«أم الامارات» رائدة مسيرة ارتقاء المرأة
في يوم الأم، لا يسعنا سوى الوقوف احتراماً وتقديراً للجهود الكبيرة التي تبذلها «أم الامارات»، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة «الاتحاد النسائي العام»، الرئيس الأعلى لـ«مؤسسة التنمية الأسرية»، رئيسة «المجلس الأعلى للأمومة والطفولة»، في سبيل الارتقاء بالمرأة الإماراتية، وحثّها على تحقيق المزيد من الإنجازات، ولعب دور بارز في نهضة الوطن وتقدّمه.
كيف يمكننا في هذه المناسبة الإنسانية العالمية، التي تحتفي بدور الأُم في الحياة، ألّا نتذكر يوم 27 من شهر أغسطس 1975، الذي يجسد شهادة ميلاد «الاتحاد النسائي العام» على يد سموها. هذا الاتحاد، الذي هو ثمرة رؤية متكاملة تبنّتها سموها للنهوض بدور المرأة ودعمها في مسيرتها نحو الارتقاء، وحثّها على المشاركة في جميع ميادين الحياة العامة، وتأصيل دورها في الإسهام في التنمية المستدامة والمشاركة في صنع القرار.
لقد شكلت «ولادة» «الاتحاد النسائي العام»، إضافة نوعية كبيرة إلى مسيرة بناء دولة الامارات، عكست قدرة سموها على قراءة حاضر المرأة الإماراتية واستشراقها للمستقبل الذي ينتظرها. لم تبخل سموها بعطائها وجهودها، لتقود المرأة الاماراتية إلى تحقيق الأهداف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وحتى السياسية، وهي التي كرّست نفسها منذ قيام دولة الاتحاد، في الثاني من ديسمبر عام 1971، للدفاع عن قضية المرأة الإماراتية ودعمها، حتى وصلت إلى أرفع المناصب والمواقع.
لقد نجح «الاتحاد النسائي العام»، الذي توحَّدت تحت رايته جهود الجمعيات النسائية الإماراتية، في تحقيق نقلة نوعيّة في مكانة المرأة ونظرة المجتمع إليها وإلى قضاياها، وهي نقلة لم تكن لتتحقّق، لولا حرص سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على إرساء قواعد سليمة ومتينة تضمن تضافُر جهود «بناتها»، من أجل تحقيق الأهداف السامية. أوَليست هي القائلة: «أراها، (أي المرأة) وقد وضعت يدها في يد أختها لتصعدا معاً سلَّم التقدُّم والحضارة الرّاسخة بأصول ثابتة».
لقد حقّق «الاتحاد النسائي العام»، برئاسة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، مكاسب كبيرة أسهمت في تعزيز دور المرأة وإيصالها إلى مناصب وزاريّة، وترشيحها لعضوية المجلس الوطني واقتحامها الحياة البرلمانية، وإقرار التشريعات التي تكفل حقوق المرأة في مجالات الحياة كافة، وإطلاق المشروعات المهمة التي ركّزت في مجملها على تطوير قُدرات المرأة وإكسابها العلوم العصرية الحديثة، ناهيك عن دعمه جهود الحركات النسائية في الدولة، وتوجيهها بما يكفل خدمة المرأة الإماراتية في مختلف المحافل المحلية والإقليمية والدولية.
من خلال عطائها اللّامحدود، قدّمت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك نموذجاً فريداً للقيادات النسائية، صاحبة الإنجازات والإسهامات التي لا تتوقف عند مجال الاهتمام بالمرأة الإماراتية، وإنما تمتد إلى مجالات أخرى عديدة، أهمها المجال الإنساني في الدولة والعالم، عطاءً يلقى تقديراً كبيراً مِن قِبَل الهيئات الدولية، وفي مقدّمتها الأمم المتحدة.
هنيئاً لـ«الاتحاد النسائي العام» برئيسته، وهنيئاً للإمارات بـ«أم الامارات»، الأم الغالية التي تُجسّد العطاء بأبْهَى صورة.