كولومبيا: قرية يصاب كل أهلها بالجنون في سن الأربعين
انتشر داء الجنون كالوباء بين سكان قرية يارومال في كولومبيا التي يبلغ سكانها خمسة آلاف نسمة.
وتبدأ أعراض الجنون بالظهور ما أن يبلغ عمر المرء أربعين عاماً. ويتطور تدريجياً بحيث أن أغلب سكان القرية يصلون لعمر الـ47 عاماً وقد فقدوا عقلهم تماماً، ومحيت من رؤوسهم أغلب الذكريات وصاروا يقومون بأفعال غريبة الأطوار وتتملكهم الاستيهامات والهلوسات، فيما يعيش النصف الآخر من سكان القرية أمام هذه المشاهد في حالة دائمة من الفزع خوفا من انتقال المرض لهم.
ويعتقد الكولومبيون أن هناك شجرة حل عليها سحر كاهن ظُلم قبل 300 عام، وصارت تصيب كل من يلمسها بالجنون، ويستخدمون مفردة الـ"لابوبيرا" La Bobera، في وصف كل من لمس الشجرة فأصابه مس من الجنون.
وفي الوقت الذي يتداول فيه سكان القرية الشائعات والأساطير عن سبب الإصابة بالمرض، تمكن الأطباء قبل 28 عاماً من تفسير سبب تفشي الجنون بين سكان القرية، وألقوا باللوم على العادات التي جعلت سكان القرية يتزاوجون من بعضهم البعض وهم الذين ينحدرون من عائلة واحدة، بحيث أن طفرة جينية حدثت قبل حوالي 300 عام عند أحد الأشخاص، جعلته ينقلها لأبنائه ومن ثم انتشرت بين سكان القرية، سماها العلماء باسم طفرة "بيسا" Paisa، وهو الاسم الذي يطلقه على أنفسهم السكان الأصليين للقرية.