المتزلجة الإماراتية زهرة لاري: حظيت بمساندة بلدي لمشواري
فتاة إماراتية شابة ذات 19 ربيعاً، بدأت مشورها الاحترافي صدفة على إحدى حلبات التزلج الجليدية المغلقة التي تنتشر بكثرة في النوادي الرياضية والمراكز التجارية في دولة الإمارات المتحدة.
في عمر الثانية عشر حولت هواية التزلج على الجليد حياتها من مجرد هاوية إلى متسابقة محترفة قادمة من بلد صحراوي. لتمثله كمتزلجة فنية محترفة في أشهر البطولات العالمية، وتنافس بشدة وتتفوق أحياناً على غيرها من المتسابقات القادمات من بلاد الثلج، وأخيراً ليتم اختيارها كسفيرة لمركز تسوق الغاليريا على جزيرة المارية بأبوظبي للتوعية بمرض سرطان الثدي كرياضية محترفة.
وعلى الرغم من بداية زهرة لاري المتأخرة نسبياً في مجال الإحتراف، وهي بعمر 12 عاماً، في حين في العادة تبدأ المحترفات مشوارهن بعمر 3 و4 سنوات، فقد تمكنت من بلوغ مراكز متقدمة في بطولات عالمية شاركت فيها في إيطاليا (2012) كأول مشاركة دولية لها، ومن ثم في كل من هنغاريا وكوريا (2013) وأخيراً في سلوفاكيا (2014).
وفي حوار خاص بأنا زهرة أخبرتنا بأنها دخلت مجال الاحتراف هذا من بعد أن أنتبهت عليها مدربتها "نويمي بيدو" وهي تتمرن بعمر 12 عاماً على حلبة تزلج مدينة زايد الرياضية، وقد وجدت لديها مهارة وإماكنيات خاصة وشجعتها على الإستمرار بالتمرين أكثر، ومن بعد ذلك الإحتراف، وهي الآن تتمرن بشكل مكثف من 6 إلى 7 أيام أسبوعياً، بمعدل 4 ساعات على الثلج، وساعتين خارجه. ويشرف على تدريبها مدربها الحالي جولد كراكاز، حيث حصلت على دعم وتمويل من قبل أكاديمية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بشكل رسمي لتمثل الإمارات في البطولات الدولية، هذا بالإضافة إلى أنها طالبة جامعية تدرس "البيئة والصحة" في جامعة أبوظبي.
وتضيف عن طبيعة تنافس بطولات التزلج الفني: "يعتمد الأمر على قياس السرعة والدوران والقفز وكذلك الحركات الفنية بشكل فردي." وقد واجهت زهرة في بادئ الأمر بعض الصعوبات الاجتماعية في الداخل والخارج، حيث أنتقد بعض أفراد المجتمع ممارستها هذه الرياضة الجريئة، بينما كان الحجاب أمراً غير معتاداً في المشاركات الدولية. ومع ذلك تقول زهرة: "على الرغم من كل الصعوبات، إلا أنني حظيت بمساندة بلدي ودعمه لمواصلة مشواري والنجاح فيه، ذلك أن قيادتنا تشجع النساء على ممارسة الرياضة".
وبفعل مثابرتها تمكنت زهرة من إحراز المركز الأول في إحدى المسابقات في هنغاريا، وعلى الرغم من حدوث إصابة لها بظهرها السنة الماضية، فقد عملت على تلافيها بالتمرين المستمر لمواصلة مشوارها. وعن هذا الأمر سألناها إن كانت تشجع الأطفال على ممارسة هذه الرياضة، وهل تجدها خطرة بالنسبة لهم كما يعتقد بعض الآباء، أجابت: "في رياضة التزلج على الجليد، كان أول تمرين تعلمناه هو كيف نقع وكيف نقوم لنقف من بعد أن نقع، لذا فإن هنالك العديد من الطرق الآمنة لتعليم الأطفال هذه الرياضة الممتعة."
ويجدر الإشارة إلى أنه تم إختيار المتزلجة الفنية زهرة لاري كسفيرة لمركز تسوق الغاليريا على جزيرة الماريا للتوعية بمرض سرطان الثدي، وتوفير الدعم اللازم لهذه القضية لدى المجتمع الحلي، حيث عملت مع السفيرتين الأخرتين المصممة الفنانة أشواق عبد الله، ومديرة قسم الضيافة الغاليريا على مقابلة الناس يوم 24 أكتوبر من أجل تعريفهم إلى هذه القضية وكيفية تلافي الإصابة بهذا المرض باتباع أسلوب الحياة الصحي بالتوجه نحو ممارسة الرياضة بشكل مستمر، حيث كانت زهرة لاري أفضل مثال لتشجيع السيدات على اتباع هذا النظام الصحي.
اقرأي أيضا:
جائزة الامتياز لبدور الرقباني مؤسسة مشروع كلماتي
في مهرجان أبو ظبي السينمائي ..الجمهور عاوز سلفي