قصة واقعية: لماذا يكره هذا الطفل أباه؟
يعاني يعض الآباء من عقوق بعض الأبناء ولكن بحسن التوجيه والتربية تتحسن حالتهم وكلما كبروا فهموا واستوعبوا حق الوالدين على أبنائهما.
لكن حالة اليوم من أعجب مما مر بنا إنها حالة أب يعاني من عقوق ولده له ومخالفته وعناده الشديد مع الأب فقط ورغم الضرب والقسوة تارة والعفو والهدايا تارة والرحمة من الأب تارة والعنف تارة، لكن الابن ظل كما هو على عكس ما يريده والده تماما كأنه ند لأبيه، أتدرون ما عمر ذاك الابن إن عمره لم يتجاوز الثامنة.
تعجبت مثلكم الآن تماما من شكوى الأب لكننا لما استمعنا للزوجة( أم الطفل) عرفنا سبب انتقام الابن من أبيه تقول الزوجة والأم:
لقد تزوجت من 10 سنوات لم يخرج معي فيها زوجي مرة في حياته، ولا يعدل بيني وبين زوجته يميل لزوجته الأولى ويهملني تماما ويلغي شخصيتي ويلغي وجودي تماما.
ويقول لي : أنت فقط خادمة لأبنائي مع الإهانات المستمرة مما يحملني على أن أبكي وكثيرا ما يدخل عليّ ابني الصغير هذا ولحبه لي يسأل عن بكائي فيرى بنفسه ظلم أبيه لي يوميا حتى حُفر بداخل ابني أن سبب عذابي وبكائي وحزني هو المعاملة السيئة الدنيئة من والده.
ولكني مع ذلك لا أقبل أن يكون ابننا عاص وعاق ومتمرد على أبيه ولا يسعدني إطلاقا، وجئت اليوم مع زوجي لأبحث عن حل لتمرد ابني الذي جعل أبيه يتركنا من شهرين بسبب تمرد الابن ورفضه لسماع كلام أبيه. وتذكر قبل أن نسمع منك الحل سيدي أنه بالأمس ولأول مرة يمسح زوجي على ظهري لتهدئتي من موضوع ظلمت فيه من أخته، وكان ابننا جالس في الصالون معنا ولاحظت أنه لاحظ ابتسامتي ورضاي عن تصرف أبيه وظل ابننا حوالي اسبوع يسمع لأبيه ويطيعه ولكنه انقلب بعدها متمردا على أبيه ولا نعرف ما الحل لنقوم سلوك ابننا ؟
الجواب: ا
الحل في يد الأب وأنت ذكرته دون أن تدري. إن الولد ببساطة تتلخص حالته في أنه طفل متعلق بأمه و يعتبر نفسه محاميها بل وحاميها من شرور من حولها، حتى لو كان من يؤذيها هو أبوه. فالطفل هنا لا يميز من أمامه المهم عنده أن ينصر أمه ويقهر من يقهرها ويعذب من يعذبها، وهذا هو سر تمرده على أبيه إنه يتمرد ممن أبكى والدته وعذبها نفسيا، إنه يحاول عمل توازن بالقوى ولا أعنى بكلامي تأييد عقوق الأبن ولكني أحاول فقط تحليل السبب وراء تمرد الطفل على أبيه لدرجة أن الأب يأس وترك البيت وهجر أسرته لمدة شهرين.
والدليل على كلامي أن الطفل حسب أقوالك لما احتضنك والده وصبرك واحتواك وقال لك كلمات فرحتك وأزالت الألم من داخلك أحس الابن فورا بفرحتك، فتغير اتجاه بوصلة تعامله مع أبيه فصار لمدة كما قلتِ حوالي أسبوع يسمع كلام الأب و يطيعه . فما السبب؟ السبب هو عناية الأب بأمه.
فالحل إذن بأيدينا حتى نقوم سلوك الأبناء يجب ان تختفي معاملة القسوة بين الأبوين أمام الأبناء، وأن لا ترتفع الأصوات والشجارات أمامهم. ومن الطبيعي أن يتحيز الابن أو البنت للطرف الأضعف وغالبا الطرف الأضعف هو الزوجة ( الأم ).
فالحل إذن أن يحتويك زوجك ويحسن معاملتك بحب وحنان يترجم عمليا أمام الأبناء لننزع بحسن معاملة الزوجة أي فتيل غضب في شقلب الابن المتمرد فالابن المتمرد لن يتغير إلا عندما يتغير تعامل الأب مع الأم ( الزوجة) فكما قالوا ( من زرع حصد) .