قصة واقعية: تنازلي وأطلقك
القراء الأعزاء،
لقد غاب عن كثير من أزواج اليوم المعنى الحقيقي للقوامة، فالكثيرون يفهمون القوامة أنها الأمر والنهي والضرب والصراخ وتسلّط الرأي على الزوجة، ومنعها من الحوار أو النقاش.
ولو نظرنا لحياة سيد الخلق وخير زوج عرفته الإنسانية لوجدنا سيرته العطرة تشهد له أنه كزوج ما ضرب يوماً، ولا قبّح زوجة ولا أهان زوجة أو حملها ما لا تطيق.
يدخل عليه السلام على عائشة رضى الله عنها يريد الوضوء فلما وجدها نائمة حمل الماء لنفسه وتوضأ بهدوء وبصوت خافت حتى لا يزعجها في نومها. لم يصادر يوماً رأيا لزوجة بل كان يستشير زوجاته وقد يجادلنه في بعض الأمور فيستمع ويأخذ ويعطي . هذا هو المعنى الحقيقي للقوامة في ديننا.
أعجب كل العجب من رجال أهانوا زوجاتهم قولا وفعلا فصبرت وصبرت، فلما فاض بها وطالبته بالطلاق ساومها على التنازل عن حقوقها مقابل الطلاق، فبعد الضرب والإهانة وصبر السنين يستخسر فيها حتى مكافأة نهاية الخدمة كما يقال.
وقصة اليوم للزوجة خير شاهد على وجود هؤلاء الأصناف من الأزواج الذين يساومون الضعيفات من الزوجات على حقوقهن، بل وصل الحال أن طلب منها التنازل عن حضانة أبنائهما الثلاثة - ليس حباً في الأبناء فهو غير متحمل لمسئولياتهم بتاتاً - بل لكي لا يدفع نفقة لهم كما أمر الشرع الحنيف.
وأنا أتساءل: هل من الرجولة أن يتصرف الزوج هكذا؟ هل يدري كل من يساوم زوجته على حقوقها بعد الطلاق أنه يأكل ببطنه سُحتاً حال أرغمها على التنازل عن حقوقها.
إن الشركات والمؤسسات تعطي لمن ينهى خدماته من الموظفين ما يسمى بمكافأة نهاية الخدمة، ألا يحق لزوجتك ام أبنائك تلك المكافأة بنهاية حياتها معك وهي التي ربت وحملت وأرضعت وصبرت ؟ ألا تستحق ؟
تقول الزوجة: لقد فضل زوجي أن ينفق أكثر من 60000 درهم على المحامين والقضايا بالمحاكم حتى لا يعطيني حقوقي التي لا تتعدى 20000 درهم لماذا ؟ كيداً فيّ وعناداً؟ ولا يعلم أنه بذلك قد سقط من عيني وللأبد. ولو كنت أفكر لحظة أرجع له فبعد هذه الحرب على لا يمكن أحس معه بعد ذلك بالأمان .
القراء الأعزاء... ما أروع الزوج الذي إن أحس استحالة العشرة بينه وبين زوجته أن يفترقا بالمعروف ولو تحمل هو مادياً، فإن الله سيعوضه لا محالة.
أيها الرجال والأزواج: إياكم وأكل حق اثنين الزوجة واليتيم لأن عقوبة ذلك الإثم تعجل بالدنيا قبل الآخرة.
اقرأي أيضاً:
قصة واقعية: حرمني من الإنجاب ولم يحرمني ربي
أغرب فواكه في العالم