ماركيز يترك الحياة وحيدة بلا أجمل عشاقها
غادرنا الروائي الكولومبي الأشهر غابريل غارسيا ماركيز ليلة أمس عن 87 عاما. وكان ماركيز أدخل إلى المستشفى الأسبوع الماضي إثر التهاب في الرئة وخرج منها بعد ايام قليلة، حيث توفي بين ذويه وأحبته في منزله بمكسيكو سيتي في ساعة متأحرة من ليل البارحة. وهكذا يكون العالم قد فقد أحد أجمل الكتاب وأعظم الروائيين صاحب الروح الاستثنائية والقلم الغزير والكريم والمدهش.
أسعد ماركيز، الحاصل على نوبل للآداب سنة 1982، بلايين البشر حول العالم وكان صديقا لهم في عزلتهم التي لا تشبه العزلة التي كتب عنها في رائعته "100 عام من العزلة". وبذلك انضم "غابو"، كما يناديه محبوه، بإنتاجه الأدبي المختلف إلى قائمة أعظم الروائيين الذين كتبوا بالإسبانية منذ سيرفانتيس في القرن السابع عشر، وقدم روايات لا تنسى في ذاكرة البشرية من "الحب في زمن الكوليرا" و "خريف البطريرك" و ترجمت أعماله إلى 25 لغة في العالم.
ينتمي عالم كتابة ماركيز إلى مايسمى بالواقعية السحرية التي ميزت أدب أميركا الجنوبية، كتب عن الحياة وملأها في كتبه بالتفاصيل المدهشة والقصص المثيرة والحكايات الاستثنائية.
ومثل غيره من الروائيين المشاهير أمثال همنجواي ونورمان ميلر عمل ماركيز في الصحافة أيضا، وكتب مقالات جمعت في كتابين كانا من إصداراته التي لقيت نجاحا كبيرا أيضا.
عاش ماركيز مع جدع وجدته لأبيه بعد ان تركه والداه معهما وسافرا للعمل في مدينة بعيدة. وقد منحه الجد والجدة الكثير من مخزون السرد والحكايات والقصص الخرافية وتلك الواقعية والذكريات، وربيا فيه الحس الجميل بالتفاصيل والأمكنة والبشر.
عشق ماركيز ابنة الجيران التي عاد من أجلها بعد أن ترك كولومبيا لأسباب سياسية، عاد إليها سنة 1958 وتزوج من حب حياته مرسيدس بارخا وله منها ولدان. ولكنه عاد وترك كولومبيا مع عائلته في العام 1981 بعد أن لاحقته السلطات بتهمة دعم الثوار في تلك السنوات، ومنذ ذلك الوقت عاش ماركيز في مكسيكو سيتي التي توفي فيها ليلة امس.