قصص واقعية: أزواج للسرّاء أعداء في الضرّاء
منذ أسبوعين مرّت بنا أكثر من حالة لزوج أو زوجة تطلب الطلاق. والسبب واحد ملخصه اعتقاد أحدهم أن الزواج في السراء فقط أما عند حلول الضراء فيجب الفراق.
مثال ذلك: ضيق العيش بعد غنى أو فقد الرجل للصحة والقدرة الجسدية والجنسية أو زوجة تصاب بالسرطان فيطلقها زوجها أوزوج يطلق بسبب ترك الزوجة للعمل وتوقفها عن إعطائه الراتب.
مع أن الزواج رباط مقدس وعلاقة مصيرية من المفترض أن تقوم بين الطرفين على الود والاحترام والاستمرارية، تتقلب الأيام ولا تتقلب تلك العلاقة بل يفترض أن تكون مصدا وحجرا تتكسر عليه كل صدمات الحياة ومتاعبها، أما أن يكون الزواج من البداية زواج في السراء فقط فإذا اكتشف أحدهما أن صفقة زواجه خاسرة تخلى وطلق أو هجر وظلم فإن ذلك لأثم عظيم وظلم كبير لا يغتفر.
بعضنا يتزوج ويشترط عمل الزوجة لتشاركه أعباء الحياة ولا مانع من ذلك بالحب والتراضي والمشاركة ولكن بمجرد أنها تعبت وطلبت الجلوس بالبيت لأنها لم تعد تستطيع التوفيق بين البيت وبين العمل ساومها الزوج على الطلاق وخيرها بين الاستمرار بالعمل أو أن يطلقها أو ذهب يبحث عن زوجة أخرى تنفق عليه وتسلمه راتبها، هل هذه هي القوامة؟ وهل من المرؤة أن ينسى فضلها طوال تلك السنين ؟ هل هي زوجة في الرخاء فقط ؟ فإذا توقفت عن العمل صارت مطلقة؟
وبعض الأزواج وبعد طول عشرة تمتع فيها بجمال الزوجة وأنوثتها تجده بمجرد تعرضها لمرض لا يفكر كيف يعالجها بل يبخل بمصاريف علاجها ليوفر المال للزواج بأخرى فهل الزواج في حال الصحة والجمال فإذا ذهبا ذهبت العشرة؟
وبعض الرجال إذا عرف أنها لا تنجب لا يصبر لا يأخذ بالأسباب الطبية. بل يسارع للزواج بأخرى ليضطر الأولى لطلب الطلاق لأنه لم يصبر على علاجها ووالله نعرف زوجة تزوج عليها زوجها لعدم انجابها وفي يوم عرسه يكتشف الأطباء أنها حامل بالشهر الثالث وهي لا تعلم ورزقت بالولد ولم ترزق الثانية لأن الله غالب على أمره .
وهذه زوجة عاشت حياة النعيم والدلال ووجود الخدم مع زوجها فلما خسر تجارته أوزادت ديونه بسبب نفقاتها وبذخها تركته لتبحث عن حياة البذخ مع زوج أخر معه المال وهذا هو نكران الجميل وكفران العشير وكأنه زوج فقط في السراء وليس في الضراء رغم تنبيه القرآن لنا دوما بقوله عز وجل ( ولا تنسوا الفضل بينكم).
القراء الأعزاء ،،
إن الزواج ما شرع ليبقي ببقاء الصحة والمال والنعيم فقط فإذا ذهبت الصحة والمال ذهب الزواج ، الزواج صبر ومشاركة في السراء والضراء ومن نظر للزواج على أنه صفقة أو مكاسب مادية رزق الفقر وفقد كل شيء ولو بعد حين، فالأزواج في السراء والضراء في الصحة والمرض في الفقر والغنى.