3 بنات مصابات بالسرطان: صورة الألفة بين شريكات الألم
من المشاعر العصيبة والمعقدة، والتي يجد المرضى الراشدين صعوبة في التعامل معها، الشعور بالوحدة في المرض، وكأنك في عالم مؤلم لا مدخل ولا باب للآخرين الأصحاء منه، أنت في عزلة الألم. كيف يمكنك أن تشرح لهم بالضبط ماتحس به فعلا؟ وكيف يكون الحال إذا كان هذا المريض طفلا صغيرا لم يتعلم التعبير بعد! وكيف إذا كان هذا الطفل مريضا بمرض كالسرطان؟ الطفل الذي لا يستطيع أن يفهم معنى أن يكون عليلا، ولا يمكنه أن يفهم لماذا لا يستطيع اللعب والذهاب للروضة والمدرسة، ولا يفهم كيف وضع في هذه العزلة الكيماوية السريرية. فهو يبدأ في مرحلة مبكرة من حياتة بتجربة المعاناة، ويتعرض لجلسات الكيماوي التي تفقده حيويته وشعره وتضعه في محنة العمر منذ الطفولة.
من هنا، قامت المصورة الأميركية لورا سكانتلينغ بتصوير ثلاثة فتيات مصابات بالسرطان وتتراوح أعمارهن من ثلاثة إلى ستة أعوام، في محاولة منها الاقتراب من ألم هذا الفتيات، وتقريبهن أيضا من بعضهن، فهن شريكات في الألم وهن سيفهمن على بعضهن أكثر من غيرهن.
لقيت الصورة التي نشرتها المصورة على حسابها في الفيسبوك آلاف المعجبين وآلاف التعليقات والمشاركات، فهي تظهر الفتيات وقد خسرن شعرهن بسبب تعرضهن للعلاج الكيماوي. وتظهر الصغيرات الجميلات في الصورة وكل واحدة منهن تحتضن الأخرى بدفء وحنان شديد، وكأن كل واحدة منهن تقول للثانية: أنا أعرف وأفهم ماتشعرين به. وكان التعليق الذي وضعته المصورة على هذه اللقطة الرائعة يقول "أحيانا تأتي القوة حين تعرف أنك لست وحدك".
وعن فكرة هذه الصورة تقول سكاتلينغ "فكرت بها لأنني أردت فعل شيء يلمس عواطف البشر حول هذا الموضوع عبر الفيسبوك". وقد حصلت هذه الصورة حتى الآن على اكثر من أربعة ألاف إعجاب منذ أن نشرت على صفحتها في الخامس من إبريل (نيسان) الحالي.
أما عن تجربتها الشخصية مع المرض فتبين سكانتلينغ "زوج والدتي يعاني حاليا ويصارع في المرحلة الرابعة من سرطان الرئة، وصديقتي العزيزة فقدت طفلتها بعمر عام واحد من سرطان اللوكيميا، أردت أن أقول شيئا عن معاناتهم وأساعد في زيادة الوعي حول الموضوع ولو بصورة".
الفتيات في الصورة هن رالي على اليسار وعمرها ثلاثة أعوام، وقد وصلت إلى الآن إلى المرحلة الخامسة من سرطان الكلى. وريهان في المنتصف عمرها ستة أعوام وهي تعاني من سرطان الدماغ منذ عام ونصف، أما الثالثة على اليمين فهي إينسلي التي تعاني من اللوكيما.
وعن اللقاء بين الفتيات الثلاث توضح سكانتلينغ "الفتيات لم يكن يعرفن بعضهن قبل الصورة. ولكنهن حين التقين أول مرة وشاهدن أنهن يتشابهن من حيث خسارة الشعر تكون بينهن ذلك الرابط وتفاعلن سويا على الفور، وأكمل إطلالتهن هذه الملابس والربطة على الشعر والأجواء القديمة التي تحملها الصورة. وقد قررت عائلات الفتيات أن يظلوا على تواصل بعد انتهاء التصوير".
وعن أهمية تواصل الأطفال ممن يعانون من أمراض مشابهة، وأهمية تواصل عائلاتهم يبين خبراء التربية وعلم النفس أن ذلك يفيد في تبادل المعرفة وخبرات التجربة، على مستوى الأطفال ومن دون وعي منا نحن الكبار. وعلى مستوى الكبار أيضا، بقصد معرفة كيف يمكن أن يتكور المرض وبماذا سيمر الطفل وكيفية التعامل معه وردود الفعل المتوقعة. ويوصي الأخصائيون أن يقوم الأطباء المعالجون بتعريف أهالي الأطفال المرضى على بعضهم فهذا يساعد في تكوين شبكات تزيد من الوعي وتنشر الخبرة وتقوي من التعاطف بين من يعانون من نتائج هذه الحالات الصعبة، كما أنه يعطي الأمل ويقوي معنويات الجميع.
اقرأي أيضا:
بالفيديو: لبنانية مغتصبة وحبلى تواجه المجتمع برفقة والدها على التلفزيون
مراهق لبناني يضرب والدته في برنامج تلفزيوني مباشر