قصة واقعية: طلاق يستقبل بالزغاريد
القراء الأعزاء،
يرى الكثيرون أن الطلاق تجربة مريرة مليئة بالمشاكل والنزاعات، لكن يعتبرها البعض الآخر مناسبة تستحق إطلاق الزغاريد بل وإقامة الحفلات في أرقى الأماكن. ومسألة اليوم من هذا النوع العجيب، حيث أن الزوجة (خلود) ظلت تعاني 13 عاما مع زوجها من إهانة وتسفيه وتجريح وسوء معاملة. والحقيقة لم يلفت نظري تطليق الزوج لها بقدر ما لفت نظري هو تغير ملامحها كزوجة في أقل من ثانية، إذ انقلبت حالتها من كآبة وعبوس وخوف وقلق إلى نشاط وانطلاق وفرحة عارمة جعلتها تقف وتزغرد وكأنها عروس ليلة الزفاف وكأنها كانت بسجن مشدد وأفرج اليوم عنها، أو ظهرت براءتها فقلت لنفسي: ما حجم الأذى الذى ألحقه ذاك الزوج بها لدرجة أنها تفرح تلك الفرحة ؟ بل لم تستح أن تعبر عن تلك الفرحة بالزغاريد المتواصلة الطويلة، ماذا صنع هذا الرجل بها ؟ مؤكد أن الجرم كبير ...
وتذكرت حين كنا صغارا وكنا نرى بالأفلام العربية القديمة مشهد الزوجة التي يأتي إليها المحضر من المحكمة (المعلن) حين يسلمها ورقة الطلاق تقع على الأرض مغمى عليها من شدة الصدمة، أما اليوم فالنساء تزغرد بل ويقمن ما يسمى بحفلات الطلاق.
وليس هذا بالطبع من عاداتنا ولا قيمنا كمسلمين وعرب لكن عتابي ليس على من فرحت للطلاق أو أقامت احتفالا -رغم أنه تصرف مرفوض- بل إن عتابي لهذا الزوج الذي أوصل تلك المرأة لهذه المرحلة.
فأغلب هؤلاء المطلقات لم تكن الواحدة منهن تعاني فقط من الهجر أو الأذى أو الضرب بل تعانى من أنه يعلقها فلا يسمح بإعطائها الحق كزوجة ولا هو يطلقها بالمعروف بل يتركها كالمعلقة.
والبعض يطلب منها أن تخلع نفسها، وبلغ الحال ببعض الأزواج أنه يطلب منها دفع المال أو التنازل عن الأولاد من أجل تطليقها.
تقول صاحبة المسألة :لا تتعجب سعادة المستشار أنني أطلقت الزغرودة عندما تلفظ زوجي الآن بالطلاق وخرج، إن هذا الرجل كان وحشا كاسرا في صورة إنسان. لقد قطعني من أهلي وحرم حضورهم عندي فصبرت. أخذ راتبي طوال 13 سنة فصبرت ضربتي سبني فصبرت. لكن وصل الحال اليوم أنه يتفاخر بالخيانة أمامي وأمام أولاده حتى أصابني بأمراض بالرحم. طلبت منه الطلاق من 4 سنوات فبهدلني بالمحاكم ساومني على سيارتي فأعطيته السيارة ليطلقني فضحك علي وخدعني كان لدي شقة بمصر فتنازلت عنها ليطلقني فلم يفعل، وكل مرة كان يأتي أمام القاضي فيبكي ويمثل عليهم جميعا فترفض دعوى الطلاق.
تفنن في إيذائي طوال تلك السنين ولم يطلقني اليوم إلا بعد أن دفعت له 50 ألف درهم مقابل طلاقي و تنازلي عن كافة حقوقي لكنه اتفق معي على ألا أذكر هذا أمامكم وإلا تراجع عن الطلاق.هل عرفتم الآن يا سيدي لماذا فرحت وزغردت؟ إنني أشعر بولادتي من جديد أحس بالتنفس بعنق لأول مرة من 13 سنة أشعر بأن كنت في سجن كبير تحررت اليوم منه، وحسبنا الله ونعم الوكيل .
اقرأي أيضا:
طيور الفرودس..أجمل وأغرب الطيور في العالم
سعودي يجتمع بوالدته بعد 30 سنة فراق