أيمن الأعتر: لا أتمنّى المشاركة في "أراب آيدول" وعساف يُشبهني!
رغم الظروف التي حالت دون تحقيق الفنان الليبي أيمن الأعتر الكثير من طموحاته الفنية التي كانت متوقعة منه منذ مشاركته في برنامج "سوبر ستار" قبل عشر سنوات، الا أنّه ما زال حاضراً بقوة في أذهان محبّي صوته وأدائه. قبل عام، أصدر أغنية خليجية بعنوان "هلبا" وحالياً، ينكب على تصوير سينغل "يالعزيز" وستعرض خلال الأيام القليلة المقبلة.
"أنا زهرة" التقته في هذا الحوار:
حدثّنا عن جديدك؟
جديدي أغنية "يالعزيز" من كلمات يم، وألحان عبد الله المسلم وتوزيع هشام السكران. وهي تبث حالياً على عدد من الإذاعات العربية، وصوّرتها ككليب في لندن مع مخرج انكليزي. بدأ عرض البرومو على قناة "وناسة"، وسيبثّ حصرياً على" وناسة "ابتداءً من بعد غد الخميس، بالاضافة إلى ألبومي الخليجي الذي أصبح جاهزاً أخيراً.
* أيمن الأعتر، أين هو الآن؟ بمعنى أنك أصدرت قبل عام أغنية وفيديو لم يحدثا أي صدى. هل يعود ذلك إلى أنّك تعيش في لندن؟
أنا موجود، وانتهيت من ألبومي الثاني في مسيرتي، والأول كألبوم خليجي فقط. رغم جودة "هلبا" صوتياً ومرئياً، إلا أنّها لم تعرض سوى على قناتين فقط. وقد اتفقنا أن تبثّ حصرياً على قناة محددة مع حملة إعلانية كبيرة، لكن كلّ ذلك كان كلاماً فقط. لم تبث الأغنية الا صباحاً وليس في أوقات الذروة. وهناك أمور كثيرة يجب أن تفعلها كي يصل العمل إلى أكبر عدد من الناس، منها دفع مبالغ معينة للقنوات حتى تبثّه بشكل جيد. رغم ذلك، لم تلتزم هذه المحطات بما اتفقنا عليه وليس بيدي شيء أكثر مما فعلته. بالنسبة إلى البرامج، أنا بطبعي مقلّ وأفضل أن أظهر في برامج ذات إنتاج جيد.
• لا يخفى على أحد أنّ ما يسمّى الربيع العربي أثّر سلباً على الفن. هل أثّر عليك أيضاً؟
طبعاً، أثّر عليّ شخصياً وعلى الجميع بنسب متفاوتة. ونرى ذلك بوضوح عبر توجّه عدد كبير من المغنين الى تقديم البرامج أو لجان تحكيم برامج الهواة، وليس عيباً أن يبحث المطرب عن مصادر رزق متنوعة تناسب كل شخصية.
• أنت خرجت من برنامج مواهب هو "سوبر ستار". بعد مرور حوالي عشر سنوات على تجربتك، هل ترى أنّ برامج المواهب ذات جدوى؟
طبعاً، لا أنكر فضل برامج الهواة عليّ شخصياً وعلى معظم المواهب. لكن الكل يعرف أنّ شركات الإنتاج نادراً ما تنتج ألبومات وتوقّع عقوداً مع أصوات جديدة مهما كانت موهبتها كبيرة. لذلك، فبرامج الهواة هي السبيل الوحيد لإظهار الموهبة وإيصالها لكل الوطن العربي بطرق مختصرة. لكن للأسف ليست هناك خطط مدروسة لمعظم الهواة إزاء مرحلة ما بعد البرامج. هذا شيء صعب للمواهب الجديدة التي تفتقر إلى الخبرة، خصوصاً أنّ المجال الفني من أصعب المجالات لفنانين مخضرمين، فما بالك بمواهب جديدة لا تملك الخبرة، ولا إدارة الأعمال الصحيحة. لكن عموماً أنا مع برامج الهواة مئة في المئة.
