فنانون يلونون مستشفيات الأطفال..ماذا لو فعلنا مثلهم؟
من أصعب الأمور التي نراها في حياتنا مشاهدة طفل مريض، يكفي أن تذهبي في زيارة إلى مستشفى سرطان الأطفال مثلاً حتى تشعري بسوداوية العالم.
لكن المستشفيات أيضا أماكن مرعبة بما فيها من رائحة وإبر وأجهزة وعنابر طويلة، فما بالك إذا ان الطفل هو من يشعر بكل ذلك، ستصبح المستشفى حكاية مرعبة يعيشها كل لحظة.
لهذا ابتكر فنانون بريطانيون طريقة لتجميل المشفى بأن ملؤوه بالرسوم المبهجة والشخصيات المحببة لدى الأطفال.
ولم يبق شيئ من جدران المشفى إلى المكاتب وحتى الأسرة والطاولات والستائر، كلها ملونة وفاقعة وحلوة ومسلية تبعد شبح الصمت والمرض الذي نحسه عادة في المستشفيات.
هذا مافعله هؤلاء الفنانون في المستشفى الملكي للاطفال في لندن، فحولوه إلى مكان يشبه مدن الألعاب. ولونوا الطوابق كلها وزينوها لتلهية الأطفال عن أوجاعهم وجلب الابتسامة إلى وجوههم وتحويل المكان من كئيب إلى مرح.
لو أن الفنانين في بلادنا يفكرون بأمر مماثل، فمعظم مستشفيات الأطفال تبدو لهم كأنها المكان الذي يحرمون فيه تماما من المتع ويسلبون مرح وبهجة وألوان الطفولة.
وتشير دراسات كثيرة إلى أن المكان والألوان تؤثر كثيرا في نفسية المريض، فما بالك إذا كان طفلاً.
يشار إلى أن المشافي تختار اللونين الأبيض والأزرق عادة لأنهما لونان يساعدان على تهدئة الأعصاب والشعور بالسكينة والطمأنينة ، ولكن هذا في حالة الكبار أما الصغار فيحتاجون ما يبقيهم على صلة بعالم الطفولة لديهم.
حبذا لو يفكر الفنانون في بلادنا بهكذا أفطار طوعية خلاقة وإنسانية.