قصة واقعية: زوجتي مصابة بوسواس المرض
كتب الكثيرون عن الزوجة العنيدة والزوجة المتمردة والزوجة الغيورة، ولكن قلما تجد من كتب أو قرأ عن الزوجة الواهمة بالأمراض التي تعتبر زيارة المستشفيات وعيادة الأطباء ستطيل أجلها وتمنع الخطر قبل وقوعه وتلك الزيارات لها الأولوية في حياتها حيث تقضي الساعات الطوال في التردد على العيادات اكثر مما تجلس في البيت. ومن الطبيعي أن أخواتها أو جيرانها أو صديقاتها إن سألوا عنها وجدوها في المستشفى، ومن غير الطبيعي أو المعتاد أن تجدها ببيت الزوجية وهذه مشكلة كبيرة مرت بالزوج الذي جاء يشتكي من هذا النوع من الزوجات .
يقول الزوج : أنه لا يمر الأسبوع إلا وزوجتي تفحص بالمستشفى فيوم السبت الماضي كانت عند طبيب العيون لآنها تشعر بنبض في عينها ومن شدة شكواها ( وهو بالطبع وهم ووسواس ) حولها الطبيب على طبيب آخر في المخ والأعصاب، فأجرى لها الإشاعات اللازمه ولكنها أصرت على إجراء أرقى أنواع الإشاعات المسماه بالرنين المغناطيسي وحولها ذاك الطبيب إلى مستشفى أخرى وطبيب آخر. وبعد خروج النتائج تبين أن زوجتى سليمة فعادت إلى الطبيب الثاني ثم إلى طبيب العيون ليقر الجميع إنها سليمة.
وبعدها بيومين أحست بألم فى المعدة فهرعت إلى الطبيبة الباطنى وهي تقول للطبيبة هل أنا مصابة بمرض خبيث؟ فأقلقت الطبيبة بكلامها وتكبيرها للأمور فأجرت لها كل الفحوصات وتبين أيضا أنها سليمة.
ولم تكتف زوجتى بإيهام نفسها فقط بل تعدى الأمر لأن أثرت على أبنائنا فأولادى الثلاثة لهم خمس أو ست زيارات في الأسبوع للأطباء في أكتر من تخصص.
فعلى سبيل المثال : لو تغير صوت أحد الأبناء قليلا جرت به إلى المستشفى، وإذا (كح) الطفل مرة جرت به إلى المستشفى، وهكذا حياتى معها شكوى من الأمراض التى لا أساس لها ووهم جعلنى لا أهتم بحالها كثيرا ولو تألمت مرة بالحقيقة ما عدت أهتم بألمها سئمت المرض سئمت الأطباء سئمت الخوف الزائد على أبنائي. ولولا أننى متماسك لأوقعتنى أيضا في وهم المرض عندما أشتكى بصداع مرة أو أشعر ببعض الألم .
فهل لديكم من حل لمشكلتي يا سيدى لأني كل يوم في خلاف معها وما عدت أذهب معها لأي مستشفى بتاتا ؟
الجواب :
سألت الزوج هل كان لزوجتك أحد من الأقارب مريض ؟ قال الزوج: نعم . لقد عاشت زوجتى قصة مرض والدها 9 سنوات ووالدتها 13 سنه وأخيها الأكبر 7 سنوات وكلهم ماتوا بسبب مرضهم بين يديها .
قلت للزوج : إذن سر الوهم والخوف من المرض واضح جدا إنه التجارب العصيبة التى مرت بزوجتك فهي من داخلها تخشى المرض، لأنه أفقدها أعز الناس لديها وتحاول أن تتفاداه بالذهاب إلى الأطباء كل يوم وزيارة المستشفيات كنوع من مواجهة الخطر قبل وقوعه.
لذلك أنصحك بأن تذهب بها لطبيب نفسي واصبر عليها وحاول أن تقلل من زيارتها للمستشفيات تدريجيا مهما أصرت عليك إلا في الضرورة القصوى. فسوف يتبين لها بعد يومين أو ثلاث أن الموضوع لا يحتاج الذهاب إلى المستشفيات وأن كل شيء مر بسلام وساعتها سيقوى قلبها وعزيمتها رويدا رويدا وستعالج نفسيا بهذا الأسلوب .
ورسالتى هنا لكل زوجة من هذا النوع الواهم، عالجي نفسك ولا تحملي زوجك ما لا يطيق نفسيا، حتى لا ينفر الزوج وتتفاقم الخلافات وربما وصلت إلى الطلاق فالزوج اليوم ومع ضغوط الحياة يحتاج من تخفف عنه وليس من تعيشه في شكاوى وتوهمات بالمرض.
واعلمي أيتها الزوجة الواهمة أن التظاهر بالمرض مع أن الحقيقة السلامة منه، وهو من الكذب على الناس، ومن النفاق العملي الظاهر ، ولا يجوز للمسلم أن يتظاهر بأمر مخالف للحقيقة.