الروعة تكمن في التفاصيل.. شعار المهندس حميد هاني
مصمم ومهندس شاب لم يتجاوز عقد العشرينات، لكنه أثبت عن جدارة ودراية بأنه أهل لأن يثبت أسمه عالمياً في مجال التصميم الداخلي، حميد هاني، درس في بريطانياً وعاش في الإمارات وهو ذو جذور عراقية، يأخذنا بجولة معلوماتية عن أهم التغييرات التي علينا مراعاتها في الديكور المنزلي، كما يكشف لنا عن نقاط قوة وأناقة التصميم الداخلي.
ما هي أهم القواعد التي يجب اتّباعها عند اختيار التصميم الداخلي للمنزل؟
يعتبر التخطيط المكاني أحد أهم جوانب تصميم المنزل. يميل العديد من الناس إلى التغاضي عنه لأنّهم يعتقدون أنّ التصميم الداخلي يقتصر على اختيار الأثاث والألوان، في حين تشكّل المساحة في الواقع أساس التصميم الداخلي. ومن المهم جدّاً تحقيق انسيابية داخل المنزل، أي كيفية الحفاظ على الترابط بين مختلف غرف المنزل بناءً على طبيعة استخدامها. فعلى سبيل المثال، أين تقع غرف النوم بالنسبة لغرفة المعيشة، وما هو موقعهما بالنسبة للمطبخ وحمام الضيوف، وغيرها. يعد توازن الألوان أيضاً من الجوانب الأساسية لتصميم المنزل لأنّه يعكس طبيعة الأجواء ويولّد إحساساً بالراحة، مع الحفاظ على طابع الفخامة.
ما هي الألوان الأكثر الأناقة والسائدة حالياً في التصميم الداخلي؟
يزداد التوجه نحو استخدام النحاس، ويبرز بقوة في العام 2015. حتى أن شركة "ديولكس" العالمية للدهانات أصدرت لونها للعام 2015 وهو "النحاس المائل إلى الأحمر". ونتوقّع عرض العديد من الأكسسوارات النحاسية والأثاث الأنيق المصصمّ حسب الطلب والمصنوع من النحاس في مجموعات العام المقبل لأبرز الشركات العالمية المعنية بالأثاث والاكسسوارات. نعمل في "5 ملم" حالياً على العديد من المشروعات التي يدخل فيها اللون النحاسي بقوة، ونحن متحمسون لمشاركتكم صور هذه المشاريع حال اكتمالها مطلع العام 2015.
برأيك، هل نحن بحاجة إلى تغيير ديكور المنزل بانتظام؟ ومتى يصبح التغيير أمراً ضرورياً؟
نعم بالتأكيد. يؤثّر تصميم المنزل بشكل مباشر على مشاعرنا وحالتنا النفسية. غالباً ما ننهمك بعملنا الروتيني اليومي ونصبح معتادين على البيئة التي نعيش بها. يخلق تحديث الديكور في منزلنا مساحة جديدة تتيح لنا الهروب من ذلك الروتين والشعور بالراحة والاسترخاء. ومع ذلك، لا يعني تغيير التصميم تغيير مخطّط المنزل بأكمله، حيث يمكن ببساطة إضافة ألوان جديدة على وسائد الأريكة والستائر والاكسسوارات مثلاً. ومما لا شك فيه، يصبح إجراء تغيير جذري في الديكور أمراً ضرورياً إذا شعرتم بأنّكم غير سعداء أو مرتاحين في منزلكم.
إلى ماذا تستند عند اختيار عناصر التصميم؟ وهل تختلف هذه العناصر من مكان لآخر؟
تعتمد عناصر التصميم دائماً على الخطة القائمة وكيفية وضع تصميم جديد يتضمّن تغييرات بسيطة على الهيكل القائم. تتخصّص "5 ملم" في التخطيطات المكانية الذكية، حيث نستفيد من العناصر الموجودة لصالحنا لإنشاء تصميم عملي مع المحافظة على عنصر الفخامة.
أما بالنسبة للألوان، فيأتي اختيارها بعد جلسة استشارية مع العميل. نقضي دائماً الوقت مع عملائنا لنتعرّف عليهم ونأخذ في الاعتبار متطلباتهم لوضع مخطّط يتضمّن كل تلك العناصر، لتكون النتيجة منزل مصمم حسب الطلب لا يملكه أي شخص آخر ويعكس شخصية العميل الخاصة.
حدثنا قليلاً عن نفسك، وكيف بدأت مشوارك في عالم التصميم؟
أبلغ من العمر 27 عاماً. لقد درست الهندسة المعمارية في بريطانيا، والتي استفدت منها كثيراً في حياتي المهنية لأنّها مكّنتني من فهم ما هية المساحة ومن الإشراف على كل تفاصيل البناء. لدي خبرة تعود إلى أكثر من 6 سنوات في قطاع التصميم الخاص بالعقارات السكنية الراقية، وقد نفّذت عدد من المشاريع المتميّزة في لندن.
