
ومن جانبه تحدث سلمان خان عن تجربة أكاديمية خان المميزة في قطاع التعليم والتي تقدم الكثير من الدعم في مختلف المستويات، وتنفق الملايين من الدولارات للإحاطة بكافة المشاكل التعليمية، وتسعى إلى توسيع إطار الوصول إلى الراغبين بتطوير قدراتهم بالاعتماد على التقنيات المتاحة.