قصة واقعية: الزواج بالغصب مازال دارجاً
ما زال لليوم نجد الديكتاتورية والجبروت من بعض الآباء هؤلاء الذين يجبرون بناتهم على الزواج ممن لا تحبه ولم تره ولا حتى في الرؤية الشرعية التي أقر بها الدين والشريعة.
ويقول لها الأب: ستتزوجينه غصب عنك أما يكفيك رؤية صورته؟ هذا كان حديث والد صاحبة المسألة الفتاة (ص). يحدث هذا ونحن في القرن الحادي والعشرون وما زالت تلك العقليات المتحجرة تعيش بيننا وتتحكم بلا عقل ولا منطق ولا شرع. وإذا سئل أحد هؤلاء المتسلطين قال لك: "إحنا البنت عندنا ما لها رأي" ونسي هذا المسكين أن خير البشر أعطى الحق للفتاة المسلمة في قبول الزواج من عدمه.
اتصلت الفتاة(ص) باكية تسأل: هل عليها ذنب إن انتحرت لو صمم أباها على العرس بعد غد؟
فقلت لها: الانتحار حرام ومن فعله دخل النار ولا ينفعه شيء أبداً.
قالت: فما الحل إذن وأبي يريد أن يزوجني غصب عني بحجة أننا أربع بنات، ويريد التخلص منا بالزواج ومن لا تطيعه سيتبرأ منها. وهددني بأنني لو تزوجت ثم طلبت الطلاق فسوف يرميني في الشارع ويتبرأ مني بالمحكمة. لقد تعبت سيدي وكرهت نفسي وأظلمت حياتي فأنا فتاة جامعية لكنني أعيش في قهر اجتماعي وديكتاتورية رهيبة والله إني أخشى على نفسي الوقوع في الفاحشة لأني فعلا بدأت أكلم شباب بالتليفون فقط تنفيثا عما بداخلي من كبت لكوني أريد الزواج بمن أستريح له ولو بالنظرة الشرعية مرة أو مرتين. لكن أتزوج بمن لم أره إلا عن طريق صورة فوتوغرافية فتلك كارثة كبيرة دلني على حل ياسيدي هل أهرب؟ هل أنتحر؟ هل أطلب الطلاق من زوجي بعد العقد؟
الجواب: ابنتي وأختي الغالية بالطبع قد يأثم والدك إن لم يأخذ رأيك بزواجك> ولكن ابنتي الغالية إياك من هذا التفكير السلبي فلا الحل في انتحار ولا الحل في هروب من بيت أبيك إنما الحل يكمن في توسلك إلى الله والدعاء وبعدها فكري في إدخال أحد المقربين الكبار من العائلة لمنع أبيك من وأد حياتك وقتل مشاعرك. استعيني بوالدتك فالأم غالبا صديقة ابنتها لتحاول أن تقنع والدك ان يأخذ برأيك فهذا زواج وحياة أبدية وليست قطعة ملابس سأشتريها ثم سأتركها، ثم استعيني بإخوتك عليه ليقنعوه فعسى أن يستجيب. تجرأي قليلا بكل أدب وقولي له بعد استئذانه بالكلام : "سوف أطيعك يا أبي لكني أحملك كل مكروه اعاني منه اليوم وغدا وكما أمرت بطاعتك فأنت مأمور بالرحمة بي خاصة أنني ابنتك " قوليها له وعلى الله التكال ولا تخشي سطوته حتى تقيمي عليه الحجة أمام الله.
واستعيني بقراءة سورة يس وسورة يوسف في قيام الليل والدعاء المتواصل والصدقة بنية الفرج وتيسير الأمور.
أخيرا إن قدر لك زواجا فلا تحكمي على زوجك بالفشل أو تظهري الكره له انتظري لتري طباعه فربما تكتشفين أنه من الصالحين أو المقبولين لقلبك.
اقرأي أيضا:
بنات يضعن المكياج لأمهاتهن
قصة واقعية: مطلقات مخلصات