قصة واقعية: هل يعوض الأولاد عن جفاء الزوج؟
أشرف العسال
خلق الله عز وجل المرأة والرجل ليكون كل منهما سكنا للأخر يأنس بها وتأنس به يحبها وتحبه ، يحتويها وتحتويه ، هذا هو الأصل في الحياة الزوجية ،وقد تصيب الحياة الزوجية بعض القلاقل والمتاعب لكنها تحل بالصبر والتغاضي ويبقى الحب بلسما للجراح بين الزوجين وتظل العشرة والأيام الحلوة محفزا للإستمرار وبقاء الأسرة وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم:( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا احب منها آخر) وبغير وجود هذا الحب والمودة والرحمة لن يتحمل أي طرف مطبات الحياة الزوجية ومشاكلها .
كثرت في هذه الأيام الحالات التي نسمع فيها الزوجين أحدهما او كلاهما عند حدوث خلافات. يقول : أنا عايش وبس عشان الأولاد ...أو ...احنا عايشين مع بعض نربي العيال وبس ...أو... اللي ربطنا عيالنا وغير كده كنا اطلقنا من زمان ...وغيرها من العبارات المحبطة والمدمرة.
ومن خلال هذه العبارات تدرك مدى الجفاء الذي سيلحق مثل تلك العلاقات الزوجية والأسرية .بالله عليك أي حياة هذه التي يعيشها الزوجين فقط من أجل الأبناء إنها حياة مهددة بأي لحظة بالدمار والانفصال لأن كل منهما يكون متربصا للأخر متصيدا أي خطأ ليجده مبررا للإنفعال والشجار وارتفاع الأصوات ويكون سبب المشكلة الرئيس هو فقدان الحب في القلوب والجفاء المتربع على عرش الحياة الزوجية.
وتتعدد في تلك الحالات صور الخلافات فتجد الزوجين مختلفين على طريقة تربية الأبناء ..مختلفين على أولويات الحياة الأسرية مختلفين على راتب الزوجة ومصروف البيت ...مختلفين على صلة رحم أهل كل طرف فهى ترفض التواصل مع أهله وهو كذلك مع اهلها والسبب أن كل منهما لا يحمل حبا في قلبه للطرف الأخر فبالتالي لن يحب ولن يقدر ولن يحترم كل من يمت لهذا الطرف بصلة سواء أمه او إخوانه أو أقاربه وأصدقاؤه..
إن فكرة استمرار الزواج من اجل الأبناء وفقط قد انتهى بكثير من العلاقات الزوجية بالتخاصم والتقاضي في أروقة المحاكم وهذا ما ذكرته صاحبة مسألة اليوم السيدة(ع) حيث قالت : عشت معه 23 عاما نربي الأولاد حتى تخرج بعضهم وتزوج الأخرون ولذلك جئت اطلب الطلاق لأني من البداية كان يسمعني تلك الكلمات ( أنا عايش معاك عشان الأولاد وبس) هجرني نفسيا وعاطفيا حتى العلاقة الحميمية كانت كل شهر مرة ثم كل 4 أشهر ثم بالسنة مرة ودون إحساس او مشاعر لأنني صرت لا أحبه كما بادلني هو نفس الشعور بالبغض والجفاء حتى انتهينا لطلب الطلاق بالمحكمة وهو يرفض لمجرد إنه البنت الصغرى ما انتهت بعد من دراستها الجامعية بمعنى اخر أنا لا أهمه بل ما يهمه مصلحة الأبناء والمظهر الاجتماعي لوجود زوجة وام فقط تعمل خادمة للجميع وليست زوجة .
وبالنهاية أعزائي القراء تم الطلاق بينهما رغم كل المحاولات لإصلاحهما لكن كما قيل (لا يصلح العطار ما أفسد الدهر) لأنهما تجافيا من البداية وكبرت فجوة الجفاء يوما بعد يوم رغم وجود النية الحسنة بينهما وهي العيش من اجل الأبناء.
لكني أقول لمن يعيش بهذه الحالة وهم كثر اليوم هذا خطأ كبير لابد من علاجه من اليوم، ولا يجب ان تستمر الحياة تحت مظلة هذه الشعارات الخادعة التي باطنها الرحمة وظاهرها العذاب .
أيها الزوج وايتها الزوجة الفاضلة يجب أن تعيدا بناء جسور الحب بينكما بشتى الطرق وبكل الوسائل فهو الوحيد والوحيد وحده على تحملكما لبعضكما والغفران لبعضكما والتضحية لبعضكما وصدقوني والله لن يتربى الأبناء تربية سوية بين أبوين يعيشان كآلات صماء في البيوت لا إحساس ولا مشاعر ولا حب ..إن الطفل من صغره يرتضع الحب من خلال رؤيته لتآلف الأبوين وحنانهما على بعضهما أولا قبل حنانهما على ابنائهما.
أعرفتم أيها الزوجان الآن اهمية إعادة منظومة الحب بينكما ؟
إنه إكسير الحياة الزوجية إنه بلسم لكل الجراح مهما قست الأيام وتعثرت شؤون الأسرة قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).
اقرأي أيضا:
زوجتي لا تملأ عيني رغم جمالها
مواقف طريفة للأطفال