لقد ولدت ونشأت في بغداد وعشت فيها حتى العام 2003. انتقلت وعائلتي بعدها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعدها سافرت إلى بريطانيا لمواصلة دراستي وحياتي المهنية. وقد عملت جاهداً لدخول مجال التصميم بقوّة. وركّزت دائماً على الحفاظ على الدوافع. أعتقد أن هنال نقص في المصممين العرب المشهورين على الصعيد الدولي وأنا أعمل جاهداً لتغيير ذلك!
ما الذي يعتبر مصدر إلهام بالنسبة لكم؟
أغلفة المجلات حول القطع الأثرية على طراز فن آرت ديكو" (العشرينيات، الثلاثينيات، الأربعينيات)، والموسيقى، والثقافات الغريبة، والأزياء. تلهمني دائماً تصاميم الأزياء من الكسندر ماكوين وفساتين إيلي صعب (مقدار التفاصيل في كل قطعة لا يصدّق).
ماذا عن شركة "5 ملم"، ولماذا اخترتم هذا الاسم؟
يدلّ الإسم على الدقّة والاهتمام بالتفاصيل. يتميّز عملنا بالدقّة ونقوم بإنجاز تصاميمنا مع الاهتمام بأصغر التفاصيل.
ما هو رأيك في صناعة التصميم الداخلي في العالم العربي؟ وما الذي يفتقر إليه العالم العربي في مجال التصميم الداخلي؟
في الواقع، أعتقد أنّ العالم العربي لديه ميزة فريدة فيما يتعلّق بالتصاميم المنزلية. إذ يتميّز المنزل العربي بذلك الإحساس بالدفء والجو العائلي الذي غالباً ما يفتقر إليه العالم الغربي. أعتقد أنّ ذلك يرجع إلى ثقافتنا وحبّنا لجعل بيوتنا مكاناً للضيافة.
ومن ناحية أخرى، عندما يتعلّق الأمر بالمشاريع الكبرى، تعتبر منطقة الشرق الأوسط نموذجاً لأفضل مشاريع الهندسة المعمارية والتصاميم الداخلية في العالم. يكفي أن تشاهد دبي والمشاريع المذهلة التي يتمّ إنجازها فيها لتعرف ذلك. نحن لا نفتقر إلى أي شيء عندما يتعلق الأمر بالتصميم. تكون فقط مهمّة المصمّم المضي قدماً في ذلك التصميم وتطويره بدلاً من اللّجوء إلى التصاميم الغربية.
هل تأخذون عامل الإضاءة بالاعتبار؟ هل تقومون بذلك كجزء من خدماتكم أم أنّكم تطلبون مساعدة طرف ثالث؟
تعتبر الإضاءة جزءاً أساسياً من مخطّط التصميم لأنّه بإمكانك تحديد حالة المخطّط من خلالها. نوفّر تصميم الإضاءة كجزء من خدماتنا ونعمل بشكل وثيق مع مصمّمي الإضاءة لدينا للتأكّد من أنّ المنتج النهائي يتوافق مع المواصفات الخاصة بنا.
س. ما هو رأيك في صناعة التصميم الداخلي في العالم العربي؟ وما الذي يفتقر إليه العالم العربي في مجال التصميم الداخلي؟
في الواقع، أعتقد أنّ العالم العربي لديه ميزة فريدة فيما يتعلّق بالتصاميم المنزلية. إذ يتميّز المنزل العربي بذلك الإحساس بالدفء والجو العائلي الذي غالباً ما يفتقر إليه العالم الغربي. أعتقد أنّ ذلك يرجع إلى ثقافتنا وحبّنا لجعل بيوتنا مكاناً للضيافة.
ومن ناحية أخرى، عندما يتعلّق الأمر بالمشاريع الكبرى، تعتبر منطقة الشرق الأوسط نموذجاً لأفضل مشاريع الهندسة المعمارية والتصاميم الداخلية في العالم. يكفي أن تشاهد دبي والمشاريع المذهلة التي يتمّ إنجازها فيها لتعرف ذلك. نحن لا نفتقر إلى أي شيء عندما يتعلق الأمر بالتصميم. تكون فقط مهمّة المصمّم المضي قدماً في ذلك التصميم وتطويره بدلاً من اللّجوء إلى التصاميم الغربية.
المزيد:
صالة تكثر فيها اللوحات الفنية بأساليب مختلفة
تصاميم طاولات حجرية لإستخدامات متعددة
جولة في بيت يضج بالألوان المعاصرة