قصة واقعية: مازلت صبية وزوجي هجرني منذ أربع سنوات
القراء الأعزاء،
الزواج سنة وفطرة ربانية من أهم عوامل بقائه هو وجود العلاقة الحميمية بين الزوجين (المعاشرة)، لكننا مع الأسف نجد اليوم من الأزواج من يستهين بهذا الأمر، ويعتقد بأن سكوت الزوجة معناه أنه موضوع هين وليس بالمهم عندها ما دامت لا تشتكي ولا يشغل بالها. حتى تنقضي الشهور بل والسنوات والزوج بغرفة والزوجة بغرفة لا يمسها لا يعاشرها تاركا النار تحت الرماد.
وسؤالي هنا: لماذا يستقل بعض الرجال بهذا الحق الشرعي للزوجة؟
والجواب نجده في كلام الزوجة (ل) حين ذكرت بأن زوجها لم يقصر بالنفقة عليها أو على طفلهما. ولم يقصر في احترامه لها واحترام اهلها، لكنه لم يعاشرها من 4 سنوات بتاتا ولم يمسها.
تقول : كنت أسكت عن حقي الشرعي لكي لا أجرحه ولأنه موفر لي كل ما أحتاجه إلا (المعاشرة) وكلما فتحت هذا الموضوع معه قال لي : أنا أحبك لكني نفسيا أخاف أقترب منك حتى لا أفشل مثل كل مرة ولا أريد ان اجرحك او أهين نفسي.
وأحيانا يقول: أنا مقصر فيك لكن ليس بيدي وليس الحل أننا نفترق ونضيع ابننا . وإلى هنا وفي كل مرة كنت اسكت ولمدة 4 سنوات حتى صرت أحس بإهانة داخلية.
صرت أشك في نفسي، في شكلي، في جسمي. وبدأت أضعف نفسيا وأبكي لأن قطار العمر يمضي بي وكم من مرة يعتصرني الآسى حين أسمع بعض القريبات أو الصديقات وهي تحكي عن حياتها الخاصة مع زوجها وأشعر باليتم الجنسي نعم أشعر باليتم والحرمان رغم أن عمري لم يتجاوز 26 عاما.
سألنا الزوج: وهل تعالجت ؟ قال: انا سليم تماما حسب الفحوص لكنهم وصفوا لي أدوية مقوية جنسيا وأنا اخاف أتعود عليها او تضرني وتترك آثار جانبية .
قلت له: تحديد ذلك الضرر أو النفع يكون من الطبيب المختص وليس بتقديرك أنت، وخوفك من استعمال الدواء ليس بعذر، يجب العودة للطبيب لتحديد نوع دواء يعطيك القدرة على الجماع، وفي نفس الوقت لا يكون له آثار جانبية. وإلا لو ظل الحال على ما هو عليه فالافتراق بينكما حق لها شرعا لوجود ضرر نفسي، ولأن في انعدام وجود الحق الشرعي انت تعرض زوجتك للفتنة. إلا لو كانت الزوجة راضية بهذا الوضع وتريد أن تكمل حياتها متنازلة عن ذاك الحق. فالأمر يرجع لتقديرها هي لنفسها ولقدرتها على التحمل ونحن نتمنى لكما الاستمرار لأنه من الواضح أنها تحبك وأنت تحبها لكن لا تتركها غارقة في هذا الهم النفسي.
وبعد حوار طويل مع الزوج تبين ان الزوج لا يصلي وتصيبه حالة الضعف الجنسي فقط عندما يقترب من زوجته، فتشككت كمتخصص في الدراسات الشرعية ان الرجل ربما يحتاج لأن يقرأ القرآن بكثرة ويحصن نفسه بالأدعية النبوية اللازمة ويذهب للعمرة ويحافظ على صلاته فيكون التحصن بالقرآن مع العلاج الطبي محققا لنتيجة رائعة لأن الشريعة أثبتت ان هناك ما يسمى بسحر التفريق بين الأزواج ( الربط) وهذا وارد في قوله تعالى بسورة البقرة:"فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ? وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ? وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ? وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ? وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ? لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" من الآية(102)سورة البقرة.
يقول صاحب تفسير الجلالين في تفسير الآيات : "فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه" بأن يبغض كلا إلى الآخر. وسبب التفرق بين الزوجين بالسحر ما يخيل إلى الرجل أو المرأة من الآخر من سوء منظر أو خلق أو نحو ذلك أو عقد أو بغضه أو نحو ذلك من الأسباب المقتضية للفرقة.
اقتنع الزوج تماما بهذا التوجيه العلمي والشرعي وعزم ووعد زوجته بأن يخرجا للذهاب للطبيب مرة اخرى للأخذ بالأسباب الطبية، ثم الحفاظ على صلاته وتحصين نفسه بالقرآن أخذا بالأسباب الشرعية، وعسى الله ان يحدث بعد ذلك امرا.
وهنا تراجعت الزوجة عن طلب الطلاق ووعدت ان تقف بجواره حتى تحل تلك العقدة قائلة: أنا صبرت لأني أحبه واريد بيتي وأسرتي ووالله لليوم ما عرف احد من أهله او اهلي او حتى أصدقائنا عنا شيئا لأن هذا زوجي وانا ستر عليه وهو ستر علي .
انظري أيتها القارئة العزيزة لأخر كلمة قالتها الزوجة ( هو ستر لي وانا ستر له ) فهلا نتعلم أن تكوني سترا له ويكون سترا لك...