مثل قائد فرقة روك يأخذك الشيف البرشلوني سيرجي أرولا إلى عالمه الإبداعي بين الطهي الراقي والموسيقى المثيرة للأحاسيس، فهو الذي حاز على نجمة ميشلين العالمية للطهي المميز وهو بعمر 28 عاماً، وحاز على أخرى وهو بعمر الثلاثين، شخصية فريدة نتعرف عليها عن قرب، بعد أن أقترب أكثر ليفتتح أول مطعم له في الشرق الأوسط ممهوراً بإسمه في فندق شانغريلا العائم على مياه أبوظبي بعنوان P&C by serge arola، وهي إختصار لعنوان المطعم لؤلؤ وكافيار من سيرجي أرولا والذي ينتظر إنطلاقه بالإفتتاح الكبير يوم الثلاثاء المقبل 14 أبريل بحلته الجديدة وإشراف مباشر.
- ما هو سبب إقتناعك بالسفر إلى الشرق الأوسط قادماً من إسبانيا، وإلى هذه المطعم بالتحديد؟
أعد هذا المكان فرعاً من البحر، فيه كل عوامل السحر والجاذبية لخوض تجربة جديدة في أحد مدن الشرق الأوسط التي أعشقها. فأنا مولع بالخوض بحضارات البلاد والتقرب من شعوبها، ولي تجارب ورحلات إلى الهند وتركيا، وهذا المكان أعده نقطة إلتقاء رائعة، كما أنني أحب أكون قريباً من الأرض والطبيعة، وهنا نجد الشمس ومياه البحر والشاطئ الجميل ومشهد جامع الشيخ زايد الكبير، كلها عوامل للنجاح.
- ما هو المفهوم العام الذي تنوي تقديمه في مطعمك الجديد، خاصة للبيئة المحلية؟
أنا أعتمد طريقة المشاركة لتعزيز التجربة الإجتماعية والإلتقاء الودود لضيوف مطعمي، فالمائدة هي فرصة للقاء والمشاركة والإستمتاع، وهنا أقدم لهم طريقة "التاباز" وهي ما تشابه طريقة "المازات" العربية، وهذا التقليد الإسباني هو نتاج التمازج الحضاري الذي تركه العرب على مدى حكمهم للأندلس لـ200 عام.
- ما هي المكونات الأكثر تفضيلاً لك عند إعداد أطباقك المميزة؟
البطاطا، نعم البطاطا المقلية هي من أبرز ما أقدم، بدلاً من ذكر المكونات غالية الثمن مثل الكافيار والكمأ، إلا أنني أجد البطاطا مادة متنوعة وغنية بالنكهات والقابلة للطهي بالكثير من الطرق.
- لقد حزت وحاز مطعمك في برشلونا على نجمتي مشلين، لماذا برأيك لا يطبق نظام تقييم الطهاة والمطاعم في بلداننا العربية، وخاصة التي تتوفر فيها المطاعم الراقية؟
"ميشلين" هي مؤسسة دولية لتقييم المطاعم والطهاة المميزين، وتعتمد على حسب البلدان المشتركة في عضويتها، فمن بعد أوربا، هنالك عضوية لها في كل من اليابان والصين والبرازيل، ويمكن للبلدان العربية دخول هذه المنظمة في أي وقت. وهي تعمل على تقيم جميع تفاصيل المطعم خلال العام، إبتداءاً من قائمة الطعام ثم الأجواء وبالطبع النكهة والشكل للأطباق المقدمة، حيث يأتي ممثلون عنهم بشكل سري، من دون أن نعلم بقومهم لتقييم كل شيء.
أنا أعد الجانب التجاري هو الشيء الصعب، فأنا أستمتع بالطهي وبالإشراف وتعليم الفريق المصاحب لي في المطبخ، لكن حينما يأتي الجانب الحسابي والتسويقي للمطعم، والذي بالنتيجة هو مشروع تجاري فيه موظفون، علي أن أكون أكثر عقلانياً ورجل أعمال من طاه محترف.
- كيف تستجيب للزبائن في حالة الطلبات الكثيرة والسريعة في المطعم؟
هذا عملي، فنحن نخدم ضيوفنا بأفضل الأطباق بأسرع وقت ممكن. ودائماً هنالك ضغط داخل المطبخ، وحينها قد أستعجل الفريق وقد أصرخ، وهذا جزء من المهنة وهذه هي قواعد اللعبة.
- هل تطهو في البيت؟ وما هي الوجبة التي تعدها؟
نعم، فانا لدي إبنتين بعمر 11 و15 عاماً، وهما تحبان الطعام ولهما ذائقة جيدة بالطعام.
- هل ستدعمهما إن أختارا أن تكونان طاهيتان بالمستقبل؟
هذا خيارهما، وأنا أدعمهما في جميع ما يختارانه بكل حرية.
- كيف دخلت عالم الطهي، وهل كان خيارك منذ البداية؟
هنا تأتي المفارقة، فأنا كنت ومازلت موسيقياً مولعاً بالعزف على الكيتار، وعندما كان عمري 18 عاماً ذهبت إلى مقابلة في مطعم لتقديم نفسي كعازف، لكن بطريقة ما دخلت إلى عالم الطهي، وها أنا هنا الآن. فالموسيقى والطهي تسعد الناس وتقدم لهم جزءاً من السعادة، فأنا لم أطمح أبداً بأن أكون مشهوراً بقدر مشاركتي للناس الفرحة والمودة وكذلك الخبرة، فأنا أعتبر نفسي كما لو كنت موسيقيا.
- ما هو إنطباعك عن المدينة والمجتمع في أبوظبي؟
أنا مولع بالأماكن الحضارية التي تتمسك بتراثها، وهذا المكان فيه الكثير من الغنى الإسلامي والعادات الإجتماعية والشعبية التي مازالت متوارثة ويتم التمسك بها بطريقة حضارية وراقية، ويتميز هذا البلد بالرقي والأمان والفكر المنفتح.
- هل ستكون متواجداً في المطعم لفترات طويلة؟ مع العلم أن عملك في مطعميك في أسبانيا مازال مستمراً؟
سأكون هنا على الأقل 4 مرات في السنة، لفترات غير محددة، وبذلك أضمن أن الأمور تسير بحسب الجودة التي وضعتها، وحينها سأستقبل ضيوفي في أبوظبي وأعد لهم أشهى الأطباق.
المزيد:
تعيين قائداً لفريق من 164 طاه في “قصر الإمارات”
شيف بثلاث نجوم ميشلن ينضم لمطعم كاتلان
شيف فاقدة للبصر لكنها فازت بـ”الماستر شيف”