التوحد هو اضطراب نمائي شامل يصيب الأطفال. و تظهر أعراضه في السنوات الثلاث الأولى. و لا يعرف مسبب التوحد حتى الآن إلى أن فرضيات كثيرة كان تدور حول مسبب هذا الاضطراب كدور المطاعيم في التسبب بالتوحد إلا أن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال قد فندت هذا الافتراض. و من العلماء من يرى أن مسبب التوحد جيني (وراثي) و بعضهم من يرى أن للتوحد مسببات بيئية. و يشترك الأطفال المصابون بالتوحد بالخصائص التالية و التي تعتبر المعايير الرئيسية الهامة في تشخيص اضطراب التوحد:
1- ضعف التواصل اللفظي و غير اللفظي
2- ضعف التفاعل الاجتماعي
3- محدودية الاهتمامات و الأنشطة و السلوكيات المتكررة.
و يقع اضطراب التوحد ضمن خمسة اضطرابات تعرف باسم اضطرابات طيف التوحد وهي :
1- اضطراب التوحد
متلازمة أسبيرغر -2
3- اضطراب الطفولة التراجعي
4- متلازمة ريت
5- الاضطراب النمائي الشامل غير المحدد
و يعاني جميع الأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد المذكورة أعلاه من مشاكل في النطق و اللغة بدرجات مختلفة باستثناء الأفراد المصابين بمتلازمة أسبيرغر حيث تعتبر الاضطرابات النطقية و اللغوية في هذه الفئة نادرة الحدوث.
و لكل طفل من الأطفال المصابين بالتوحد خصوصيته فقد تجد طفلاً يقضي الساعات و هو جالس في زاوية الغرفة يرتب المكعبات بشكل أفقي أو عامودي و منهم من يمضي وقتاً طويلاً يلف بعجلات السيارة. أما بالنسبة للمشكل النطقية و اللغوية الملحوظة على الأطفال المصابين بالتوحد فهي على النحو الآتي:
1- يتعلم الأطفال المصابون بالتوحد اللغة بمعدل بطيء فقد تجد طفلاً مصاباً بالتوحد و يبلغ من العمر خمس سنوات و حصيلته من المفردات لا تتعدى 25 مفردة. فذلك أقل من عدد المفردات التي يمتلكها طفل في الثانية من عمره.
2- يفضل الأطفال المصابون بالتوحد الأسماء أكثر من الأفعال
3- يفضل الأطفال المصابون بالتوحد الكلمات التي تمثل أسماء الأشياء أكثر من أسماء الأشخاص أو المفاهيم أو الكلمات التي تعبر عن العلاقات الإنسانية كالحب و الكره.
4- يكتسب الأطفال المصابون بالتوحد المفردات الصعبة مثل : البلوط, مربع أو مثلث بصورة أسهل من اكتساب الكلمات السهلة مثل : حب, كره, بيت, أخي, ماما
5- يظهر الأطفال المصابون بالتوحد بطئاً ملحوظاُ في تعلم المفردات التي تعبر عن المشاعر.
6- استعمال الأطفال المصابين بالتوحد للمفردات بسياق ضيق. فقد تجد الطفل يستخدم كلمة " كرة" للتعبير عن الكرة الزرقاء الصغيرة التي يلعب بها. أما لو رأى مثلاً كرة أخرى كبيرة حمراء فلن يطلق عليها تسمية "كرة" أيضاً.
7- المصاداة الكلامية: و يقصد بها إعادة ما تم سماعه, و تعتبر المصاداة سلوكاً شائعاُ بين فئة المصابين بالتوحد حيث يظهر هذا السلوك على 80% من الأطفال المصابين بالتوحد ذوي القدرات اللفظية. و يرى بعض الخبراء أن المصاداة ما هي إلا مجرد تقليد أوتوماتيكي (تلقائي) لما يتم سماعه و يرى بعض العلماء أن المصاداة هي محاولة من الفرد المصاب بالتوحد للتواصل, و يتضح هذا الافتراض من خلال المثال التالي و الذي يحدث في الحياة الواقعية, شخص يسأل طفلاً مصاباً بالتوحد : ماذا تريد؟ فيرد الطفل : ماذا تريد حلوى.
8- عكس الضمائر, حيث يخلط الأطفال المصابون بالتوحد بين ضمير المتكلم و ضمير المخاطب و ضمير الغائب و ضمير الجماعة. فقد يستخدم الطفل الضمير " أنا" للتعبير عن الشخص المخاطب.
9- يتحدث الأطفال المصابون بالتوحد باستخدام جمل قصيرة و بسيطة. و يميل أولئك الأطفال إلى حذف بعض الأدوات مثل حروف الجر و ظروف المكان و الزمان و ال التعريف.
10- الترتيب الخاطئ للكلمات في الجملة, كأن يقول الطفل : عصير أبي أنا. و يقصد بها: أنا أبي عصير(أنا أريد عصير)
11- يتباين الأطفال المصابون بالتوحد تبايناً واضحاً في قدراتهم العقلية و النطقية و اللغوية فمنهم من يمتلك ذكاءً خارقاً و منهم من يعاني تأخراً عقلياً و منهم من يستطيع تكوين العبارات و الجمل و منهم صامت تماماً لا ينتج أي صوت.
المزيد