قصة واقعية: كيف تتصرفين عند اكتشاف الخيانة الزوجية؟
صادفني اليوم أربع حالات خيانات زوجية بيوم واحد بنفس الشكوى ونفس الأدلة خيانات داخل السيارات ومناديل عليها أحمر الشفاه وبعض اكسسوارات حريمي و...و.. واما الحالة الخامسة فخيانة داخل البيت الثاني الذي يملكه الزوج مما دفعني للكتابة عن هذه القضية التي بدأت تأكل الأخضر واليابس في بيوتنا وترفع نسب المطالبة بالطلاق. تقول الزوجة (ع) :
لقد صبرت على زوجي 7 سنوات ومن خيانة لخيانة وفي كل مرة يجد حجة ومبررا إلا هذه المرة تأكدت كل ظنوني وشكوكي حين رأيته بعيني يخرج من بيتنا الثاني بنفس المدينة التي نعيش فيها ومعه فتاة ساقطة.
وكانت المفاجاة بأن وجدني أمامه فما عرف ماذا يقول هذا الزوج الذي يخدعني من 7 سنوات لأول مرة أمسك عليه الدليل . ولولا خوفي على أولادي منه لطلبت الطلاق من سنوات فما صبرني على خياناته المتكررة إلا أني لم أرد أن يتربى اولادي بين أبوين مطلقين ويتعذبان مثلما تعذبت.
ولكني فعلا بدأت أيأس من أن يهتدي زوجي او يتوب فهل للخيانة المتكررة علاج ؟ وهل أرتكب إثما في حق الأولاد إن طلقت منه رغم انه أكد بالمرة الأخيرة انه لن يعود لها أبدا. فما الحل يا سيدي خاصة أنني ذهبت للمحكمة فعلا لطلب الطلاق وهو لم يحضر. ويقول انه تغير لكني أعرف أنه شهر او شهرين وسيعود لخياناته وليس فيه ميزة غير أنه يحب أولاده ويحبونه بشدة. وما قصر معي بالمعاشرة يوما لكنه زوج خائن ويأست وتعبت من إعطائه الفرص وأخاف أن أمرض بسبب خياناته.
الجواب:
أبدأ معك بكلمة سيدنا يعقوب لأولاده حين اشتد عليه الكرب بفراق أبنائه الثلاثة يوسف وبنيامين والأخ الأكبر لهم قال : "اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون". نعم لا تيأسي من إصلاح زوجك صحيح أن ألم الخيانة صعب وإذا تكررت صارت الأمور أكثر تعقيدا نفسيا لكن قدرك أن تكوني أما وزوجة وطبيبة لهذا الزوج. فربما الزوج يحتاج علاجا نفسيا فخذيه ليتعالج.
لأنه حسب كلامك فيه نقاط خير مثل حبه لأولاده وعدم تقصيره معك في حقوقك الشرعية. ومع ذلك يخون فربما يعاني من مرض نفسي او يحتاج لتقرب من ربه اكثر فلا احد يملك مساعدته ليهزم شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء إلا انت. وربما يحتاج ان تبعديه بالنصح والتفاهم عن اصدقاء السوء الذين يزينون له طريق الحرام . ثم إياك أن تكوني مقصرة بكلمات حب او رسائل او لبس وزينة حتى لا يجعلها شماعة يعلق عليها كل أخطائه وعلاقاته المحرمة.
الخلاصة : أعطه فرصة ليتوب . فردت الزوجة أعطيته لكنه تمادى ولكن هذه المرة لما رأيته بعيني و عرف اني تقدمت للطلاق بالمحكمة أظنه اهتز خوفا على البيت والأولاد. ووعدني بأن يتوب لكني ما عدت اثق فيه .
قلت لها : هذا خطأ أن تغلقي الباب تماما فربما تلك الضغوط التي وضعته فيها تغيره وهذا ما نرجوه. قالت : سيتغير شهر شهرين ثم يعود . قلت لها . جربي فإن عاد فلا عذر له بعد هذه الفرص المتتالية وخاصة إن رفض التزام الطاعات وعدم الذهاب للعلاج عند المتخصصين من الأطباء.
لو رفض كل ذلك وظل على انحرافه عندها يكون الطلاق أسلم حل من رجل اختار طريق الحرام ولم يرجع عنه رغم كل هذه الفرص والمسامحات من طرفك لكنك لا تيأسي فكم من زوج اهتدى على يد زوجة صبورة فحصلت بذلك ثواب عمار البيت وثواب هداية إنسان أليس كذلك؟