قصة واقعية: زوجي يحب عمله فقط
كثير من حالات الطلاق التي نسمع عنها يكون سببها أن الزوج عاطل عن العمل أو لا يتحمل المسئولية المادية تجاه زوجته، أو انه لا ينفق على أبنائه او انه زوج كسول في طلب الرزق لبيته، وأسرته ولا يسعى للبحث عن العمل اعتماداً على راتب الزوجة.
أما قصة اليوم فهي عكس ذلك تماما فالزوجة تقر بأن زوجها كريم جدا معها وان كل طلبات الزوجة والأبناء مجابة مادياً، وينفق على أسرته بسخاء ولا يحاسب زوجته كم أخذت او كم صرفت او كم تبقى من المصروف. بالجملة هو زوج - حسب قولها - غير مقصر ماديا معها. ورغم ذلك تصر على الطلاق منه.
فكان سؤالنا لها: إذن أين المشكلة ولماذا تريدين الطلاق رغم كرم زوجك معك وتلبيته كل طلباتك؟
تقول الزوجة: إنني تزوجت منذ 15 عاما وكان زوجي موظفا بسيطا رزقنا بثلاث أبناء. وبمرور الأيام ترقى زوجي بعمله حتى أصبح بمستوى عال، وبمجرد ما أصبح بهذا المستوى ومنذ 7 سنوات تقريبا وهو يهملني تماما، حتى المعاشرة الزوجية إن صارت بيننا فمرتين أو ثلاث بالسنة وبدأت ألاحظ تعلقه الشديد بعمله لدرجة أنه لا يخرج من دوامه بالمواعيد المعروفة الثالثة ظهرا بل يظل يكمل عمله للساعة 10 أو 11 مساء، غير مبالٍ بأن له أسرة وزوجة لها حقوق نفسية ومعنوية أهم من المال والنفقة.
قلت: هل تشكّين في أن له علاقات أو متزوج عليك؟ قالت: يا ليته متزوج كنت ساعتها أقول أن جنس الأنثى له قدر عنده أو يشعر بها أما عن الخيانات فهو رجل مصلي وملتزم جدا ولا يمكن تقع منه خيانات.
ثم أكملت قائلة: أذهب للمستشفيات بمفردي لمعالجة نفسي أو أولادي، أذهب لمدارسهم بنفسي أوصلهم بنفسي، أذاكر لهم بنفسي، أصنع كل شيء بنفسي وكأني عزباء أومطلقة او أرمل وكأني نكرة بحياته لا يجلس معي لا يحس بفرحي ولا حزني، لم يرسل لي طوال سنين الزواج رسالة حب ولو مرة، كنت أتسول منه الحب وأطلب منه المعاشرة حتى خجلت من نفسي لأنه كان يتحجج بأن لديه عمل بالصباح وبالمساء، ووصل التجاهل لدرجة أنه أجرىت لي أكثر من 4 عمليات طوال فترة زواجي معه ولم يوصلني مرة للمستشفى ولم يحضر ليقلني إلى البيت بعد انتهاء العملية ولم يحضر ليطمئن على إلا بعد عودتي بنفسي او مع أحد إخوتي ،إلا مرة زارني بعد يمين لما انتهى من عمله، تدخل الأهل فلم يسمع لأحد وحجته هي أنه مشغول بعمله، يعشق عمله عشق الحبيب لحبيبته ويفني عمره فيه ووقته وطاقته فيه ، وإذا حدثت مشكلة بسيطة بعمله ينهار ويتأثر جدا وتكاد ترى الخوف والفزع بين عينيه حتى تحل المشكلة أما مشاكل بيته وأولاده ومسئولياتنا كأسرة فلا حياة لمن تنادي، وهو قاطع لرحم أهلي و لا يزورهم وحين يطلبوه أو يعزموه لا يحضر بحجة انه مشغول بعمله.
لقد كرهت عمله و كرهت تلك الحياة، تلفت اعصابي وانا اتعالج من سنتين علاجا نفسيا ولا أنام إلا بالمهدئات ورغم إهماله لي يا سيدي أنا لم اخنه يوما ولم أشغل حياتي بغيره كما تفعل بعض النساء لكن مع الأسف لم يقدر كل ذلك وحين طلبت منه الطلاق رد بكل برود أنه لا مانع لديه ولكنه مشغول وعندما يجد وقت فراغ عنده سيطلقني.
أرأيت يا سيدي مثل هذا التجاهل والإهمال لشريكة حياته؟
لذلك انا أصر على الطلاق فأنا بالواقع خارج حساباته وقد أصبح اليوم هو خارج حساباتي لأن بعده وإهماله لي سبب جفاء وفجوة كبيرة ولا أظن اني سأتراجع عن قراري ولكني أريد أولادي معي وهم لا يستغنون عني فهو لا يعرف كم اعمارهم ولا مستواهم الدراسي ولا أسماء مدارسهم ولا أحوالهم الصحية يرونه من الأسبوع للأسبوع فلا اظن أنهم سيتأثرون بوقوع الطلاق.
الجواب:
أيتها الزوجة الكريمة :
أولا: ليس زوجك هو المتسبب الوحيد بوقوع تلك المأساة بل انت اشتركت معه فيها، لأنه من البداية وعندما بدأ الزوج يتعدى الخط الأحمر في إهماله لك وتحميلك مسئولية الأبناء كاملة كان لابد من وقفة منك واعتراض لكنك ما فعلت فتعود على ذلك من سنين، إنك من البداية كان يجب ان تتخذي كل الطرق لتعويده على المشاركة وتحمل المسئولية ، مشكلتك انك تنازلت وتحملت ومشيت الأمور سنة وراء سنة فتعود الزوج على ذلك واعتبر انك راضية حتى اهمل البيت والولاد وصار فقط بنك للفلوس، ثم اهملك انت شخصيا لأنك في نظره موظف يؤدي عمل يجازي عليه براتب أخر شهر ( مصروف البيت) فوصلنا لما وصلنا إليه .
ثانيا: أرى أن زوجك يحتاج لتوعية اجتماعية ونفسية وإرشادية لوجود خلل كبير في منظومة الأولويات بحياته الإجتماعية والأسرية لاعتقاده ان العمل والمنصب وكسب المال هو كل شيء بالحياة لذا أنصحك بالصبر عليه ومحاولة إدخال أطراف أصحاب تأثير عليه لعله يستجيب لتغيير قناعاته التي قد تسبب دمار الأسرة وتحطيم عش الزواج.
ثالثا : أرجو ألا تتخذي قراراتك وانت تحت ضغط نفسي حتى لا يعقبه الندم لأن بينكما أبناء والمشكلة قابلة للحل فإن لم يستجب الزوج ولم يسع للمتخصصين لحل خلافاكما فلك الحرية في اتخاذ قرارك الذي تريديه لأنه ليست المشكلة أن يكون الشخص مريضا ولكن المشكلة أن يكابر المريض ويدعى أنه سليم وكل من حوله هم المرضى هنا يصعب معالجته لكن لا تيأسي وحاولي.
اقرأي أيضاً:
قصتي مع عروس زوجي
حقيقة الأبوة..صور عائلية طريفة