قرابة تسعة ملايين طفل عربي خارج المدرسة!
ثمانية ونصف مليون طفل مهمشون تعليميا في العالم العربي. وهذا العدد لا يتضمن مليوني طفل إضافي سوري والذين هم خارج المدرسة بسبب العنف في بلادهم. هل يشكل الخبر صدمة، أم أنه قد يكون مجرد خبرعادي أمام المجازر والجرائم التي ترتكب يوميا، والأزمات التي تعصف بالبلدان العربية، حيث يتم التركيز على قضايا أخرى لا صلة لها بالتعليم.
وماذا عن فئة الشباب التي تشكل أكثر من 30 في المائة من التعداد السكاني، وخصوصاً أن ضمان حصول هذه الفئة على المهارات التعلمية سيضمن التطور الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة، ما يتطلب - بحسب الخبراء - أن يكون التعليم أكثر ارتباطا بسياسات التوظيف المحلية والسياسات التعليمية التي ترتبط بمبادرات خلاقة للنمو الاقتصادي وفرص الأعمال.
أما التقرير الذي حمل عنوان "الشباب العربي: فقدان أساسيات التعليم لحياة مثمرة" والذي صدر مؤخراً عن معهد "بروكينغز" الدولي فيسلط الضوء على جودة وتوفر التعليم في العالم العربي، وفتح حوار حول هذه القضية المحورية. وأشار التقرير إلى وجود فجوات نقص في البيانات التعليمية، حيث أن مجموعة قليلة من البلدان العربية تعمد بشكل منهجي لقياس أميّة القراءة والكتابة والحساب في كل من المراحل الابتدائية والإعدادية، موضحاً وجود رابط بين التعليم من أجل حياة منتجة وتوظيف الشباب، حيث أسهم افتقاد المهارات الأساسية المناسبة في أزمة التوظيف في المنطقة العربية.
ورغم أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس انخفض بنسبة 3.1 مليون طفل منذ عام 2002 في المنطقة العربية، إلا أن التقرير أشار إلى أن 8.5 مليون طفل بعيدين عن التعلم في المنطقة العربية، والكثير من هؤلاء هم فتيات في المجتمعات الفقيرة والريفية في المناطق المتضررة من الصراعات.
وتشكل اليمن والمغرب والكويت مصادر قلق فيما يرتبط بالنتائج المرتبطة بالتعليم حيث يفشل بين 30 و90 في المائة من التلاميذ في المرحلة الابتدائية في التعلّم، بينما أكثر من 60 في المائة من التلاميذ لا يتعلمون في المرحلة الإعدادية في المغرب وعمان.
وقالت الباحثة في معهد «بروكينغز» والمختصة بقضايا التعليم وأحد كتاب التقرير ميساء جلبوط إن "هناك أزمة تعليم في البلدان العربية، إذ أن نصف الطلاب في المدرسة لا يكتسبون المهارات الأساسية ومستوى التعليم الجيد، التي يحتاجها هؤلاء لقيادة حياة مثمرة، وبالتالي لا يحققون الحد الأدنى لمحو الأمية وتعليم الحساب، بناء على تقييم عالمي في الصفين الرابع والثامن."
وأضافت جلبوط أن "البلدان التي لدينا قلق حيالها هي: جيبوتي، وموريتانيا، واليمن، بما أن هذه البلدان لديها أدنى مستويات تسجيل في المدارس، رغم أنها يجب أن تعتمد على القدرة لتقديم التعليم النوعي لأطفال وشباب اليوم، بما خص توازنها السياسي، والتقدم الاقتصادي، والتنمية الاجتماعية"، لافتة إلى أن هناك ثلاثة بلدان التي تتواجد فيها النسبة الأعلى من التلامذة والذين لا يتمتعون بالتعليم الأساسي في المراحل الابتدائية وهي: اليمن بنسبة91 في المائة، والمغرب بنسبة 74 في المائة، والكويت بنسبة 70 في المائة."
وفي هذا السياق، اعتبرت جلبوط أن "أحد الاكتشافات المفاجئة في التقرير هي أن الأزمة التعلمية تؤثر على الذكور أكثر من الإناث، فيما أن نسبة الإناث اللواتي يقابلن الدرجات التعلمية تعتبر أكبر من الذكور في تسع بلدان عربية. وتجدر الإشارة إلى أنه في المرحلة الثانوية، في ثلاثة بلدان عربية وهي، البحرين والأردن وعمان فإن نسبة الذكور، الذين لا يتعلمون، كانت على الأقل 20 في المائة أكثر من نسبة الإناث اللواتي لا يتعلمن.