* تابعت برامج الهواة الحالية وكنت تطلق تغريدات حولها. كيف ترى هذه البرامج اليوم؟ وهل اختلفت عن تجربة "سوبر ستار"؟
طبعاً اختلفت رغم كثرتها واعتياد الجمهور العربي عليها. لكنّ البرامج التي تعرض على "أم. بي. سي" حالياً هي التي تتمتع بالجودة والاحترافية. ما يميزها ويجعلها مفيدة للمواهب هو وجود فنانين نجوم يتمتعون بشهرة كبيرة كأعضاء في لجنة التحكيم، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تلعب دوراً كبيراً في إيصال البرامج وانتشار المشاركين أيضاً. والأهم أنّها تعرض على أهمّ محطة عربية وأكثرها مشاهدةً واحترافاً.
* هل أنت مع وجود فنانين في لجان تحكيم برامج الهواة؟
هي ظاهرة موجودة في كل العالم، من "أميريكان آيدول" إلى "ذا فويس". لكن أعتقد أحياناً أنّ التركيز يكون على نجوم لجان التحكيم أكثر من المشتركين في حين أنّ المشتركين هم السبب الأساسي ويفترض التركيز عليهم. مع ذلك، فمشاركة النجوم المشاهير في لجان التحكيم تساعد في إبراز البرامج أيضاً. أعتقد أنّها خلطة ذكية. نجوم كبار في برامج ذات انتاج ضخم ومواهب كبيرة.
* أي فنان كانت تعجبك آراؤه في برامج المواهب؟
لكل فنان رأي يختلف عن غيره. لكن أفضّل أن يتجرّد الفنان في لجنة التحكيم من نجوميته، فخوفه على جمهوره يؤثر أحياناً في المصداقية. أعتقد بأنّ أفضل فنان هو كاظم الساهر. من السهل تصديقه، خصوصاً أنّ بعض أفراد فريقه شاركوه حفلاته وقدّموا أغنيات معه وهذا شيء يحسب له. وهناك الفنانة أحلام التي أفهمها وأصدّقها أكثر من غيرها مع احترامي للجميع.
* لاحظنا أنّ المواهب الليبية غابت عن برامج الهواة، هل السبب هو الأوضاع السياسية أم غياب المواهب فعلاً؟
الوضع السياسي والأمني لا يسمح بذلك رغم توافر أصوات ليبية جيدة ومواهب كبيرة. وهناك للأسف نظرة المجتمع، فبعضهم لا يلقى دعم الأسرة والمحيط للمشاركة في هذه البرامج، عدا أنّ الليبيين لا يملكون النظرة الصحيحة وطموح الانتشار عربياً. في ليبيا، الفن ما زال للأسف في مراحل متأخرة جداً مقارنة بباقي الوطن العربي. لكنّ الوضع السياسي هو العامل الأكثر تأثيراً في امتناع المواهب الليبية عن المشاركة في هذه البرامج.
* ما هي الموهبة التي لفتتك في برامج الهواة الحالية؟
هناك مواهب كثيرة خصوصاً في "أراب آيدول" أبرزها محمد عساف الذي يعدّ أول صوت فلسطيني يجمع عليه الوطن العربي كله، وهو يذكّرني بمشاركتي في "سوبر ستار" لسبب ما.
* بعضهم ربط بينك وبين محمد عساف لناحية المعاناة للوصول والمشاركة في "سوبر ستار". ما زال الجميع يذكر قصتك ودموعك. هل ترى تشابهاً بينكما في هذه الناحية؟
لم أتكلم في هذا الموضوع رغم أنّ بعض المعجبين على تويتر أخبروني بأنّ محمد يذكّرهم بي. أنا شخصياً أحسست بهذا الشيء. شاركت في "سوبر ستار" حين كنت في الـ 23 من العمر أي في عمر عساف. كما سافرت إلى القاهرة للـ "أوديشن"، لكنّني وصلت متأخراً رغم محاولاتي لإقناع اللجنة بالمشاركة، وإعلامها بأني آت من ليبيا. بعدها، عدت الى ليبيا وسافرت الى سوريا وقُبلت مع كل ما شاهدتموه من دموع فرح. هذه المعاناة شبيهة بمعاناة محمد عساف في محاولته التقدّم للبرنامج. أنا من أكثر المعجبين بموهبته وسعيد بالنجاح الذي يلقاه.
