" أنا غير مقتنع بمراتي" جملة بدأت تتكرر كثيراً هذه الأيام من بعض الأزواج. يقول أحدهم: زميلتي بالعمل تتكلم بأسلوب أرقى بكثير من أسلوب زوجتي، لذا أنا مش مقتنع بمراتي. ويقول آخر: تفكير ابنة عمي أرقى من تفكير زوجتي لذا أنا لست مقتنع بعقلية زوجتي. ويقول آخر: طريقتها في اللبس غير مقنعة، وتسمع تعليقات مثلها كثيرة وكلها تدل على أن البعض بدأ يقارن بين زوجته وغيرها مقارنة غير منصفة، حيث أنه حكم على غيرها بالأناقة واللباقة لأنه يراها خارج بيتها وربما لو رآها ببيتها لسمع الأصوات العالية واللسان الطويل ورأى الوجه الخالي من المكياج وكأنها "عفريت العلبة". مع الأسف نحن نحكم على المظاهر وصار عند بعض الأزواج بل والزوجات عدم قناعة وتبطر على شريك الحياة ونسى البعض أن زوجته من الطبيعي أن تكون إنسانة طبيعية ببيتها صحيح أنها يجب أن تتزين وتهتم لكن يجب التغاضي عن بعض القصور، أحيانا بسبب كثرة الأبناء أو تشتتها بين عملها وحاجات بيتها لأنها تساعدك براتبها، أنسيت ذلك؟ ثم نحن بشر لسنا ملائكة أما من تراهم أيها الزوج الفاضل بالخارج ليست هذه هي حقيقتهم، فالمرأة خارج البيت قد تجامل وقد تظهر الرقة في التعامل مع الناس ولا يشترط أن يكون نفس الشخص بالخارج هو نفسه بالداخل فالناس صناديق مغلقة. ورحم الله سيدنا عمر عندما قال لرجل سمع زوجة عمر تعاتبه وتجادله. قال سيدنا عمر مبررا لصبره عليها :"إنها ربة البيت وأم العيال تعد الطعام وتنظف البيت وتغسل ثوبي وتهتم بأولادي " . تقول الزوجة سلوى: أتعبني نفسيا بسبب تلك الكلمة " أنا ما عدت مقتنع بك" حاولت يا سيدي أن أعرف ما هو الشيء الذي لا يقنعه في فلم يخبرني، قمت بعمل عملية ربط للمعدة لأبدو نحيفة كما يريد قمت بالذهاب للصالونات أسبوعيا لأجهز نفسي له دوما لأعجبه قمت بالاشتراك بالنادي لأحافظ على رشاقتي، دوما بيتي معطر نظيف فيه جو رومانسي، أحضر الهدايا له بالمناسبات وبغير المناسبات ولكن كل ذلك دون جدوى ..لأكتشف بالنهاية أني قصرت فقط في أن أقبله عندما يعود من دوامه وفي أني لا أضع يدي على شعره عندما نكون بالسيارة. فضحكت من كلامها وقلت لها : أتمزحين ؟ قالت: لا هذه هي الحقيقة التي اعترف بها حيث ذكر بأن زميلته بالعمل تحكي بأنها تفعل ذلك مع زوجها وتصف أوان الحب والغرام بينهما مما جعل زوجي يعتبرني غير مقنعة له . الجواب : اسمح لي ان أقول بأن من يقارن بهذه الصورة إنسان جاحد بنعمة ربه وقليل الخبرة بالحياة، لأنك حسب ما قلت وذكرت لم تقصري بشيء وكان أولى به أن يعلمك يرشدك لما يحب ولا يأخذ موقف الاتهام بالتقصير لك كما فعل، إن هذه المقارنة سخيفة ولا محل لها من الإعراب وليست الناس بمظاهرهم فكم من زوجة تدعى السعادة وهي أتعس الناس وكم من زوج يعيش بجحيم لكنه يظهر غير ذلك لأسباب نفسية عديدة . أنصحك بأن تستمري على ما تقدميه من عطاء نفسي وعاطفي ويوما ما سيفيق وتعلمه الأيام وجامعة الحياة بأن نحمد الله على ما بين يدينا من نعمة وصدق الله تعالى إذ يقول: ? لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ?. اقرأي أيضاً: عرف أنني بكر لكني أصر على الطلاق إيرلندا..جزيرة الزمرد