قصة واقعية: زوجي كذاب..ماذا أفعل؟
إن الكذب حبله قصير مهما بعدنا لا نجد سوى سراب في ذلك العالم الذي يسمى كذبا. ومصيره الذبول والانهيار مثل الجليد، إذا انهار في لحظة ورب كلمة صادقة بسيطة تكفينا وتغنينا الى بر الامان مهما كانت، افضل من قصة كاذبة مليئة بالسرد والمغامرات الجميلة وتؤدي بنا الى الغرق والخوف وربما الحرمان.
هل تساءلنا ونحن نقف على اعتاب حقيقة ما في حياتنا مندهشين، لماذا نكذب؟ وهل نحن مضطرين للكذب على أزواجنا و أولادنا ؟
ما الأسباب التي تدفع أحد الزوجين للكذب على الأخر ؟ وما اثر الكذب على الطرف الأخر ؟ و هل المرأة تحب من يكذب عليها؟أم تفقد الثقة به ؟
جلست الزوجة "رنا" تلملم دمعتها وتحاول إيقافها لكنها لم تستطع وهى تقول: خلاص ما عدت أتحمل كذبه عليّ ..في كل شيء يكذب..إذا ذهب لوالدته يكذب ويقول لي كنت بالدوام. وإذا أراد السفر للتنزه مع أصحابه كذب وقال : لدى مهمة تابعة لعملي ..وإذا حكى عن مشاكلنا لأهلي كذب وادعى على أشياء لم تقع مني ..وهكذا حياتي معه كذب في كذب ... وأخيرا وجدت برسائل الموبايل الخاص به رسالة كلها كلمات غزل فيه فسألته عن صاحبة الرسالة فقال : هذه أختي ( رباب) البالغة من العمر 16 عاما أرادت تغازلني لتغيظك فقلت له : هذه ليس رقم اختك فرد هذا رقم جديد اشترته من يومين .. طبعا ما صدقته وتشاجرت معه وتركت له البيت وجلست عند أهلي وأنا أريد الطلاق .. لكن في الحقيقة بعد أسبوع اتصلت لاكتشف ان الرقم فعلا رقم أخته ..لكني مع ذلك أريد الطلاق لأني صح وهو على غلط..أليس كذلك حضرة المستشار؟
الجواب:
سألت رنا بعد ان هدأت : ولماذا يكذب عليك ؟ هل كذبه كان منذ بداية زواجكما؟ قالت: لا ..قلت لها : ومتى بدأ يزداد كذبه عليك ؟ قالت : عندما كنت أكثر عليه بالأسئلة حول زيارة أهله وخاصة أمه وأخته الكبيرة التي لا تحبني وتتمنى طلاقي .
ومن هنا بدأت أدرك أين المشكلة.
أنا أسلم بأن هناك بعض الأزواج الكذب يجرى في دمهم بداع وبدون داع لأنه تربى عليه وتعود ان يخون ويخدع، لأنها تركيبته النفسية وضعفه الإيمان يدفعه لذلك مما يحول الحياة لجحيم لا يطاق ويفقد الزوجة الثقة فيه . لكن هناك نوعا آخر من الأزواج صادق من البداية مع زوجته وحياته كتاب مفتوح أمامها، يصارح زوجته بكل شيء يحدث معه كبر ام صغر ،وهذا النوع من الأزواج غالبا ليس له أصدقاء كثر إلا زوجته وغالبا بار بأهله .. وزوج "رنا" من هذا النوع من الأزواج فهو كان صادق معها من البداية لكنه مع الأسف تحول في نظرها لزوج غشاش وكذاب ..لمجرد ان اخفى عليها زياراته المتكررة برا بوالدته وإخوته .
والسؤال بكل حيادية من السبب والدافع الرئيس لهذا التحول في مصداقية الزوج ؟ أقولها بكل صراحة ..إنك أنت السبب أيتها الزوجة الفاضلة ..
فالزوج قد جرب مع رنا - كما ذكرت- الصدق والصراحة عندما يزور والدته وأخواته لكنها كانت تختلق المشاكل معه غيرة من أهله وتشعره بأنه يهتم بهم أكثر. بل وتتهمه بقولها: ( انت طيب وهما واكلين فلوسك وعقلك وضاحكين عليك ) وأرادت إقناعه بأنهم يتمنون طلاقها ..
فماذا يفعل الزوج تجاه تلك المشاكل المتكررة وحفاظا على بيت بنفس الوقت حفاظا على صلته للرحم ؟ قد يضطر حينها إلى اللجوء للكذب .. وليس هذا عذرا ولا أقول أن ما فعله صحيح ولكني أحلل الفعل وردة الفعل من الطرفين فقط .
لذلك أقول لكل زوجة تتعامل بذاك المنطق المعوج: لا تعاقبي زوجك على صراحته وصدقه وإلا سيكون بيوم من الأيام أكبر كذاب بالعالم ليس مع كل الناس بل معك انت بالذات وانت وحدك لأن المشكلة أنك تضعينه في صراع بين إرضائك وإرضاء اهله .
وبنفس الوقت نقول لكل زوج لا تتحجج بمشاكل البيت لتخرج وتسافر وتترك المشكلة دون حل جذري وتهرب من بيتك إن ذلك التصرف سيعقد المسألة اكبر وأكثر .. اجلس معها، أفهمها أنك لا تريد المشاكل وأن برك بأهلك لا يتعارض مع حبك لها و اهتمامك بها وبأسرتك الصغيرة. .
أرجو من كل زوجين أن يعيشا بصراحة تامة، حتى وإن كانت الصراحة ستؤلمنا أحيانا. لكنه أفضل بكثير وأقل ألما من الإحساس بالخداع والغش والكذب من شريك الحياة.
اقرأي أيضا:
وصف ابنتك بالبدينة يزيد وزنها
طريقة تحبب الأطفال في الطعام الصحي