* هل ترى أنّ محمد عساف حالة خاصة أم أنّه ظاهرة قد تنطفىء مستقبلاً؟
حالة خاصة لناحية الموهبة كما أنّه أوّل فنان فلسطيني يجمع عليه الكلّ من المحيط الى الخليج، وكان يعيش في فلسطين وليس خارجها لدى مشاركته في "أراب آيدول". أتمنى أن يستمر الدعم والاهتمام به، لأنّ الفنان يحتاج الـى ذلك، خصوصاً في البداية وهو الآن نجم كبير يستحق كلّ ما وصل اليه.
* هل كان أيمن الأعتر يتمنّى لو ظهر في "أراب آيدول"؟ وهل كنت تعتقد أنك كنت ستشكّل حالة خاصة لو شاركت فيه؟
لا أتمنى لأنّ كل شيء حدث ويحدث لأسباب. أنا سعيد جداً بكل ما حصل لي. لكن لا أحد ينكر أنّ أي برنامج يعرض على "أم. بي. سي" يلقى صدى كبيراً، خصوصاً برامج الهواة ذات الإنتاج الضخم. أعتقد بأنّي كنت سأشكّل حالة خاصة أيضاً لو كنت في "سوبر ستار".
* أيمن الأعتر غائب كلياً عن البرامج التلفزيونية، ما الذي يحول دون ظهورك في تلك البرامج؟
أعتقد أنّ الغياب لمدة طويلة عن تقديم أعمال جديدة سبب رئيس في عدم ظهوري في برامج كثيرة. مع ذلك، أتلقى عدداً من الدعوات إلى بعض البرامج. لكن بطبعي، لا أحبّ الظهور في حال عدم وجود أعمال جديدة لأتكلّم عنها. لكن في الفترة الأخيرة وتحديداً منذ إصدار "هلبا"، كانت هناك بعض الظروف التي منعتني من المشاركة. وهناك برامج يصعب المشاركة فيها إذا كنت لا تعرف أحداً في الانتاج أو الإعداد أو المقدمين. لا أقول بأنّها شللية وواسطة، لكنّ الموضوع يصبح أسهل في هذه الحالة. في معظم البرامج خصوصاً الضخمة، نرى الضيوف أنفسهم. وهذا الأمر نلاحظه بقوة في رمضان حيث الضيوف أنفسهم والأسئلة ذاتها. لا أتكلّم عن نفسي، بل هناك العديد من الفنانين المهمين ومن الجيد التنويع.
* من يدعم أيمن الأعتر اليوم؟ وكيف يرى مستقبله الفني؟
أهلي هم الداعم الأول، وأنا سعيد وفخور بتعاملي مع أشخاص مؤمنين بموهبتي ونعمل سوياً على إصدار ألبومات وأغنيات مصوّرة بعيداً عن شركات الانتاج. أنا انسان متفائل بطبعي، لا أفكّر في المستقبل كثيراً. لذلك أقول إنني أرى مستقبلي الفني مشرقاً.
* بين الطب والفن، هل سيصبح الطب مهنتك الأساسية والفن هواية؟
الفن هو هوايتي ومهنتي الآن ودوماً.
* يرى بعضهم أنّك شخصية خجولة، هل أنت كذلك؟ وهل على الفنان أن يكون خجولاً؟
أنا شخصية خجولة منذ صغري. تربّيت على احترام الآخرين وتقديرهم. لذلك يصعب أن أتعامل مع أحد بطريقة غير محترمة أو أغضب منه حتى إذا أخطأ تجاهي. أفضّل أن يكون الفنان على طبيعته، ليصل إلى الناس بشكل أسرع ويدخل قلوبهم بلا عناء.
شاهدي برومو "يالعزيز"