تفاقم ظاهرة تنازل المطلقات عن أولادهن
القراء الأعزاء،
أغلب قضايا الأحوال الشخصية بين المطلقين لوقت قريب كانت تدور حول تمسك المطلقة (الأم) بحضانة الأبناء ولكونها أُمَّا كان لا يسمح لها قلبها وعواطفها أن تترك أولادها ليتربوا مع زوجة أب أو حتى مع الأب من دون وجودها كأم ، وكنا نرى بعض الأمهات المطلقات قد تتنازل عن حقوقها وجزء من نفقة الأبناء أو عن النفقة كلها من أجل شئ واحد وهو أن تبقى الحضانة عندها بدافع الأمومة والحب والحنان.
ولكنى لا أدرى ما الذى قلب الموازين اليوم حين نرى تكرار ظاهرة تنازل كثير من الأمهات بعد الطلاق عن حضانة الأبناء وقد يكون هؤلاء المحضونين بنات يحتجن لرعاية الأم وحضانتها لهن.
تساءلت وسألت بعض الحالات عن سبب تنازلهن عن الحضانة فكانت الإجابات كالتالي :
قالت إحدى المطلقات: لقد تنازلت عن أبنائي لأني أعمل وعندي مركز اجتماعي كبير يصعب الاستغناء عنه ولا أستطيع أن أترك عملى وأتفرغ لهم .
وقالت أخرى: إننى لا أستطيع القيام بتربيتهم ومن بداية زواجي عودني زوجي انه هو الذى يتحمل مسئولياتهم ولم أتعود أن أحمل المسئولية وحدي لذلك تنازلت عنهم .
وقالت أخرى: تنازلت عن الحضانة لأبيهم عناداً فيه وتنكيلا به بعد زواجه بأخرى وتطليقه لي حتى لا يهنأ بالحياة مع زوجته الجديدة .
وقالت أخرى تنازلت عن الحضانة لأنه لا يعطيني ما يكفيني للنفقة عليهم .
وكان رد المطلقة الأم: تنازلت عن بناتي لأعيش حياتي ... فمن حقي أن أتزوج رجل يعوضني عن الأيام وسنين العذاب التى عشتها مع زوجي الأول ومهما أعطيت للبنات فعمري سيضيع ولن ينفعنى البنات وربما أخذهن طليقي بعدما يكبروا فماذا سيبقى لى ؟ فكما عاش هو حياته أريد انا أيضا ان اعيش حياتي والبنات سيعيشون بالطول والعرض.
تعليق:
وأمام تلك الأسباب يقف المرء حائرا متعجبا لهذه الأسباب التى ذكرت والتى تعني أن عاطفة الأمومة بدأت تتحول لذكريات وأطلال عند بعض الأمهات.
أين الأم التى أمرنا النبي صل الله عليه وسلم بصحبتها حين قال عندما لمن سأله الصحابي : من أحق الناس بحسن صحبتى ؟ قال له النبي ثلاثا : أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك .
هل العمل والمركز الإجتماعي أصبح أهم من أولادك ؟
هل رغبتك في حب جديد وزواج جديد أهم عندك من أبناء سيضيعون ويتربون فى حضن زوجة أبيهم ؟
هل لآنك لم تتعودي تحمل مسئوليتهم ترميهم طول العمر ؟
هل رغبتك في الكيد لأبيهم ( مطلقك ) تعطيك الحق فى أن تستخدميهم أداة تنكيل له ؟ فما ذنب هؤلاء الصغار ؟ إنهم لا ذنب لهم فى جرائم الكبار فلماذا نتعامل معهم كانهم بضاعة تباع وتشترى ؟
وإن كان هناك بعض الأسباب القهرية التي تضطر الأم التخلي عن حضانة الأبناء لكن ليست كل الأسباب مقبولة، وأقول بكل صدق :
إن نتاج اندثار وتقلص عاطفة الأمومة اليوم وتخلي الأمهات عن أبنائهن بعد الطلاق له أثار عكسية فى المجتمع وإن تفاقمت تلك الظاهرة سينشأ لدينا أجيال تكون قد فقدت الحنان وتربت على القسوة لعدم وجود حضن الأم الحانية ولانشغال الأب بحكم طبيعة عمله وزوجة الأب لن تكون أحن على الأبناء من أمهم التي تركتهم . نحن نخشى من انتشار هذا الداء بمجتمعاتنا. وليس كلامي يعنى التقليل من دور الأب لكن الدراسات والشرائع أقرت بأن الأم هي الموجه الأول لتربية الطفل ونشأته.
فلتراجع كل أم نفسها لأنها صانعة الأجيال ومصنع الرجال يقول شاعرنا العربي:
الأم مدرسة إذا أعددتها ...... أعددت شعبا طيب الأعراق
فماذا لو أغلقت تلك المدرسة (الأم) أبوابها في وجه أبنائها؟ أو قامت المدرسة (الأم) بطرد أبنائها من حياتها؟
اقرأي أيضاً:
فتاة مصرية هجرت المدينة وعاشت في الصحراء
قصة واقعية: تشجع زوجها على مغازلة النساء