القراء الأعزاء،
أحب أن أقدم لكم خالص التهاني بحلول شهر الخير والبر شهرب القرب والطاعات اللهم أدمه علينا أعواما بعد أعوام وبعد :
يقف أحدنا متعجبا تارة ومفتخرا تارة بهذا الشهر الكريم، متعجبا بما فيه من خيرات وطاعات وأداء جماعي للعبادات لا يتحقق في غيره من الشهور فالأسرة كلها صائمة والعائلة الكبيرة كلها صائمة والمجتمع كله صائم والكل يفطر بوقت واحد ودعاء واحد مما يضفى روحا حلوة رقيقة على الجميع صغارا وكبارا ومفتخرا من جانب أخر بهذه الرخص الربانية التي منحها الرحمن لنا نحن المسلمين، فالله لا يريد بفرض الصوم علينا تعذيبنا وتجويعنا بل هو جعله لنا منهج تربية وتدريب روحي وجسدي ونفسي فريد لُخص في قوله عليه الصلاة والسلام : ( صوموا تصحوا ) لكنه في الوقت نفسه أعطى أصحاب الأعذار الحق في الفطر أو ما يسمى بالرخص أي السماح لهم بعدم الصوم، وتلك الرخص بمثابة هدية من الرحمن الرحيم بمعنى أنه لا ينبغي ردها أو الإستغناء عنها لأنها ممن؟ من ربك وخالقك جل في علاه، تخيل لو أن ملكا أو رئيسا أو شيخا أهداك هدية هل ينفع أن تردها وترفض قبولها ؟ بالطبع لا ، ولله المثل الأعلى فهو يحب إذا أهدى عبده هدية أن يقبلها العبد منه لأنه الرب وأنت المربوب وهو الخالق وأنت مخلوق .
لذا نهيب بأمهاتنا وأبائنا المرضى كبار السن الممنوعين من الصوم نقول لهم : لقد سقط الفرض عنكم والله لا يريدكم أن تهلكوا أنفسكم، فأفطروا ما دامت الرخصة موجودة بسبب مرض أو حمل أو سفر أو غيرها من الأسباب وإذا كنتم تظنون أن صومكم مع وجود المرض والعذر يفرح الله به فأنتم عفوا مخطئون وواهمون لأن الحديث يقول : ( إن الله يحب أن تؤتى رخصه) يعني فرحة الله بكم في قبول هديته لكم.
وقد يسأل سائل: ما هي تلك الرخص ومن يرخص لهم بالإفطار في رمضان ؟ والجواب في السطور التالية:
الذين يرخص لهم بالإفطار في رمضان هم أهل الأعذار الشرعية وهم:
أولاً: المسافر سفرًا يجوز فيه قصر الصلاة بأن يبلغ ثمانين كيلو فأكثر.
ثانيًا: المريض الذي يلحقه مشقة إذا صام أو يسبب تضاعف المرض عليه أو تأخر البرء فهذا يرخص له في الإفطار.
ثالثًا: الحائض والنفساء لا يجوز لهما الصيام في حال الحيض والنفاس ويحرم عليهما الصيام وكذلك الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما أو خافتا على ولديهما أبيح لهما الإفطار. وكذلك المريض مرضًا مزمنًا لا يُرجى له شفاء وكذلك الكبير الهرم. كل هؤلاء من أهل الأعذار الذين رخص لهم المشرع بالإفطار ومنهم من يؤمر بالقضاء كالمسافر والمريض مرضًا يرجى شفاؤه والحائض والنفساء والحامل والمرضع كل هؤلاء يجب عليهم القضاء لقوله تعالى{فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [سورة البقرة : آية 184.].
أما من لم يستطع القضاء ويعجز عنه عجزًا مستمرًا كالكبير الهرم والمريض المزمن فهذان ليس عليهما قضاء وإنما يطعمان عن كل يوم مسكينًا لقوله تعالى{وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [سورة البقرة: آية 184.].
اقرأي أيضا: