أعزائي القراء، لقد باتت ظاهرة التحرش تعج بها الصحف والمجلات والبرامج التليفزيونية وأغلبها كان يدور حول تحرش بعض الغرباء بأبنائنا وبناتنا، لكن المثير للدهشة أن تسمع عن تحرش بعض المحارم بمحارمهم فهذا أمر يحمل الأباء عبء أكبر فى حماية أبنائهم وبناتهم . جاءت الزوجة "منال" تشتكى أن زوجها يترك الحبل على الغارب عندما يطلب أحد أقاربه مبيت ابنتي أو ابني عنده، وتزيد أنها ترفض بشدة "فيختلف معى زوجى حتى ينتهى الأمر ببياتهم يوم أو يومين عند عمهم أو خالهم. وكنت أذكر زوجى بأن ابنتنا البالغة من العمر خمسة عشر عام جميلة وملفتة للنظر فلا يصح تركها تبيت ولو ساعة خارج البيت فكان يرد على قائلا : بطلي تخلف". ومرت الأيام حتى جاء اليوم الذي رأيت فيه ابنتى جالسة في حجرتها حزينة يبدو عليها القلق والحيرة. فلما سألتها عن سبب حزنها وعزلتها اكتشفت أنها تمر باكتئاب نفسي شديد، حيث أنها صارحتنى بأمر لم أتوقعه ولكن كنت أحترز منه. حيث أخبرتنى بأن أخي (خالها ) يتحرش بها منذ شهرين عندما كانت تبيت عنده، وقالت ابنتى بأنها كانت خائفة أن تتكلم أولا : لذهولها من تصرف خالها. وثانيا : لخوفها أن نكذبها فكيف أواجه هذه المأساة وهل افضح أخي عند زوجى أما أفضح ابنتي عند عائلتي ؟ الجواب : إنها مأساة حقاً يا سيدتى أن يأتي التحرش من المحارم وإذا لم يجد أولادنا الأمان مع العم والخال فمن يحميهم إذن وبافتراض أن الأب والأم قد ماتا بأي سبب من الأسباب فمن سيحميهم بعد وفاتهم إلا العم والخال . لقد أخطأ زوجك في ترك الأمور في مبيت الأبناء خارج البيت. ولا يعنى ذلك أننا نفقد الثقة بكل المحارم لكن القصص الواقعية المأساوية تفرض علينا اليوم الحذر والحيطة، حتى فى مبيت الأخ مع أخته فى غرفة واحدة. فقد جاء في الحديث الشريف : (علموا أولادكم الصلاة لسبع وأضربوهم عليها لعشر) ثم قال ( وفرقوا بينهم في المضاجع) فهي كلمات وتعليمات لو طبقتها الأسرة وصارت عليها الأمه لقل الفساد ودحرت الفتن. فكم من قضايا رأينا فيها خراب ضمائر بعض المحارم مما يستوجب علينا كآباء أن نشدد الحرص ونزيد الأنتباه لتفادى المخاطر المتوقعة . وليس ما قلناه تشدد في التعامل والتربية بل هو ضرورة اجتماعية أملاها علينا واقع مرير . اقرأي أيضا: كيف تساعدين صديقتك المعنفة؟ قصة واقعية: زوجي ملأ البيت بأعمال السحر