فريق كرة قدم اللاجئات السوريات ينطلق من مخيم الزعتري
تنشغل اللاعبة والمدربة عبير الرنتيسي، نجمة المنتخب الأردني النسائي الوطني، بتدريب الفتيات السوريات في مخيم الزعتري على لعبة كرة القدم، بعدما هربن من ويلات الحرب الأهلية، ووجدن أنفسهم في واحد من أكبر مخيمات اللاجئين في العالم.
جميع اللاعبات اللواتي تدربهن الرنتيسي (26 عاما)، واجهن التفجيرات، ووفاة عائلات بأكملها والاعتداء، وبعضهن مر بتجارب أكثر قسوة كالاغتصاب. ولكن في هذه اللحظة، كما تقول في تقرير نشرته شبكة CNN، "نحن جميعا نتكلم لغة كرة القدم."
وفي هذا السياق، توضح الرنتيسي شارحة الحالة العاطفية والجسدية الهشة للاعبات قائلة: "الشيء الرئيسي الذي يمكننا العمل عليه يتمثل بالثقة بالنفس." وتضيف: "لجلب هؤلاء الناس إلى هنا وإقناعهم بأنهم يستطيعون تحقيق ما يريدون، يجب أن نجعلهم أقوياء بعدما عانوا كل ما عانوه في سوريا."
ويبقى أن التعامل مع الندوب العاطفية للحرب الأهلية يعتبر مهمة صعبة، ولكن هناك أيضا عقبة إضافية تتمثل في التغلب على التقاليد الاجتماعية، خصوصاً أن غالبية اللاجئين في مخيم الزعتري جاؤوا من جنوب سوريا، وهم من الطائفة السنية.
ومن الصعوبة على الفتيات الصغيرات أن يلعبن كرة القدم في تلك البيئة، خصوصاً أن المشكلة الأكبر في هذا المخيم المترامي الأطراف، وفقا للرنتيسي ، تتمثل بالخصوصية .
وفي هذا الإطار، تقول الرنتيسي "جميع هؤلاء أتوا من مجتمعات محافظة ولا يسمح لهن باللعب في الأماكن العامة، لذا يجب أن نتأكد من أن الفتيات يمارسن هذه اللعبة بمكان يضمن لهن الخصوصية طوال الوقت."
وتشير الرنتيسي إلى أن "المشكلة الكبيرة تتمثل بأن المخيم مفتوح من جميع الزوايا، لذا يجب أن نجد لهن مكانا آمنا حتى يلعبن. ويجب علينا أن نعثر على أماكن خاصة حتى تتمكن الفتيات من المشاركة."
وفي مكان قريب من الخصوصية قدر الإمكان، وبعيدا عن أعين الرجل، تدرب الرنتيسي اللاعبات، ولكن يستغرق الأمر وقتا كبيرا لكسب ثقتهن.
وتشرح الرنتيسي أن "النساء في الزعتري ليس لديهن فكرة عن الرياضة أبداً." وغالباً، ما تسألها اللاعبات "ما تقصدين بمعنى الرياضة؟" وبينما ازدهرت كرة القدم النسائية في جميع أنحاء العالم، فإن اللعبة في الشرق الأوسط، ما زالت محفوفة بالمعارضة الدينية والثقافية على مدى العقد الماضي .
وأسس المنتخب النسائي في الأردن، في العام 2005، وحصل على الدعم من الأمير علي بن الحسين ، أي الأخ غير الشقيق للملك الأردني عبدالله الثاني، والذي انتخب مؤخراً نائباً للرئيس في اللجنة التنفيذية للفيفا .
وتم بناء 15 مركزا تدريبيا جديدا للفتيات، إذ كان للأمير دوره الفعال في دفع التغيير الذي يسمح للنساء المسلمات بارتداء الحجاب لتغطية شعرهن أثناء مباريات كرة القدم. ويمكن لهذا التغيير أن يحدث ثورة في لعبة كرة القدم في الشرق الأوسط وخصوصاً لملايين النساء اللواتي لولا ذلك كن سيمنعن من اللعب.
وفي السنوات القليلة الماضية وحدها، تم إنشاء فرق وطنية للمرأة في الإمارات العربية المتحدة وقطر، والكويت.
ويعتبر مشروع الزعتري بمثابة تعاون بين مشروع التنمية الآسيوي لكرة القدم، الذي أنشأه الأمير علي، والاتحاد الأوروبي، والهيئة الحاكمة لكرة القدم الأوروبية.
ويتمثل الهدف من المشروع باستخدام كرة القدم لتعزيز الظروف المعيشية والصحية، وتبديد ساعات الخمول في مخيمات اللاجئين. وانخرط أكثر من ألف طفل وشخص بالغ تحت سن الـ20 عاماً في البرنامج.