يتمتع الأثاث ذو الكسوة الجلدية بمظهر فخم يشع جاذبية وسحر. وعلى الرغم من أن أغلب أنواع الجلود تتميز بالمتانة، إلا أنه ينبغي العناية بها بصورة منتظمة وسليمة للحفاظ على مظهرها الجمالي والفخم لأطول فترة ممكنة، وإلا سيفقد الجلد رونقه وربما تظهر بعض البقع عليه.
وأوضح خبير الجلود يورغ راوش أن صناعة الأثاث غالباً ما تقتصر على استخدام جلود الماشية التي يتم دبغها وتلوينها ومعالجتها بشكل خاص، مع العلم بأن نوعية المعالجة التي تتعرض لها هذه الجلود تُحدد بشكل كبير طريقة تنظيفها والاعتناء بها فيما بعد.
? وأردف مدير مركز حماية الجلود بمدينة غوتنغن الألمانية: “كلما كانت مسام الجلد مغلقة، زادت حساسيته تجاه الاستخدام بالجلوس عليه، بينما تزداد حساسيته تجاه الاتساخات، كلما كانت مسام سطحه مفتوحة”.
وبشكل أساسي أوصى الخبير الألماني بضرورة المواظبة على تنظيف قطع الأثاث المصنوعة من الجلد من الأتربة والوبر بشكل دوري كل أسبوع أو أسبوعين، بحيث يتم استخدام قطعة من القماش المصنوعة من القطن مع الجلد ذي المسام المغلقة، بينما يتم تنظيف الجلد ذي المسام المفتوحة باستخدام المكنسة الكهربائية أو فرشاة تنظيف الملابس.
?ووفقاً لمعدل استخدام قطعة الأثاث ومدى اتساخها، أشار راوش إلى أنه يُفضل مسحها بقطعة قماش مبللة قليلاً بالماء كل بضعة أسابيع، مشدداً على ضرورة توخي الحذر عند القيام بذلك مع أسطح الجلد ذات المسام المفتوحة؛ إذ يُمكن أن تتسبب قطرة الماء في إضفاء لون غامق عليها.
?
? عناية خاصة
?وتلتقط أورسولا غايسمان، عضو الرابطة الألمانية لصناعة الأثاث بمدينة باد هونيف، طرف الحديث مؤكدةً أنه من الأفضل أن يتم معالجة الأثاث الجلدي بشكل مكثف باستخدام منتجات العناية الخاصة بمعدل مرة إلى مرتين سنوياً.
وتتنوع هذه المنتجات أيضاً باختلاف نوعية الجلد وعادةً ما تتوافر بشكل مدمج يجمع بين منظف ووسيلة للعناية بالجلد في الوقت ذاته؛ حيث تحتوي على مجموعة من المواد المرطبة والدهنية بنسبة خلط تناسب مع طبيعة المعالجة المسبقة التي تعرض لها الجلد على حسب نوعه.
وعلى الرغم من ارتفاع سعر هذه المنتجات المخصصة للعناية بالجلود، إلا أن الخبراء أجمعوا أنها تعمل على تنظيف الجلد بفاعلية وأمان في آن واحد. وحذّر الخبير الألماني راوش من استخدام المنظفات المنزلية العادية مع الجلود؛ حيث أنها تتسبب في تشقق الجلد بسهولة، لأنها غالباً ما تحتوي على مواد قلوية بتركيز عال.
كما أوصى راوش قائلاً: “يجب الابتعاد عن الوسائل المنزلية؛ لأنها تضر بالجلد وغالباً ما تتسبب في ترك بقع عليه”، لافتاً إلى أن حتى الحليب، الذي عادةً ما كان يُوصى باستخدامه من قبل، لا يُعد وسيلة تنظيف صحية على الإطلاق؛ لأنه يتسبب في تعفن الجلد بعد مرور فترة من استخدامه.
وصحيح أن منتجات العناية بالجسم ككريم الوقاية من الشمس مثلاً لا تُلحق أضراراً كبيرة بالجلود عند استخدامها، إلا أنها غالباً ما تُخلف عليها طبقة بيضاء رقيقة.
وبشكل عام أوصى راوش قائلاً: “لابد من اختبار منتجات العناية المخصصة للجلود قبل الاستخدام الأول لها على موضع غير مرئي من قطع الأثاث”، لافتاً إلى أنه عادةً ما تتوافر منتجات العناية المخصصة للجلود ذي المسام المغلقة في صورة كريمات أو غسول.
وعند وضع هذه الكريمات أوصت أورسولا بولهويس، عضو الرابطة الألمانية لخبراء الاقتصاد المنزلي، باستخدام قطعة قماش مصنوعة من الفيسكوز بدلاً من الأقمشة المصنوعة من الألياف الدقيقة؛ لأنها أقل حدة على الجلد.
وأردفت بولهويس أنه يجب وضع الغسول دائماً على مساحة الجلد كاملةً، بحيث يتم توزيعها وتدليك الجلد بها برفق، لافتةً إلى أنه يُفضل استخدام فرشاة التنظيف الخاصة مع الجلد ذي المسام المفتوحة كي تنتصب أليافه من جديد،
?
إزالة سريعة للبقع
?وأكدت الخبيرة الألمانية غايسمان على أهمية إزالة البقع الموجودة على الجلد بسرعة موضحة: “كلما تم معالجة هذه البقعة بشكل أسرع، أمكن إزالتها على نحو أفضل”.
وتابعت غايسمان: “يُمكن إزالة بقع السوائل من الجلد الناعم المصبوغ بشكل سريع باستخدام قطعة جافة من القماش”، محذرةً من أنه كلما زاد معدل احتواء الجلد على مسام مفتوحة، تسربت السوائل إلى داخله على نحو أسرع.
وعن كيفية إزالة البقع الموجودة على الجلد الخشن، قالت الخبيرة الألمانية بولهويس: “يُمكن استخدام الممحاة المخصصة لتنظيف الجلود أو فرشاة التنظيف المصنوعة من الأسلاك النحاسية”.
?كما يمكن استخدام ورق الصنفرة ذي الحبيبات الناعمة لتنظيف الاتساخات السطحية فحسب أو مسند الرأس التي تتراكم عليه دهون بسيطة. ولكن الخبيرة الألمانية حذرت من فرك الجلد بقوة باستخدام الصنفرة؛ حيث يتسبب ذلك في إتلاف الجلد وسيؤدي غالباً إلى ازدياد البقعة سوءاً.
وأخيراً أوصى راوش مَن يرغب في شراء أثاث جلدي ويعلم أنه سيتم استخدامه بشكل مجهد قائلاً: “ينبغي اختيار الجلود الناعمة المصبوغة وغير الحساسة أو ذات الدرجات اللونية الغامقة بالنسبة للأثاث المصنوع من جلود ذات مسام مفتوحة؛ حيث لا تظهر البقع عليها بشكل لافت”.
المزيد: