ألم يكن بإمكان السعداوي خياطة مسخه بنفسه؟
تلقت رواية "فرانكشتاين في بغداد"، الفائزة بجائزة الرواية العربية البوكر الأسبوع الماضي، تهمة من النوع الذي يشكك في أصالة فكرتها وتفردها.
فقد غرد الروائي العراقي جمال حسين علي، صاحب "أموات بغداد"، على حسابه في تويتر قائلا: فكرة "فرانكشتاين في بغداد" تقوم وتستند بالأساس على فكرة روايتي "أموات بغداد" وهي: شخصية خلقتها من بقايا الجثث والأشلاء لتشكيل عراقي جديد!".
الغريب أن الروائي جمال لم يذكر هذا الأمر من قبل، رغم الوقت الطويل الذي مضى على إصدار الرواية، فهو لم يذكر الأمر إلا حين فازت. وأصبحت حديث الصحافة والناس وكأنه اختار اللحظة المناسبة ليأخذ هو الآخر حظا من هذه الشهرة.
و قبل أن يبدأ في الحديث عن التناص أو التلاص أو الاستعارة أو مهما كان اسم الحالة هنا، هنأ علي زميله الروائي أحمد السعداوي على حسابه مغردا " سعدت جدا بفوز رواية الصديق أحمد السعداوي "فرانكشتاين في بغداد" بجائزة بوكر العربية واعتبرت ذلك تتويجا وانتصارا للسرد العراقي لمائة عام"..
وبعد أن فند جمال استناد رواية السعداوي بشكل أساسي على روايته، نفى أن يكون اتهم السعداوي بالسرقة مبينا إنه فقط أراد أن يقول إن الفكرة الأساسية التي تستند عليها الرواية هي من صنيعه أصلا.
على أية حال يبدو الأمر طريفا حقا، فالرواية في الأساس تحمل اسما لرواية أخرى وهي عمل فرانكشتاين، وفكرة المسخ استخدمت كثيرا في الأدب. وربما لم يجد السعداوي ضرا في استعارة مسخ لزميل عراقي وأن يجعل منه "فرانكشتاين" جديد أيضا!
فخياطة إنسان من جثث بشرية هو أمر يميز عمل جمال السابق لعمل السعداوي، ويبدو أن الأخير أخذ الفكرة جاهزة وفصل عليها روايته، ولولا شخصية المسخ التي ابتكرها جمال لما حلقت رواية السعداوي وأخذت الأحداث مسارها فيها.
كان يمكن للسعداوي أن يصنع مسخه الخاص به، بطريقته هو، أليس هذا هو الإبداع؟ وأليس على الإبداع استحق الجائزة؟ وإذا كان السعداوي أخذ هذه الفكرة المختلفة أساسا واستخدمها، فكيف يمكننا أن نعرف أي أفكار أخرى أيضا استفاد منها لكتاب آخرين إن كان فعل، كيف نعرف أن باقي إبداعه من بنات أفكاره حقا؟
الكاتب السعداوي تجاهل كل تغريدات جمال وكأنها لم تكن، وتجاهل القراء أيضا فقد تحول تويتر وفيسبوك إلى تغريدات تتهم وأخرى تدافع.
بانتظار أن يعلق الكاتب وأن يقدم تفسيره للقراء، وهو حق لهم قبل أن يكون حقا للروائي جمال، وإن كان الأخير قد أخطأ وانتظر لحظة نجاح زمليه ليقول مالديه.
اقرأي أيضا:
“فرانكشتاين في بغداد” يروي الرعب العراقي ويفوز بالبوكر العربي
“كيفما فكرت فكر العكس” كتاب سيغير حياتك