الأزرق الإسلامي لصحون البورسالين بالأزرق والأبيض
تُعرض حالياً في معرض "100 قطعة تحكي تاريخ العالم" المقام حالياً في جزيرة السعديات، مجموعة ثمينة من الصحون والأدوات المنزلية التاريخية التي تعود للحقبة بين 900-1400 ميلادية، وتتميز هذه المجموعة بصحون فاخرة ومزهريات من الخزف الصيني البورسالين الذي يقتصر على اللونين الأزرق والأبيض، وهي مزخرفة بأشكال طبيعية ورسوم دقيقة.
هذه المجموعة تميزت بصناعتها ذات الحرفية العالية والتي تدخل في حساباتها علوم الكيمياء والفيزياء المتطورة بالإضافة إلى الحس الفني الذي يحسب للحرفيين الصينين في ذلك الزمن، ويعد الخزف الأزرق والأبيض أحد أهم البضائع الفاخرة في تاريخ العالم، وكان يصدر في عهد حكم المغوليين للصين إلى منطقة الشرق الأوسط وبلاد المسلمين في ذلك الحين.
وعُرف هذا اللون أيضاً على قطع السيراميك المزخرفة التي كانت تكسي المساجد والعتبات المقدسة التاريخية في بلدان مثل إيران والعراق وتركيا وسوريا ومصر، حيث تُخلط صبغة الكوبالت الأزرق مع الزجاج أو الرمل لتلوين الفخار ومن ثم فخره في أفران لها درجات عالية جداً تصل إلى 2000 سيليزية لمدة 12 ساعة للحصول على الطبقة الزجاجية اللامعة على البورسالين.
ويعرف اللون الأزرق الذي أستخدم في تزجيج الخزف بأنه مادة الكوبالت الأزرق، وهي مستخرجة من مناجم تقع في إيران، وكان يتم تصديرها إلى الصين، ليتم إستخدامها في تلوين الخزف ويعاد إستيرادها إلى البلاد الإسلامية التي كانت تفضل هذا النوع من الخزف. وعُرف هذا اللون باللغة الصينية فيما بعد بإسم "هوي هوي" ومعناه "الأزرق الإسلامي". وكان أهل يوان في الصين من التجار الماهرين الذين يتمتعون ببصيرة تدرك الفرص التجارية، وقد تاجروا عبر البر والبحر لإيصال تلك الفخاريات إلى مناطقنا في جنوب وجنوب شرق آسيا.
وتميزت القطع المعروضة بالمعرض بجمالية نقوشها المتناظرة، والتي نُقشت على جهتي الصحون من الخلف والأمام، ويعتقد أنه كانت تستخدم منزلياً لدى الأسر الحاكمة والعوائل الميسورة في الإستخدام المنزلي أو للزينة.
ويجدر الإشارة أنه تم تنظيم ورشات عمل للأطفال مستوحاة من تاريخ وجمالية هذه القطع، حيث عملوا على تصميم أشكالهم وزخارفهم الخاصة على الصحون بإستخدام ألوان السيراميك الخاصة.
المزيد:
جداريات السيراميك لوحات خارجية محمية
كيف تعلقين صحون الديكور؟
مصابيح الموزاييك التركية تعكس نور رمضان