القراء الأعزاء،

ربما تفيد كلماتي من يعملون في مجال الإصلاح الأسري أكثر لكني رأيت أنه ما من أحد إلا وأصلح ويصلح بين متخاصمين زوجين أو صديقين أو اخوين او زملاء بالعمل، إذن كلنا شئنا ام أبينا من المصلحين . فتلك الكلمات إن تفدك اليوم ستنتفع بها حتما غدا :

اعلم أنك مأجور بإصلاجك بين المتخاصمين أجرا لا يتخيله عقل قال تعالى : "لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ? وَمَنْ يَفْعَلْ ذَ?لِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا" (114- سورة النساء).

حاول دائما ألا تميل مع طرف ضد طرف لصلة قرابة أو صداقة أو لراحة نفسية فليس من الإصلاح الحكم على الناس بالأهواء.

إذا مدحت أحدهم أثناء النقاش فامدح الأخر بما يليق به لأن غير الممدوح سيحس بالصغر إن لم تفعل مما يعرقل التصالح ويعطله.

لا تثقل بالعتاب على أحدهما فترة طويلة بل قم بعملية توزيع عادل بينهما بالوقت والمدح وحتى العتاب.

يستحسن عدم العتاب أو التقليل منه قدر المستطاع لأنه يقلب النفوس ويحرقها بعد قد هدأت .

يستحب أن تتفق معهما من البداية على ألا يقاطع أحدهما الآخر عندما يعرض وجهة نظره حتى لو كان صاقا أو كاذبا فيما يقوله ثم اعط الفرصة كاملة للطرف الآخر ليقول أيضا ما عنده .

أخيرا إياك واليأس من عقد الصلح مهما بدا لك في الظاهر شدة الخصومة فإخلاصك لمصالحتهما كفيلة بأن تغير الموازين وهذا عن تجربة بل تجارب. كنا نرى أزواجا تعلو أصواتهم. ويتطاول احدهما على الآخر. ويتحامل بالتهم والكلام الغليظ لكن بعد صبر من المصلح تذوب الخلافات بشكل لا يتصوره عقل وتتحقق الآية التي يقول الله سبحانه وتعالى :" وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ? ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ " 34 – سورة فصلت.