قصة واقعية: منعوها من التعليم فأصبحت قاضية
مسألة اليوم تبرز مدى ما عند المرأة العربية من طاقات جبارة وقدرات خلاقة على النجاح وإثبات الذات. إنها قصة فتاة كافحت من أجل ان تتعلم وحاربت وتحدت وتعرضت لضغوط لا يصدقها عقل، وحرمت من إكمال دراستها سنوات متقطعة وهي تصمم على أن تكون او لا تكون.
وبتوفيق من الله نجحت في تحدي كل العقبات. لكن تابعوا لتعرفوا ما هي تلك العقبات لأن هذه القصة بحق تستحق ان تعرفها كل فتاة عربية لتوقن أنه بالصبر والإصرار يلين لك الحديد وتذلل لك الصعاب .
تقول فاطمة: ولدت ونشأت بين سبعة من الأخوة 3 أولاد و4 بنات كلهم لم يكمل تعليمه، خاصة البنات. ربما وصلن للسنة الأولى الثانوي على الأكثر ثم تزوجن. وكنت الوحيدة بينهن التي لم أكتف بهذا القدر من التعليم فحاولت مع إخوتي لكنهم رفضوا، فطلبت من شيخ قبيلتنا ليحاول إقناعهم بأن أكمل الثانوية العامة وكان حلما وبعد معاناة شديدة وافقوا ثم طلبت منه التدخل مرة أخرى لأكمل تعليمي الجامعي وفي السنة الثانية تقدم لي العريس وتزوجت.
رفض الزوج إكمال تعليمي رغم وعوده لأهلي و ظللت 4 سنوات منقطعة عن دراستي لحرصي على البيت والأسرة، رأيت ان ذلك حق الزوج وأن علي سماع كلامه رغم الغصة التي كنت اجدها من منعي من تحقيق هذا الحلم، لكني صبرت وظل بداخلي الدافع للدراسة لكن زوجي مثل أخي الأكبر كان لديه اعتقاد ككثير من الأزواج أن الزوجة إذا صعدت في سلم التعليم ستغتر بنفسها وتكبر رأسها كما يقولون. فاستسلمت للقدر وصبرت على هذه العقبة حتى جاء اليوم الذي وقعت فيه خلافات بين أهلي وأهله وطلقت بلا ذنب لي ولم يرحم الزوج أن لدي منه طفل عمره سنة وظلمني بالطلاق فلما عدت لبيت أهلي زاد التشديد على كمطلقة. قلت لهم : أريد أكمل تعليمي فكان الاعتراض والمنع لمدة سنتين فصار ابتعادي عن إكمال الجامعة 6 سنوات كاملة. وبعد ان تعرض أخي لبعض المشاكل بحياته الخاصة فوجئت انه وافق على إكمالي للتعليم قائلا : لقد ظلمتك بهذه تصرفات واقتنعت اليوم بانه لابد ان تكملي دراستك.
وبعد عامين من الدراسة والالتحاق بالماجيستير أرجعني زوجي بعقد ومهر جديد لتبدأ حرب جديدة على مشوار العلم، فمنعني من إكمال الماجستير مرة أخرى، فصبرت عام أخر ولكنه عاد وطلقني لأسباب تافهة. وظننت أن الطلاق سيكسر عزيمتي وبكيت وبكيت لكنني لم أعلم أن القدر جعل من هذا الطلاق بابا واسعا للتفرغ للدراسة.
أصيب مطلقي بمرض شديد وعلى إثره أعطاني الطفلين في حضانتي واستمر بدفع نفقة قليلة عشت بها وصبرت واستأنفت طموحاتي. وخلال عامين انتهيت من دراسة الماجستر وأحضر الآن للدكتوراه بعد أن اختاروني من بين 7000 متقدم لأكون في أعلى المناصب القضائية بدولتي. وصار يفتخر بي إخوتي الذكور الذي حاربوني من قبل. صاروا يفتخرون بأن لهم أختا مثلي وافتخرت بي عائلتي. وها أنا أخبر قصتي لأعلم بنات عصرنا أنه بالصبر والاجتهاد والإخلاص ستصلين للعلا .
آلا بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد
اقرأي أيضا:
قصة واقعية: طلاق يستقبل بالزغاريد
طيور الفردوس أجمل وأغرب الطيور في العالم