قبل أكثر من عقدين اقترح الباحثان ليونيد روزنبليت وفرانك كيل من جامعة ييل الأمريكية أنه، في الكثير من الحالات، يعتقد الناس أنهم يفهمون كيف تسير الأمور في حين أن فهمهم لذلك سطحي، في أحسن الأحوال. ويطلق على هذه الظاهرة "وهم الفهم العميق" . بدأ الباحثان في الطلب من المشاركين في الدراسة بأن يشرحوا كيف يفهمون بعض الأشياء العملية البسيطة. مثل تدفق الماء من خزان المراحيض أو عدادات السرعة في السيارات وماكينات الخياطة، ومن ثم اختبارهم بالإجابة على أسئلة حول تلك الأشياء. وكانت نتائج التجربة، إن هؤلاء لا يعرفون فعلا كيف تعمل هذه الأمور ولكنهم يتوهمون أنهم يفهمون طريقة عملها. ما يحدث، كما يقول العلماء، إننا نعتقد خطأ بأن لدينا فهما واسعا لهذا الأمر أو ذاك، لكن في الواقع لم يختبر أحد فهمنا هذا من قب ولم نختبر أنفسنا. والمثير للاهتمام أن بوسعنا أن نخفي عن أنفسنا مدى ضحالة فهمنا لتلك الأشياء. وقد أظهر بحث نشر العام الماضي عن "وهم الفهم" كيف يمكن استخدام هذا الأمر لفهم العلاقات والخلافات بين البشر. فهذه الظاهرة تنطبق على العلاقة الزوجية بقدر ما تنطبق على أي شيء آخر، الحقيقة إننا لانفعم بعضنا بالفعل، ولا نفهم السبب الحقيقي وراء بعض الخلافات، أو التي تقف خلف هذا القرار أوذاك. إننا نظن اننا نفهم، نتوهم الفهم. والدليل أنك لو جربت أن تحكي لنفسك بصوت عال كيف تفهمين أسباب خلافاتك مع زوجك، فإنك ستتلعثمين ولن تعرفي فعلا كيف تعبرين عنها. لذلك فإن أفضل طريقة هي أن تجلسي مع الشريك وأن يقول كل منكما كيف يفكر بهذا الخلاف أو ذاك. وأن تفكري جيدا بكلامه وتفهمي المعنى خلف المشاعر والقرارت والمواقف. أن تفهمي زوجك، وليس أن تتوهمي أنك تفهمينه. اقرأي أيضا: أربع خطايا مالية تخرب علاقتك الزوجية طريقة تهكمية للرد على سؤال: لماذا لم تتزوجي بعد؟ الأبيض هو كل الألوان