قصة واقعية: العروس التي لا تفارق بيت أهلها
لقد شرع الله الزواج حفظاً للنسل وعفة للشاب والفتاة، فبدل أن يكون لأحدهما علاقات محرّمة ينتج عنها ضياع الحرث والنسل بالمجتمع واختلاط الأنساب، فقد أباح الله لنا الزواج لقضاء تلك الرغبة والشهوة الطبيعية في الحلال.
ولكي تنجح تلك العلاقة الحميمية لابد لها من توافر أجواء نفسية مناسبة مهيأة لكلا الطرفين. وأهم تلك العوامل المسببة لنجاح تلك العلاقة هو عنصر الأمان والأريحية المطلقة للطرفين وعدم القلق من دخول احد عليهما أيما كان.
لكن بعض الزوجات مع الأسف تستهين بهذا الأمر حين تترك طفل مثلاً أو أكثر ينامون في نفس غرفة الزوجية أو حتى على نفس سرير الزوجية، رغم وجود حجرة أو سرير آخر لهذا الطفل، وهذا ما نسميه الغباء الزوجي.
أمّا مسألة اليوم التي تعجبت منها كثيراً لكونها نوع جديد لم نسمع به من قبل من أنواع الإهمال من طرف الزوجة في توفير جو الأمان لزوجها لممارسة الحق الشرعي. فالزوجة تحب أن تظل زائرة عند بيت أهلها وأن تبيت عندهم. وتقول للزوج: إن أردتني فتعال لبيت أهلي وتصرّ على كلامها وموقفها.
وقد سألته : وأين بيت الزوجية فقال الزوج : موجود لكنها لا تجلس فيه.
إذن السبب في طلبها العجيب أنها تعودت الذهاب والمبيت أغلب أيام الأسبوع في بيت أهلها، كرماً من الزوج معها وطيبة منه لكنها طيبة زائدة.
يضيف الزوج: تزوجتها منذ خمسة أشهر وهي تمكث أياماً كثيرة في بيت أهلها. فهل يحق لي أن أطالبها بتقليل زياراتها خاصة وأني أعرف أنها مرتبطة بأهلها بشكل كبير.
أجبته: واضح من كلامك أنك تحب زوجتك وصابر عليها، وانك زوج تحب طريق الحلال لكن الحب يا بني لا يعني التساهل الزائد في مثل تلك الأمور فالفتاة بعد زواجها لابد ان تتعود انها انتقلت لبيتها ومملكتها يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن زوجته السيدة خديجة رضى الله عنها: ( إنها ربة البيت وأم العيال).
وينبغي على الآباء والأمهات تعويد بناتهم حديثات الزواج على التقليل من زيارتها لهم مراعاة لحق زوجها عليها، لكن أن تصل الحال ان يكون بيت الزوجية للزيارات فقط كل شهر مرة او مرتين كما فعلت زوجتك فهذا ما لا يرضاه شرع ولا دين ولا عرف عام،.
الحل يا بني أن تلفت نظر والديها وتطلب حضور زوجتك للبيت وتتفقا على تخصيص وقت أسبوعي لزيارة أهلها وزيارة أهلك وخذ الموضوع تدريجيا مع الزوجة .
أشغلها ببعض الأمور بالبيت وبحاجاتك الخاصة واعطها من وقتك أكثر حتى لا تتحجج بعدم وجودك بالبيت. وأخرجا سويا وكن حنونا عليها وافهمها أنك زوجها وصديقها وحبيبها ويوم أن تكبرا لن يجد كل منكما سوى الآخر سندا له.