أصبح الكثير من معلمي ومعلمات المدرسة يشكون من وصول الأطفال إلى الفصل صباحا منهكين. ويعزو خبراء التربية جزءا كبيرا من تطور هذه الحالة إلى توفير التابلت أو الآيباد للأطفال، بالإضافة إلى الكمبيوتر المحمول الخفيف في غرفهم، وذلك بدافع توفير كل مستلزماتهم. ولكن ما يحدث أن هؤلاء الأطفال يظلون يقظين لساعة متأخرة ليلا وهم يلعبون أو يمارسون الدردشة مع أصدقائهم على حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي التي استقطبت الأطفال أيضا. ويقول الخبراء إن خطورة الاعتياد على التابلت أكثر من اللابتوب أو كمبيوتر المكتب، فهو جهاز سهل الإخفاء والحمل أينما كان الطفل، وهذا ينذر بالإدمان عليه والتضحية بكل النشاطات الأخرى المهمة كالرياضة وعزف الموسيقى واللعب في سبيل الجلوس لساعات طويلة أمام هذا الجهاز. وتقول إحدى الأمهات أنها تلقى الكثير من المتاعب فهي في كل مرة توصل صغيرها للسرير وتتمنى له ليلة سعيدة، لتكتشف في بعض المرات التي عادت فيها لتفقده أنه يلعب على التابلت منذ خمس أو ست ساعات بدلا من أن ينعم بنوم هادئ يهيئه للذهاب للمدرسة في النهار التالي. وتضيف هذه الأم إن معركة كبيرة تقع في كل مرة تحاول تخليص التابلت من يد ولدها وإبعاده لكي ينام، فهو يبدأ بالبكاء والصراخ ليلا مما يضطرها لإعادته إليه أو تعنيفه بشكل لا يروق لها ويشعرها بالذنب. فمالحل؟ من جانبهم يقول خبراء التربية إن على الوالدين التفكير كثيرا قبل شراء تابلت للطفل من الأساس. بل ومن الأفضل استبعاد الفكرة تماما، خاصة إذا كان لديهم لابتوب وكمبيوتر مكتب وتلفزيون في غرفة النوم أيضا. ومن الأفضل أن تقوم حرب حول التابلت والسماح باستخدامه لمدة محددة فقط في نهايات الأسبوع، بدلا من الدخول في محاولة علاج الطفل من الإدمان والارتباط بهذا الجهاز. ومن المظاهر المصحوبة بالتعلق بالجهاز، عدم القدرة على الجلوس مع العائلة من دون أن يكون الجهاز في يده. وفي حال إخفائه أو إبعاده يشعر الطفل بالقلق والامتعاض المستمر ويرجو الوالدين أن يبقياه "أونلاين". في هذه الحالة لا بد من الجلوس مع الطفل وبيان جمال الأمور التي تفوته وهو منحنٍ على التابلت. كما ينبغي إشراكه في نواد رياضية واجتماعية بعيدة كل البعد عن عالم الإنترنت. فكثرة التعلق بهذا العالم يضعف أداء الطفل مدرسيا ويجعل منه شخصية مهزوزة اجتماعيا. اقرأي أيضا: أفكار بسيطة لإبعاد طفلك عن الحلوى أنت وعائلتك في المطبخ: فطيرة بكريما جوز الهند كيف تواجهين الغيرة والتنافس بين أطفالك