ما العمل طفلي يعاني من التأتأة؟
التأتأة هي إحدى اضطرابات الطلاقة الكلامية يقصد بها عدم القدرة على انتاج الكلام بسهولة و انسابية و يطلق على التأتأة أيضاً تسمية " التلعثم" و يتصف الأشخاص المصابون بالتأتأة بقيامهم بعدد من السلوكيات أثناء كلامهم مثل :
- تكرار جزء من الكلمة , كأن يقول الشخص : أأأأريد الذذذهاب
- تكرار الكلمات : كأن يقول الشخص : اسمي اسمي محمد
- تكرار العبارات مثل : أريد الذهاب أريد الذهاب إلى السوق
- إطالة الأصوات مثل : أريد الذهاب إلى السسسسسسوق. حيث يمد الشخص الصوت بصورة ملحوظة للسامع.
- إضافة أصوات أو مقاطع أو كلمات أو عبارات و يطلق عليها اسم " الحشوات" كأن يكثر الشخص من قول : آآآ , ممم, فاهم علي؟. و كأنه يتردد في الدخول إلى الموضوع.
- التوقف في منتصف الكلام, حيث تبدو بعض الكلمات مجزأة , فإذا أراد أن يقول : مستشفى, فإنه يقولها كما يلي : مس(وقفة)تشفى.
كما يصاحب التأتأة عدد من السلوكيات مثل :
الشد العضلي في عضلات الوجه، عبوس الشخص لحظة التلعثم، تحريك اليدين و القدمين بصورة مستمر أثناء الحديث، تحريك رمش العينين بصورة سريعة، النقر على الطاولة أثناء محاولة اخراج الكلام لحظة تعسره، التهرب من المواقف التي يحتمل أن يتلعثم فيها كالتحدث امام مجموعة كبيرة من الناس كإلقاء خطاب أو كلمة أو التحدث أمام الكاميرا، تجنب الكلمات الصعبة و التي تكون احتمالية التلعثم فيها عالية.
1-الطرق السيكولوجية : و يقصد بها استخدام العلاج النفسي و التحليل النفسي و الإرشاد النفسي في علاج التأتأة. و في الواقع, لا توجد دراسات علمية توثق فعالية التحليل و العلاج النفسي في في علاج التأتأة. حيث تركز هذه العلاج على مشاعر و أحاسيس الشخص و صراعاته النفسية بشكل كبير. حيث لا يقوم المختصون الذي يتبعون هذه الطرق في علاج التأتأة بتدريب الشخص المصاب بهذا الاضطراب أية مهارات كلامية. فبعد الانتهاء من العلاج النفسي, لا يتوقف المريض عن التأتأة, فهو لم يتعلم بعد كيفية التحدث بطلاقة.
أما الإرشاد فهو جزء من علاج جميع اضطرابات النطق و اللغة .و يشمل الارشاد تحدث المعالج المختص مع المريض عن المشكلة و مناقشته بها و التحدث معه عن الخيارات العلاجية المتوفرة و عن فرص الشخص في التحسن. حيث يعرف الإرشاد على أنه استخدام طرق سيكولوجية في علاج المشكلة أو تخفيفها. أما في علاج التأتأة, فيعرف الإرشاد على أنه استخدام الطرق السيكولوجية في علاج التأتأة و ليس من أجل التحدث مع المريض لتزويد بالمعلومات.
و يعتقد بعض خبراء أمراض الكلام و اللغة مثل الخبير الأمريكي الدكتور هيدج أن الإرشاد قد يكون فعالاً إن استخدم مع طرق علاجية أخرى.
2- تعليم التأتأة السهلة أو الطليقة :
و يتضمن هذا الأسلوب العلاجي تخفيف الشد العضلي و التعابير الوجهية الغريبة للمتكلم أثناء الحديث بالإضافة إلى حركات اليدين و القدمين و السلوكيات غير الطبيعية الأخرى. كما قام فان ريبر بتدريب الأشخاص المصابين بالتأتاة على إعادة الكلام و إطالته بسهولة و دون جهد. كما يعتبر الإرشاد و العلاج النفسي جزءاً من عملية العلاج. حيث يعتقد فان ريبر بضرورة تعديل الاتجاهات السلبية لدى الشخص المصاب بالتأتأة.
3- تعليم الكلام الطليق: و يطلق على هذا الأسلوب أيضاً اسم " تشكيل الطلاقة". و يشمل هذا الأسلوب العلاجي تدريب الشخص المصاب بالتأتأة على المهارات الأساسية الضرورية للطلاقة الكلامية. و هي التدريب على التنفس و بدء الكلام بهدوء و تخفيف معدل الكلام و التلامس الناعم لأعضاء النطق.
4- طرق أخرى : و من الطرق الأخرى في علاج التأتأة أسلوب توقف ثم تكلم و تتميز هذه الطريقة في عدم اللجوء إلى تخفيف معدل الكلام لدى الشخص حيث لا يطلب منه أن يتحدث ببطء. و يقصد بهذه الطريقة أن يتوقف الشخص لبرهة من الوقت حينما يتلعثم في الكلام و يعاود الكلام من جديد. و قد ينبه الاختصاصي الشخص المتدرب للتوقف عن الكلام من خلال إشاحة النظر عنه حينما يتلعثم أو قد يقول له " توقف". و تسهم هذه الطريقة في تخفيف التأتاة دون التأثير على معدل (سرعة) الكلام. و من الأساليب العلاجية المتبعة في علاج التأتأة تكلفة الاستجابة (الغرامة) و الذي يقصد به حصول الشخص على مكافأة حينما ينتج كلاماً طليقاً و تسحب المكافأة حينما يتلعثم و من هنا جاءت التسمية. و في نهاية الجلسة يقوم الشخص المتدرب باستبدال المكافات التي حصل عليها بهدية صغيرة. و يعتبر هذا الأسلوب العلاجي ناجحاً جداً مع الأطفال الصغار المصابين بالتأتأة. و تعتبر هذه الطريقة أيضاً من الطرق التي تخفف التأتأة دون التأثير على معدل (سرعة) الكلام.
5- العلاج باستخدام الأجهزة : و من هذه الأجهزة جهاز التغذية الراجعة السمعية المتأخرة Delayed Auditory Feedback و هو عبارة عن سماعة يرتديها الشخص في أذنه تمكن الشخص من سماع كلامه بشكل متأخر قليلاً و لكن بشكل طبيعي حيث يمكن له سماع صوته دون تلعثم. و لهذا الأسلوب فعالية كبيرة في العلاج و من سلبياته الكلفة العالية حيث تصل كلفة بعض الأنواع إلى 5000 دولار. كما يتوفر هذا الجهاز كتطبيق حاسوبي خاص بالحواسيب اللوحية.