اعترف حسام تحسين بك أنّ تقدّمه في العمر فرض عليه تحولات عدة في مسيرته الفنية. بعد إحساسه بأنّه كبر على الرقص، انتقل إلى التمثيل. وها هو يشعر الآن بأنّ عليه الانتقال إلى الكتابة التي قد تكون محطته الأخيرة قبل الاعتزال.
وأوضح أنّ أول مسلسل كتبه يحمل عنوان "الزايغ" وهو جاهز للتنفيذ، بينما لا يزال الآخر قيد الكتابة. وينتمي المسلسلان إلى البيئة الشامية التي وجّه لها ملاحظات عدة، خصوصاً تلك التي تعرض حالياً على الشاشات.
وقال إنّ "مسلسل "باب الحارة" خلط الحابل بالنابل، واستهتر بعقول الناس، فما يراه المشاهد العربي لا يقارب حقيقة الحارات الدمشقية وإنما هو تزوير وتحريف للواقع، وأضاف: "حارات الشام لم تكن تحوي العكيد والزعيم، ولم تكن هناك تلك الحروب بين الأحياء المتجاورة".
واعتبر تلك الأعمال تجارية تهدف إلى الربح المادي فقط وتلك هي حال العاملين في الوسط الفني ابتداءً بالكاتب وصولاً إلى الممثل والمخرج.
وأضاف الفنان السوري القدير في لقاء على إذاعة "المدينة" السورية إنه رغم مرور كل هذه السنوات على عمله في التمثيل، إلا أنه لا يعتبر نفسه ممثلاً، مشيراً إلى أنّه دخل الفن صدفة وكان هدفه حينها تحقيق دخل مادي عن طريق تدريب الرقصات لفرق الفنون الشعبية، ولو عاد به الزمن لكان درس الموسيقى واحترف التلحين، وهذا ما لم يكن ممكناً عندما كان شاباً. وكشف عن التحضير لمجموعة من الحفلات الموسيقية في أوبرا دمشق سيقدم فيها عدداً من الأغنيات التي لم تقدم سابقاً وتلامس الواقع وتقترب من التراث الموسيقي السوري بأسلوب متطور.
ورأى أنّه لا يختار أدواراً في عمره بل يقدم ما يعرض عليه، قائلاً "إذا أردت أن تختار في سنّي، ستموت من الجوع". وبيّن أنه لم يعد قادراً على إضافة شيء إلى مشواره الفني. وشدد على أنّه يملك أرشيفاً غنائياً كبيراً لم يخرج إلى العلن ولم يوثّق أو يسجل حتى اليوم.
وعن تجربته الإبداعية مع الكبير دريد لحام، أوضح أنّه فخور بأنّه وقف معه على مسرح واحد، وتعلّم منه الكثير واكتسب منه الخبرة والجرأة عندما كان في أسرة "تشرين" المسرحية التي شكّلت "ظاهرة لن تتكرر عربياً".
المزيد: