اختتام فعاليات مهرجان الحصن والزوار حظوا بفعاليات لا تنسى
اختتم مهرجان قصر الحصن فعالياته أمس بعد أن قدم لزواره هذا العام تجربة مميزة. حظي الزوار لأول مرة بفرصة للاطلاع على مبنى قصر الحصن ضمن جولات تعريفية تسلط الضوء على أهمية هذا المبنى التاريخي وما يمثله من مكانة بارزة للإمارات.
واستمتع الزوار بالمشاركة في الفعاليات العديدة والمميزة والتي تضمنت ورش عمل وعروض ثقافية وتفاعلية غنية بالمعلومات تحت إشراف خبراء محترفين ومتخصصين في مجال الآثار والتاريخ.
كما ضم برنامج المهرجان مجموعة من العروض الأدائية تتضمن رواية القصص والشعر والعروض المسرحية والحوارات العامة.
وكان من أبرز أحداث مهرجان قصر الحصن استضافة عرض "كفاليا في قصر الحصن" وهو استعراض مسرحي يجمع بين فنون الفروسية والأدائية من إخراج نورمان لاتوريل أحد مؤسسي سيرك دوسوليه.
وقد شهد مهرجان قصر الحصن والذي يقام برعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، نجاحاً هائلاً بحضور آلاف الزوار للاستمتاع بفعاليات الحدث السنوي. ويعد المهرجان الذي استمر لمدة عشرة أيام، احتفاءً بمرور أكثر من 250 سنة على أبرز معلم تاريخي في أبوظبي، وقد استقطب المواطنين والمقيمين والسياح من مختلف الأعمار، وتتولى تنظيمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
وفي تصريح له قال معالي الشيخ سلطان بن طحنون، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: "حقق مهرجان قصر الحصن لهذا العام نجاحاً هائلاً واستقطب الزوار من مختلف الجنسيات والاهتمامات، والذين حضروا للمشاركة معنا في الاحتفال بالحصن الذي يمثل رمزاً لنشأة أبوظبي".
وأضاف بقوله: "يمنحنا المهرجان في كل عام فرصة لإبراز أهمية الحصن التاريخي ومكانته الكبيرة بالنسبة للتاريخ الذي تفخر به أبوظبي، وللاطلاع على أعمال الترميم الجارية في الحصن والمنطقة المحيطة به. وكل ما نأمله أن يسهم النجاح الذي شهده البرنامج لهذا العام في تحقيق المزيد في السنوات القادمة".
وعلى مدار عشرة أيام، حضرت العائلات للاستمتاع بالفعاليات المتنوعة والتي تضمنت عروضاً وأنشطة ثقافية وورش عمل تعليمية في موقع المهرجان الذي تم تقسيمه هذا العام إلى أربعة مناطق: البحر والواحة والصحراء وجزيرة أبوظبي.
كما كان "سفراء قصر الحصن"، الفريق المكون من طلاب جامعيين إماراتيين مدربين خصيصاً لهذا الحدث، حاضرين في أرجاء المهرجان لمساعدة الزوار وإضفاء المزيد من المتعة والفائدة على تجربتهم من خلال توفير الإرشادات والمعلومات على أماكن تنظيم فقرات البرنامج التي تضمنها المهرجان.
ومن أبرز الأماكن التي حازت على اهتمام الزوار خلال المهرجان لهذا العام، كان مقهى "قهوة" في المجمع الثقافي، والذي تميز بطابعه العصري وشهد فعاليات خاصة بتقاليد القهوة الإماراتية. وقد استمتع الزوار بالاطلاع على تاريخ القهوة وعاداتها، كما حصلوا على فرصة لتذوق أصناف مختلفة من القهوة الإماراتية.
وكانت فاطمة دوداييفا، 36 سنة من جمهورية الشيشان قد حضرت يومياً للاستمتاع بفعاليات المهرجان وخاصة مقهى "قهوة" بالإضافة إلى عروض الفنون الشعبية الإماراتية، كما تعلمت مهارات طهي جديدة أثناء حضورها حصص الطبخ الشعبي وقالت دوداييفا: "أنا آتي كل يوم إلى المهرجان، وكل مرة أجد شيئاً جديداً وممتعاً لم يسبق لي رؤيته من قبل. لقد أحببت جميع العروض التراثية هنا، أما الأمر المفضل بالنسبة لي، فقد كان مقهى قهوة ومشاهدة الفنون الشعبية".
وأضافت بقولها: "أحببت أيضاً تعلم وضع الحناء، كما شاركت في حصة طبخ شعبي. إن المهرجان رائع ومذهل، لأنه يسهم في إحياء التقاليد. من الضروري بالنسبة للجميع أن يحافظوا على تاريخهم، وأعتقد أن ذلك سيساعدهم على منح تقدير أكبر لما يمتلكونه".
ومن الأمور التي نالت قدراً كبيراً من اهتمام الزوار، كانت ورش عمل صناعة الألعاب المخصصة للصغار في المجمع الثقافي، وعروض صناعة شباك الصيد في ركن البحر.
كما كان معرض قصر الحصن، الذي أخذ الزوار في رحلة تعليمية عبر تاريخ الحصن، من الأماكن المفضلة بالنسبة للعديد من الأشخاص. وستبقى أبواب المعرض مفتوحة لاستقبال الزوار بعد انتهاء فعاليات المهرجان.
وقال حمد المنصوري، البالغ من العمر 17 سنة من المعهد البترولي في أبوظبي والذي أمضى يومين في استكشاف الفعاليات المتنوعة ضمن المهرجان: "إن الأجواء في المهرجان رائعة. لقد تعلمت الكثير عن تاريخنا عند حضوري إلى هنا، خاصة وأن المهرجان يقدم لنا نظرة على طبيعة حياة الإماراتيين في الماضي. كنت قبل قليل مع رجل مسن علمني الأسلوب التقليدي الذي كان معتمداً في الماضي لصناعة الحبال. إنه أمر مهم جداً وخاصة بالنسبة لجيل الشباب لتذكر التراث والماضي. لقد علمنا الشيخ زايد، طيب الله ثراه، أنه إذا لم يكن لديك ماض، فلن يكون لك مستقبل".
أما هناء المنهالي، إماراتية تبلغ من العمر 35 سنة، فقد استمتعت بالتجول في السوق وما يوجد فيه من بضائع إماراتية أصلية، حيث قالت: "لقد لاحظت وجود بضائع إماراتية أصلية ذات جودة عالية في السوق، وقد اشتريت عدداً من أصناف التوابل والعطور. إن المهرجان ممتع جداً بالنسبة للإماراتيين والزوار من مختلف الجنسيات على حد سواء، خاصة وأنه يعلمنا الكثير عن تقاليدنا وتراثنا".