حل الشيف إيريك لانلارد ضيفاً رئيسياً على مهرجان "مذاق دبي 2014"، وقد قدم مجموعة من الدروس الحية في صناعة الحلويات الفرنسية الشهيرة. ويُعد الشيف إيريك من مشاهير عالم تحضير الحلويات، وقد ألف العديد من الكتب وقدم أربعة برامج طبخ على التلفاز، منها Baking Mad، Glamour Puds، كما قام بتحضير الحلويات لعديد من المشاهير في العالم، وهو الآن يدير محل الحلويات ومعهد إعداد الحلويات Cake Boyفي لندن.
وفي حوار سريع لأنا زهرة مع الشيف إيريك أخبرنا بأنه فرنسي الأصل، يعيض منذ 25 عاماً في لندن، وكان سعيداً لتواجدي في دبي، وإن كان قد زارها أكثر من مرة قبلاً. ففي هذه الزيارة، حل طاه أساسي في مهرجان "مذاق دبي Dubai Taste" وقد عمل على تقديم بعض الدروس الحية على المسرح أمام الجمهور، فعملوا معاً لتحضير مجموعة من الكيكات الخاصة، مثل كيكة الكراميل المملحة، وتارت الشكولاته مع التوابل، وقام بتقديم دروس في تزيين الكيك والكب كيك لزوار المهرجان.
وجواباً على سوال "أنا زهرة" عن التوجه السائد الآن في تقديم الحلويات والمعجنات بشكل صحي وبكميات أقل من السكر والدهون، قال بأنه رغم رغبته في أن يكون شيف حلويات مذ كان عمره خمس سنوات، إلا أنه لم يكن نهماً بتناول الحلويات، وعلى الرغم من أنه متقن لفن صناعة الكيك، فهو لا يتناوله إلا قليلاً، فهو يحب أن يعمل بفن على طعمها وشكلها، لكن لا يتجاوز ما يأكله قطعة واحدة فقط. وهذا سبب جعله يحاول أن يقلل كمية السكر بشكل كبير في معضم الوصفات التي يقدمها للناس، سواء في كتب الطبخ التي ألفها، أو على التلفاز، أو حتى في محل الحلويات اللندني الشهير الذي يعمل فيه. وأن معضم التعليقات التي يتلقاها من الجمهور ممن ينفذون وصفاته، تقول بأنها ليست ذات طعم حلو جداً، بل أنها معتدلة الحلاوة ولذيذة.
وأضاف أنه بالإمكان إستخدام المحليات الصناعية الخاصة بالحميات، لكنه لا يفضل ذلك، لأنه سيكون على حساب الطعم، لذا فإن الكميات المعتدلة من السكر هي الحل، والحل الأمثل هو السكر غير المكرر، ويعني بذلك السكر الأسمر الطبيعي وليس السكر الصناعي المصبوغ باللون الأسمر، كونه الخيار الأكثر صحة، لأنه يحتوي على ألياف المفيدة للجسم ونكهة أقوى للمخبوزات.
ويضيف إريك بأنه عندما نشأ في فرنسا، تعود على تقليد أن يتم تناول الكيك في المناسبات الخاص، لا أن يتم تحضيره في أي وقت، إلا بحسب قوله: "الشخص المليونير والذي يشعر بالضجر، يتناول الكيك يومياً!"، لذا فإن إعداد الكيك أمر بالغ الأهمية بالنسبة لنا، يظهر من خلاله الشخص براعته وشغفه لتقديم أفضل النكهات. ومشكلة السمنة ليست مرتبطة بكمية السكر التي في الكيك والحلويات، بل بالكمية التي يتم تناولها، فمثلا في أمريكا يبالغون في كميات الأطعمة والمشروبات التي تُخصص للفرد في الوجبة الواحدة، بالإضافة إلى أنهم يضيفون السكر لكل شي، للحليب، للخبز، للزبدة. وهنا تكمن المشكلة.
وعن خيار إضافة العسل ودبس التمر بدلاً من السكر، أضاف الشيف إيريك: "أنا أحب هذه النكهات خاصة في الحلويات العربية، وهذا ما أستمتع به كثيراً في دبي، ولأنني ترعرعت في فرنسا، فأنني تأثرت بالطرق الشمال أفريقية بتحضير الحلويات، والتي يتم إستخدام العسل فيها كثيراً. إلا أنني وجدت الحلويات اللبنانية حلوة جداً بالنسبة لي، على الرغم من أنني أحببت نكهتها جداً وإضافة المكسرات إليها ، خاصة تلك التي بالفستق واللوز."
ولم يبدي الشيف إيريك إهتمامه ولا إعجابه بالطرق الحديثة من عجين تغليف الكيك السكري، المسمى الفوندان، الذي أصبح موضة بتزيين كيكات أعياد الميلاد والأعراس والمناسبات الخاصة، وقال: "أنا لست من المعجبين بهذه الطريقة من التزيين، فبالنسبة لي هي مثل المنحوتات الجميلة، لكن لها طعم البلاستيك، قد تبدو بشكل جميل، لكن عند تذوقها، ليست محببة للأكل. ففي العام الماضي زرت إيطاليا للمساهمة في عرض لتحضير الحلويات، وكان جميع الحضور مركزاً على طرق التزيين تلك وإكساء الكيك. على الرغم من أننا كنا في إيطاليا، حيث المذاق الأصلي للحلويات، لكن حمى الجنون بتلك الطريقة من التزيين، جعل الجميع يذهبون لتسويق أدوات ومواد خاصة به، فلم أجد أحداً يبيع صينية واحدة جيدة الصنع لخبز الكيك! وكان هذا أمراً محزناً بالنسبة لي. وحتى في باريس الآن، بدأ الكثير من شيفات الحلويات الصغار التفنن بهذا النوع من الكيك!
وعن طبق الحلويات المفضل لديه أجاب: "أنا أحب التارتاتان هو طبق الحلو المفضل لدي، وهو ما أعده لأصحابي في البيت، كما أنني أفضل أي شيء مع الشكولاته، فكل شيء فيه شكولاه أحبه وأحب العمل عليه، لذلك كان أحد كتبي بعنوان "شوكولا".
المزيد:
سارا غوف مهندسة النكهات الخاصة للعسل