قضاء الأطفال فترات طويلة في اللعب على الكمبيوتر لا يستدعي بالضرورة ارتباطهم المباشر به وإدمانهم الفوري له، فالتغير السلوكي لديهم يحدث تدريجياً جراء تعلقهم بالألعاب الجديدة التي يمارسونها على الكمبيوتر. ويتحول الأمر مع الوقت وطول ساعات المكوث أمام الإنترنت إلى مشاعر سلبية تجاه المحيط، وإحباط تجاه التفاعل الاجتماعي وعدوانية ورغبة في المكوث أمام هذه الشاشة لساعات أكثر.

وأوضحت مبادرة أمان الإنترنت «Klicksafe» في مدينة لودفيغسهافن غربي ألمانيا، والتي تدعمها المفوضية الأوروبية، أنه يجب على الآباء أن ينتبهوا إلى تصاعد أهمية جلوس أبنائهم لساعات طويلة أمام الكمبيوتر على حساب الاهتمامات الحياتية الأخرى.

 وأشارت المبادرة إلى أنه في حالة قيام الطفل الصغير بتصفح مواقع الإنترنت حتى ساعة متأخرة من الليل أو استغنائه عن تناول وجباته ليوفر وقتاً إضافياً يقضيه أمام الكمبيوتر، فإن ذلك يُعد بادرة غير صحية تنذر بإدمان الأطفال الصغار للكمبيوتر.

وإذا شعر الآباء أن طفلهم يستخدم ألعاب الكمبيوتر بالدرجة الأولى ليفرغ ما لديه من أحاسيس الغضب أو الانفعال، فيجب عليهم في هذه الحالة الاستعانة بخبراء متخصصين.

وحتى يمكن تجنب هذا الترابط الوثيق بين الكمبيوتر وانفعالات الطفل، يتعين على الآباء أن يحددوا لأبنائهم مواعيد ثابتة لاستخدام مثل هذه الأجهزة، ومن بينها أيضاً أجهزة الهواتف الذكية. وينصح خبراء الموقع بألا تتجاوز فترة الجلوس على الكمبيوتر مدة 60 دقيقة بالنسبة للأطفال من عمر 11 إلى 13 عاماً، في إشارة إلى إمكانية استخدام منبه حتى لا ينسى الطفل نفسه أمام الجهاز ويفقد إحساسه بالوقت.